مصير مجهول ينتظر مهرجان المسرح الشبابي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

*مصطفى عبد المنعم

 

تساؤلات عدة تدور في أذهان جميع الفنانين والمسرحيين وخصوصا الشباب منهم حول مصير مهرجان المسرح الشبابي الذي كانت تنظمه إدارة الأنشطة والفعاليات الشبابية بوزارة الثقافة في أعقاب نقل تبعية المراكز والأندية الشبابية لوزارة الشباب والرياضة بدلا من وزارة الثقافة والفنون والتراث، فحتى الآن لم يصدر قرار رسمي أو بيان يطمئن الفنانين الذين تساورهم شكوك كبيرة حول إلغاء المهرجان وتحولت هذه الشكوك لدى البعض منهم إلى يقين.

 

ويستغرب العديد من الفنانين هذا الصمت المطبق من قبل المسؤولين بوزارة الشباب والرياضة حول مصير المهرجان الذي يعتبر واحدا من أهم حدثين ثقافيين في عالم المسرح القطري ينتظرهما الفنانون كل عام بفارغ الصبر وقد انتشرت أقاويل وشائعات يؤكدها البعض مفادها إلغاء المهرجان خصوصا بعد أن دخلنا في شهر سبتمبر وحتى الآن لم يتم الإعلان عن المهرجان أو إبلاغ الفرق والأندية والمراكز الشبابية بأية كتابات رسمية تفيد الاستعداد أو الترشح وهو ما يؤيد الأنباء التي تفيد بإلغاء المهرجان وترددت أنباء أخرى بأنه تم الإرجاء وليس الإلغاء لحين الوقوف على جدية وفعالية هذا المهرجان وتأثيره في الحركة الشبابية الفنية وهل يسهم حقا في أن يكون رافدا هاما للحركة المسرحية القطرية.

 

كتاب رسمي للوزير

 

وكانت مجموعة من الفنانين الشباب قد اعتزموا تقديم كتاب رسمي يوقع عليه أكبر عدد منهم يخاطبون فيه سعادة وزير الشباب والرياضة من أجل دعم المهرجان الشبابي المسرحي وعدم إيقافه خاصه انه يعتبر الحدث الأبرز والأهم لهؤلاء الفنانين الشباب إلا أن البعض منهم ترددوا في القيام بهذه الخطوة حتى لا يساء فهمها وتفسيرها على أنهم مجموعة من الشباب المتمردين الذين يعارضون قرارات وزارة الشباب والرياضة ولكن حالة من الإحباط تسود بينهم حتى الآن لعدم قدرتهم على معرفة مصير المهرجان هذا العام خصوصا وأنهم كانوا يتأملون منه الكثير والكثير.

 

وقد ناقش الفنان فهد الباكر هذا الأمر في مسرحية نجوم على الطريق التي قدمها مؤخرا في مركز شباب سميسمة هذه القضية وقضايا أخرى خاصة بهموم وأوجاع المسرحيين الشباب في قطر وتم عرض مسرحية نجوم على الطريق في ختام النشاط الصيفي لمركز شباب سميسمة وهو المركز الوحيد الذي قدم نشاطا مسرحيا ضمن خطة النشاط الصيفي لهذا العام وهو الأمر الذي أثار حالة من القلق لدى الفنانين الشباب بسبب تقلص النشاط المسرحي في المراكز والأندية الشبابية وعدم تخصيص موازنات له ضمن خطط النشاط لهذا العام.

 

تقليص للنشاط

 

وفي البداية يتحدث الفنان والمخرج فهد الباكر قائلا: الشباب هم الرافد الأساسي للمسرح في قطر والمساس بمهرجانهم السنوي يعد ردة كبيرة تستلزم الفزعة وأن نتمرد ولكن بشكل إيجابي لنلفت أنظار المسؤولين لأهمية المسرح الشبابي، وأوضح الباكر أن عددا من الشواهد السلبية تقودنا إلى الاعتقاد بأن هناك توجها لتقليص النشاط المسرحي في الأندية والمراكز الشبابية خصوصا أن غالبية الأندية لم تضع النشاط المسرحي في برامجها الصيفية هذا العام، ويؤكد فهد الباكر أن المسؤولين التزموا بضرورة تطبيق شروط ومعايير صارمة عند القيام بأي نشاط مسرحي حتى ولو كان نشاطا داخليا وهو أن يكون 80% من الممثلين من الفنانين القطريين وهو ما يطرح تساؤلا مهما!

 

كيف نحصل على هذه النسبة في ظل وجود المعوقات أمام الحركة المسرحية الشبابية التي تشهد ندرة في الأعمال والدعم ومؤخرا يكون الحديث عن إلغاء المهرجان الشبابي السنوي الذي كان بمثابة متنفس لهؤلاء الشباب؟ ، ولفت الباكر إلى أن الأمر ربما يبدو للبعض أنه لا يعنيه خصوصا وأنه يشارك في المهرجان المحلي ونجح في حصد جوائز هامة إلا أنه يؤكد أن هذه النظرة ربما تكون من الأنانية بحيث يتخلى عن قضية هي غاية في الأهمية وهي المسرح الشبابي وما يمثله للحركة وللوسط الفني في قطر ووصف تخليه عن الأمر بالأنانية التي لا يحب أن يوصف بها في يوم من الأيام ووعد بأنه سيواصل مع الشباب مناشدتهم للمسؤولين حتى يدعموا النشاط المسرحي وينظروا له بعين الاعتبار.

 

التمرد الإيجابي

 

وحول رأيه في مبادرة دعا لها مجموعة من الفنانين لتوقيع كتاب يطالبون من خلاله وزير الشباب والرياضة بعدم إلغاء أو إرجاء المهرجان الشبابي للمسرح يقول الباكر: نحن قدمنا رسالتنا للمسؤولين من خلال عمل مسرحي وهو ما نجيد عمله أما فكرة توقيع كتاب فربما يساء فهم هذا الأمر وينظر لنا كمتمردين وأنا أقول إننا متمردون ولكن بالمعنى الإيجابي وليس السلبي، وقال الباكر نحن سمعنا أخبارا إيجابية مفادها أن سعادة وزير الشباب والرياضة يهتم بالأمر ونأمل أن يتم الاستجابة لنا وألا يلغى مهرجان المسرح الشبابي وأن يتم الاهتمام بالنشاط المسرحي في الأندية والمراكز وألا يكون كما مهملا.

 

 

 

نجوم محليون جدد

 

فيما يقول الفنان علي ربشة إن هذا الكلام منتشر في الوسط الفني منذ فترة كبيرة وسمعناه كثيرا وفي الحقيقة حتى الآن لم يثبت صحته أو عدم صحته ولكن المؤشرات جميعها للأسف ليست إيجابية وتدعو إلى قلق حقيقي، ولو تم بالفعل إلغاء مهرجان المسرح الشبابي فهذا القرار سيكون قرارا مدمرا للحركة المسرحية الشبابية لا يقل في خطورته عن قرار إلغاء المسرح المدرسي أو مسرح التربية أو القرارات التي تم اتخاذها وأثرت سلبا على الحركة المسرحية، خصوصا وأن المهرجان الشبابي للمسرح هو الحدث السنوي الوحيد الذي نشهد من خلاله ميلاد نجوم محليين في مجالات المسرح المتنوعة سواء في التمثيل أو الإخراج أو الأمور الفنية، لذلك أنا أقول على المسؤولين أن ينظروا لجيل الشباب بعين الاعتبار وألا يتخذوا مثل هذه القرارات التي ربما تتسبب في تدمير الحركة المسرحية الشبابية، ونحن نظن خيرا في مسؤولينا ونتمنى أن يصل صوتنا إليهم من أجل تطوير الحركة الفنية التي تبدأ بالمسرح لأنه هو أبو الفنون وأصل كل عمل فني جيد.

 

 

 

نكسة لجيل الشباب

 

من جانبه قال الفنان الشاب حمد الهاشمي: في الحقيقة كنت أسمع كلاما كثيرا يتردد في الوسط عن إلغاء المهرجان الشبابي للمسرح ولكن لم يخطر ببالي قط أن يكون لهذا الكلام أساسا من الصحة، ولكن للأسف لم يتم نفي هذه الشائعات أو تأكيدها فضلا عن عدم صدور أية توجيهات أو أخبار عن مهرجان المسرح الشبابي لهذا العام فقد شعرت أن هذا الكلام ربما يكون صحيحا وهو ما أرفضه أنا وزملائي، ونناشد السادة المسؤولين بضرورة التدخل لوقف هذا القرار سواء كان إلغاءً نهائيا وهو كارثة كبرى ستسهم في تدمير الحركة المسرحية الشبابية أو كان إرجاء لهذا العام لأن هذا سيتسبب في حدوث فجوة كبيرة خاصة أن كثيرا من الشباب أصبحوا ينتظرون هذا المهرجان كل عام.

 

ويضيف الهاشمي قائلا: أنا الآن عمري 26 عاما ولو تم إلغاء أو تأجيل مهرجان المسرح الشبابي فمتى سأمارس هوايتي وموهبتي التي أعشقها أو ولنقل مهنتي اذا كنت أعتزم احتراف التمثيل؟ وأوضح أن إلغاء المهرجان خطأ كبير مثله مثل قرار عدم إنتاج أعمال درامية تلفزيونية في قطر، لهذا أناشد المسؤولين بالعمل على استمرار مهرجان المسرح الشبابي حتى لا يكون الأمر بمثابة نكسة لجيل الشباب من المسرحيين.

 

 

 

ابتعاد العنصر النسائي

 

بدورها قالت الفنانة ندى أحمد والتي شاركت مؤخرا ضمن فريق عمل مسرحية نجوم على الطريق: نحن بحاجة ماسة لهذا المهرجان ولا نتخيل أن يتم إلغاؤه أو تأجيله خصوصا أن هناك عددا كبيرا من الفنانين والفنانات الجدد على الساحة كانوا قد قرروا المشاركة في مهرجان هذا العام وهم من الفنانين المحليين والقطريين الذين يسعون لدخول عالم المسرح، وهؤلاء أصابهم إحباط كبير من جراء ما يسمعونه عن إلغاء أو تأجيل مهرجان المسرح الشبابي.

 

وحول ما إذا كان هذا القرار سينعكس بالسلب على مشاركة العنصر النسائي في المسرح تقول ندى أحمد: نحن بالفعل لدينا أزمة في إقبال العناصر النسائية على المسرح ومثل هذا القرار سيسهم في ابتعادهم أكثر فأكثر في الوقت الذي نحن بحاجة ماسة إلى زيادة إقبال الفنانات وخصوصا من الشباب على المسرح حتى يعود له بريقه، وتضيف ندى قائلة: إنها على المستوى الشخصي تفضل العمل المسرحي عن أي مجال آخر وتتمنى أن تتاح لها فرص العمل في مجال المسرح أكثر من التلفزيون لهذا فهي تتمنى ألا يتم إلغاء المهرجان المسرحي للشباب حتى يكون بمثابة متنفس لعدد كبير من جيل المسرحيين الشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى