مطلوب آليات واضحة لتنفيذ مبادرة تطوير المسرح

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

أعرب عدد من الفنانين القطريين عن تخوفهم بشأن آلية تطوير المسرح الشبابي والعمل على إنعاشه من جديد، وذلك في إشارة إلى المبادرة التي تم عرضها على سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الشباب والرياضة والتي تؤطر لوضع تصور خاص نحو مسرح شبابي بهوية قطرية.

 

وبالرغم من الترحيب الذي لقيته المبادرة في أوساط الفنانين إلا أن البعض رأى أن الأمنيات بإحداث حالة حراك تقوم بتفعيل دور المسرح الشبابي محليًا وعربيًا وعالميًا تعد أمرا إيجابيا ويتفق على ضرورته المسؤولون والشباب سوياً، لكن الأولى من الإعلان عن العمل على تحقيق ذلك هو الإعلان عن آليات التنفيذ مؤكدين أن المسرحيين سمعوا كثيرا عن نية المسؤولين لتطوير المسرح ولم يتحقق شيء، كما أن النيات السليمة لا تكفي وحدها أو تعتبر ضمانا لتحقيق ما يصبون إليه، وطالب الشباب بالكف عن إطلاق الوعود متمنين أن يسمعوا قريباً عن خطة واضحة الأركان والتفاصيل تضمن تحقيق التطوير مع البدء الفوري في تنفيذه، من أجل توفير فرص عمل أكثر للفنانين القطريين عبر تحريك المياه الراكدة في المسرح الشبابي وتعزيز روح التنافس عبر ضخ دماء جديدة والتحلي بالصبغة الأكاديمية التي تضمن تفوق المسرح الشبابي وازدهاره.

 

 

 

خطة تنفيذ

 

الفنان أحمد الباكر أكد على أنه بالرغم من كونها مبادرة طيبة لكن الوضع سيظل في إطار الوعود التي لم تتحرك نحو ساحة الفعل حتى يتم الإعلان عن خطة الوزارة لتنفيذ ما سبق ووعدت به، وأضاف: ما ننتظره هو الإعلان عن آلية لتنفيذ ما يطمح له الشباب واستراتيجية الوزارة كاملة حيال هذا الأمر، مع ضرورة تحديد المواعيد التي سيلتزمون بها أمام الشباب وبناء عليه سننتظر منهم تحقيق ما وعدوا به ولن نمني أنفسنا بأحلام وردية يتم بناؤها فقط مجرد كلام. وقال: لم نر من الوزارة حتى الآن إلا مهرجان المسرح الشبابي وكان دون المستوى، لكننا التمسنا لهم العذر بأن هذه النسخة من المهرجان هي الأولى بالنسبة لهم وما زالوا يرتبون أوراقهم، ولكن يبدو الآن أنهم ينوون التطوير ولكن النية السليمة لا تكفي وحدها لتحقيق ما نرجوه منهم وعلى ذلك ننتظر التحرك بشكل أكثر عملية بإعلان استراتيجيتهم، علماً أن شباب المسرحيين ينتظرون منهم الكثير، فلدينا العديد من المطالب التي نأمل أن توضع محل اعتبار ومنها: الاعتماد على العناصر المحلية المتميزة والذين قاموا بدراسة المسرح في أكاديميات الفنون ليقوموا بتطوير المسرح الشبابي مثل جاسم الأنصاري ومحمد السني، وسعود الشمري وسلمان المري مع ضرورة الالتفات لكافة عناصر المسرح بحيث لا يتم التركيز فقط على التمثيل، بل سيتم تدريس السينوغرافيا والديكور، والنقد المسرحي بالإضافة إلى الإخراج الذي يعاني من قلة العناصر الشبابية، ولي تجربة في مجال الإخراج أدركت بعد أن أقدمت عليها أنني ما زلت أفتقر لأسس الإخراج ودراسة مكوناته وتفاصيله، ومن هنا تأتي أهمية إقامة مثل تلك الدورات مع ضرورة أن تطول فترتها وتصبح أكثر تفصيلاً، بحيث تمتد لما يقارب ستة أشهر، كما أننا كفنانين شباب نحلم بأن نجوب بأعمالنا كافة المدن القطرية وتمتد فترة عرضها لأكثر من يوم لأنه من المحبط أن نقوم بإجراء بروفات على مدى أكثر من شهر ونصف الشهر ثم يتم تقديم عروضنا لليلة واحدة.

 

 

 

خطة محددة

 

الفنان محمد عادل قال إن الوعود سهلة لكننا نحتاج إلى خطة محددة المدة بحيث يجب العمل وفق استراتيجية ومنهج علمي يهدف للتطوير خاصة أننا سمعنا من قبل العديد من الوعود ونحتاج إلى الآن لتخطي تلك المرحلة بإظهار خطط واضحة المعالم، مؤكداً أن الفنان محمد البلم ومجلس إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية يقومون بكل ما لديهم لتقديم الفائدة للشباب لكنهم يفتقرون للدعم، وأضاف: نأمل بأن تكون وعود وزارة الشباب بوابة جديدة لتخطي الصعاب التي عانى منها الشباب فيما قبل، وقدم الفنان محمد عادل الشكر للفنان سلمان المري لما قام به من إعداد تلك المبادرة والتقدم بها لسعادة وزير الشباب والرياضة معرباً عن سعادته باهتمام الوزارة بهذه المبادرة لكنه أبدى تخوفه أن تقف عند كونها مجرد وعود ولا تتخطى حيز التنفيذ، مؤكدا على أن الفنانين الشباب ما زالوا يعملون في ظروف صعبة حيث المعاناة من التهميش والاعتماد على فنانين من الخارج من قبل بعض المخرجين، وفي الوقت الذي يكافح فيه ممن يحملون هموم المسرح الشباب تظل الأمور تزداد سوءا حيث لم نسمع من قبل عن مخرجات لهذا الكفاح يتم رؤيته بالعين، وأشاد عادل بتحويل المركز الشبابي للفنون المسرحية إلى ما يشبه الأكاديمية بحيث يتم تدريس فنون المسرح به وفقاً للمناهج التي تعتمد عليها معاهد الفنون المسرحية على أن تستمر مدة الدورات لمدة ثلاثة أشهر على الأقل يتم بعدها منح شهادات معتمدة من الوزارة للمنتسبين إليها، وبذلك يدخل المركز دائرة التألق من جديد بدلا من حالته الحالية حيث لا فائدة من التجمع فيه دون تقديم ورش ودورات على مدار العام، واقترح أن يتم تعيين مدرسين على كادر الوزارة، بالإضافة إلى الاعتماد على عناصر متخصصة من الفنانين المحليين مثل جاسم الأنصاري وناصر عبد الرضا، خاصة أن الوزارة لا يوجد بها متخصصون في فن المسرح.

 

 

 

آلية تنفيذ

 

من جهته أبدى الفنان أحمد العقلان تحفظه أيضا على مبادرة وزارة الشباب مشيراً إلى أن الأمر يحتاج لآلية حقيقية تضمن تنفيذ الوعود المذكورة، وتوجه العقلان بالشكر لوزير الشباب على اهتمامه بالمبادرة التي تقدم بها الفنان سلمان المري، لكنه تمنى لو يتم الإعلان عن كيفية تنفيذها مع أهمية تحديد موعد للعمل عليها حتى يبدو الأمر أكثر جدية، وقال العقلان: ما يحبطنا أن أول ظهور للمسؤولين بوزارة الشباب في مهرجان المسرح الشبابي الأخير كان ظهورا سيئا حيث لم يكن هناك حضور رسمي من قبلهم، كما غاب العديد من العناصر المهمة المكملة للمهرجان كإقامة الندوات والتغطية، وعندما قمنا مؤخراً بإقامة ورشة للعرائس بالمركز الشبابي للفنون المسرحية لم يحضر أحد من وزارة الشباب، وأكد أن ملل الشباب من الوعود الوهمية من قبل المسؤولين عن المسرح دفعهم للاتجاه إلى مؤسسة الدوحة للأفلام التي قامت بالفعل بتنفيذ ما وعدت به، مطالباً أن لا يتم الاعتماد على أسماء لامعة في دورات المسرح والابتعاد عن الذين تم تجربتهم من قبل وأثبتوا فشلاً ذريعاً في تقديم ورش ذات قيمة للشباب، وختم حديثه مؤكداً أن تحرك سعادة وزير الشباب والرياضة نحو هذه المبادرة وإعلانه عن تبنيها يشي بأن هناك اهتماما بدأ يحدث بفن المسرح ولكننا بحاجة إلى مزيد من البرهنة على ذلك الأمر.

 

 

 

خبرات محلية

 

الفنان عبد الحميد الشرشني أكد على ضرورة الاعتماد على الأسماء القطرية في مجال تطوير المسرح الشبابي حيث لدينا حصيلة كبيرة من الأكاديميين القطريين الدارسين لفن المسرح مع ضرورة إيجاد شراكات واتفاقيات مع النظراء من الدول الكبرى في فن المسرح لتبادل الثقافات وإرسال البعثات لدراسة المسرح هناك، وأكد على أن اهتمام وزارة الشباب بالمسرح يعيد الأمل من جديد لشباب المسرحيين لكن الأمر ما زال يحتاج لتخطي حاجة الوعود بدخول الأمر إلى حيز التنفيذ وطالب كذلك بإعلان استراتيجية واضحة المعالم لتحقيق تطوير المسرح الشبابي حتى لا يظن البعض أنه لا يتخطى كونه مجرد وسيلة إعلامية للإعلان عن نجاح وزارة الشباب، معرباً عن أمله أن يتم رؤية ما تم الوعد به في أقرب وقت ممكن، وشكر الشرشني سعادة وزير الشباب والرياضة على اهتمامه مؤكداً على أن شباب المسرحيين ينتظرون من الوزارة الكثير، وأعرب عن ثقته بوجود كفاءات محلية تستطيع النهوض بالمسرح الشبابي إن تم تقديم الدعم والاهتمام الكافي له.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى