“مطافئ ..مقر الفنانين” نقلة نوعية بالحركة التشكيلية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
أكد عدد من الفنانين التشكيليين القطريين أن مشروع “مطافئ ..مقر الفنانين” المقرر افتتاحه يوم 14 مارس الجاري سيكون بمثابة نقلة نوعية في الحركة التشكيلية القطرية، مؤكدين في تصريحات لـالراية أن المشروع يعكس اهتمام الدولة بالفن ويحل مشكلة المراسم أو المشاغل الفنية المؤهلة، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة أن يخصص المشروع حيزًا للاهتمام بمواهب الأطفال وكذلك دعم المواهب الفنية الشابة وفق قواعد واضحة تساوي بين الجميع، وبذلك يكون مركزًا لتبادل الخبرات الإبداعيّة، ونقطة تحول للإبداع في داخل الدولة، حيث من المنتظر أن يكون المشروع في بدايته للفنانين القطريين والمقيمين في الدولة، وأنه سيتم التوسع خلاله ليشمل الفنانين خارج قطر، كما سيتيح المشروع للفنانين الإقامة لمدة تسعة أشهر داخل استديوهات مجهزة بمقر “مطافئ” لإنجاز إبداعاتهم، من خلال برنامج خاص سوف يتيح مساحة لكلّ فنان يستخدمها كاستوديو خاص به، يجتمع فيه مع أقرانه الفنانين، بهدف تطوير تقنياتهم الفنيّة.
مبنى مؤهل
في البداية يقول الفنان عبد الله دسمال الكواري إن مشروع “مطافئ – مقر الفنانين” هو مشروع مميز وفكرة جريئة وغير تقليدية حتى بالنسبة للاسم ولكن أنا أجزم أن الناس سرعان ما ستعتاد على الاسم والمشروع ويصبح معلومًا لدى الجميع، مؤكدًا أن مبنى الدفاع المدني يعتبر شاغرًا مناسبًا جدا لإقامة مثل هذا المشروع لما يتميز به من بناء هندسي، كما أنه يعتبر مبنى مؤهلًا لأن يكون معلمًا فنيًا سواء لتصميمه الفريد أو للملحقات الموجود فيه مثل البرج المواجه للمبنى فضلا عن المبنى ذاته الذي يعتبر من المباني العريقة ذات التصميم الهندسي الجميل، وهو ما يجعل المشروع مميزًا ويُسهم كثيرًا في إنجاحه.
وأضاف الكواري: إن المشروع كونه مقرًا للفنانين سيسهم بشكل كبير في القضاء على أزمة كانت تواجه عددًا من الفنانين وإشكالية تحول دائمًا بين الإبداع على أرض الواقع والأفكار وهي أزمة مقار العمل أو المراسم أو المشاغل الفنية المؤهلة التي تتيح للفنان إنتاج المزيد من الأعمال الخاصة به من خلال مرسمه المؤهل بجميع الإمكانيات، وهو أمر مشجع جدًا لجميع الفنانين نظرًا لأنه سيعمل على زيادة الإنتاج الإبداعي، وأكد دسمال أنه لابد من أن يضم المبنى مساحات تحتضن أعمال وإبداعات الفنانين القطريين سواء في الأروقة أو الساحات لتضيف للمبنى وتزيده ألقا وبهاءً.
مكاسب تشكيلية
كما يرى الفنان التشكيلي أحمد الأسدي أن مشروع مطافئ هو إضافة كبيرة للحركة التشكيلية القطرية، مؤكدا انه امتداد لاهتمام الدولة بالفن التشكيلي وكل ما سمعناه عن المشروع إيجابي جدًا وسينعكس على أرض الواقع بمكاسب كبيرة تعود إلى الفن في قطر، ونتمنى أن يحقق المشروع أهدافه وهو الاهتمام بالفنان المحلي وتطوير قدراته الإبداعية وأن يكون محل اهتمام حتى يصل للعالمية وأتمنى من القائمين على المشروع أن يعطوا للشباب فرصة أسوة بالآخرين، وأشاد أيضًا بفكرة استغلال المباني العريقة والقديمة ذات الطبيعة الخاصة لكي تكون امتدادًا للماضي وجسرًا بينه وبين الحاضر.
مقر للأطفال
من جانبها قالت الفنانة التشكيلية جميلة آل شريم إن ما يوفره مشروع “مطافئ” للفنانين سواء كان قاعات للعرض ومشاغل للرسم وأماكن للإقامة الفنية المؤقتة فضلا عن التوجيه للفنانين القطريين والمقيمين إنما هو رعاية للمواهب الفنية والابداعية بحيث ترتقي وتصل للمواصفات العالمية، وأكدت آل شريم أن مثل هذه المشروعات افتقدناها نحن رواد الحركة التشكيلية في بداياتنا ومراحل الشباب، حيث إن هذا المشروع يختصر على الشباب الكثير من الوقت ويلغي الحواجز والعقبات من أمامه ويختصر العديد من السنوات.
وأعربت آل شريم عن أمنياتها بأن يلتفت المشروع إلى الأطفال حيث إنها استمعت لشرح من مديرة المشروع أثناء محاضرة لها في مركز الشبابي للإبداع الفني حول مطافئ ولكنها لم تستمع إلى أي ذكر في هذا المشروع للأطفال ولا رعايتهم أو تخصيص برامج خاصة لهم، وخصوصًا أن الاهتمام بالأطفال فنيا أمر ضروري جدًا، لذلك أتمنى أن يكون هناك مقر للأطفال الموهوبين فنيا وتنمية قدراته الإبدعية، وأتمنى أيضًا ألا يقتصر المشروع على إتاحة المجال لجميع الموهوبين والمبدعين في كافة أعمارهم السنية مما سيسهم في خلق نجوم بالحركة التشكيلية وخصوصًا أن الدولة لديها الإمكانيات اللازمة لدعمهم، ولفتت إلى أننا في بداياتنا لم نجد أي نوع من أنواع الدعم لذلك نتمنى أن يكون هناك اهتمام بالمبدعين الصغار وأن يكون لهم مقر وبه ومقار للعرض والرسم.
وأكدت الفنانة جميلة آل شريم أن هذا المشروع سيحقق لنا تقدمًا وتفوقًا ونبوغًا ونقلة حقيقية بالمشهد التشكيلي القطري ليحاكي به جميع الدول ونتمنى كل التوفيق للقائمين على هذا المشروع الفني الكبير وتمنى له النجاح وأن يحقق الأهداف التي وجد لأجلها.
الاهتمام بالشباب
من ناحية أخرى أبدى الفنان أحمد سلطان إعجابه الشديد بفكرة المشروع مؤكدًا أنها فكرة ليست مسبوقة وستحقق نقلة نوعية بالحركة التشكيلية ولكنه في الوقت نفسه أبدى تخوفًا من أن يقتصر المشروع على فئة فنانين بعينهم وهو الأمر الذي لا نتمنى حدوثه، لافت إلى ضرورة متابعة الفنانين المشاركين ومراقبة أدائهم وتقييم نتاج أعمالهم فلا يصح أن يستمر فنان بهذا المشروع وهو لا يقدم نتاجًا مميزًا، كما يجب أن تكون هناك قواعد للمشاركة في المشروع وتطبق على جميع المشاركين.
وأوضح سلطان أن المشروع يجب أن يهتم بالفنانين الشباب الذين نجحوا في أن يفرضوا كلمتهم في الساحة الابداعية التشكيلي وأن ينتجوا أعمالا كثيرة تثري المشهد لذلك على القائمين على المشروع أن يهتموا بالفنانين الشباب القطريين، وأن تكون المشاركة في مقر الفنانين مطافئ.
لجنة خاصة
ومن الجدير بالذكر أنه سيتم تشكيل لجنة مستقلة سوف تعلن أسماؤها على الموقع الإلكتروني للمشروع لاحقا لتقييم طلبات الالتحاق بالبرنامج، واختيار الفنانين المشاركين، وستكون هذه اللجنة محايدة تمامًا، وسيكون اختيارها للمشاركين بموضوعية، “وسيكون من أهدافها اختيار أشخاص يلتزمون حقًّا بهذا البرنامج الطويل”، وتقدر عدد الاستديوهات التي سيشملها البرنامج بنحو 20 استوديو للفنانين المقيمين فيما تخصص 4 استديوهات لكبار الفنانين الذين توجه إليهم الدعوات على فترات مختلفة من الإدارة العليا، علاوة على أماكن خاصة بالورش الفنية في مجالات فنية مختلفة من أبرزها التصميم ثلاثي الأبعاد، وفنون الطباعة.
ويتميز المشروع بأنه “بكونه يحتضن ويشجع الفنانين الجدد ويبرهن على أن متاحف قطر تسعى إلى لعب دور لا يقتصر على مجال الإشراف على المقتنيات والمجموعات الهامة والمعارض فقط، ولكن يتجاوز ذلك إلى المساهمة في خلق فرص للطاقات والعقول المُبدعة”.
علاوة على ذلك، فإن المشروع سوف يضم دار عرض سينمائي ستعرض أسبوعيًا الأفلام التي تتناول شخصيات فنية أو تدور حول الفن، وذلك بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام، فضلا عن وجود مكتبة ومطعم ومقهى وساحة مخصصة للعائلات لها رؤية جذابة، علاوة على توفير مقر لبيع احتياجات الفنانين”.