مصطفى عبادة والثورات

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات- في قراءة تحليلية تبدو هادئة لمسار الأحداث في مصر منذ 25 كانون الثاني 2011 يرى الكاتب المصري مصطفى عبادة أن الثورات لا تحل مشكلات شخصية للمشاركين فيها بل أحيانا «تفاقمها» حين يتقمص الثائر دور الجلاد الذي ثار عليه.
ويقول إن الأعراض السلبية للثورة كثيرا ما تدفع المتحمسين إلى احتكار الوطنية وتخوين المختلفين معهم حيث يؤدي ما يسميه النقاء الثوري إلى بعض مظاهر التطرف «وتحول الثوار إلى حراس مقاصل» مشددا على أن الثورة يلزمها نوع من الغفران.
ويضيف في كتابه «ثورة تحت الأنقاض» أن نجاح الثورة يرتبط برهانها على المستقبل تفاديا لإراقة الدماء كما حدث في الثورة الفرنسية 1789 تحت شعار «الخيانة في الأرياف وفي المدن. الخيانة جالسة وبطاقة في يدها.. فلتنقذ المقصلة وطننا» وهو ما سجلته أعمال فنية وأدبية من أبرزها رواية «الآلهة عطشى» لأناتول فرانس (1844-1924).
ويعلق عبادة في فصل عنوانه (التسامح.. يا لها من كلمة بغيضة) على قول البعض عقب الاطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك «نتسامح ولا ننسى» موضحا أن كلمة «التسامح» مضللة لأنها تمنح صاحبها نوعا من التعالي وربما يتراجع عن التسامح في وقت لاحق لأن في المصطلح معنى أبويا «وما من أحد قاصر حتى يسامحه فرقاؤه السياسيون… ولا تكون الثورة ثورة حتى تساوي بين من يؤمن بها.. وبين من ينكرها».
والكتاب الذي يقع في 184 صفحة متوسطة القطع -وصدر في القاهرة عن مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات بغلاف للفنانة رشا عبد الله- يعنى بتأمل السياق العام الذي يجعل من الثورة ضرورة لإنهاء الاستبداد.
وعبادة الشاعر والناقد يميل إلى قول عبدالرحمن الكواكبي (1854-1902) إن «كل رجال عهد الاستبداد لا أخلاق لهم ولا حمية فيهم ولا يرجى منهم خير مطلقا… الأغنياء هم ربائط المستبد يذلهم فيئنون ويستدرهم فيحنون ولهذا يرسخ الاستبداد في الأمم التي يكثر أغنياؤها أما الفقراء فيخشاهم المستبد خوف النعجة الذئاب».