مطلوب آلية لتسويق أعمالنا الفنية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أشرف مصطفى
المصدر: الراية
أكد عدد من التشكيليين أنهم بحاجة إلى آلية لتسويق أعمالهم الإبداعية حتى يشعروا بأن هناك من يقدر قيمة العمل الفني الذي يتم إنجازه، وفي الوقت الذي اختلفوا فيه على مدى حرص كل منهم على بيع أعماله التشكيلية، اتفقوا على أن التنافس على اقتناء أعمال الفنان يحفزه على إبداع المزيد ويؤكد له أنه يسير في الاتجاه الصحيح، وأوضحوا أن إشكالية الاقتناء للأعمال الفنية القيمة تعود في الأساس لتدني الثقافة التشكيلية لدى الناس، وهو ما يتجلى في كون أغلب الأعمال تسوق للمؤسسات والهيئات كنوع من الدعم، في الوقت الذي نجد فيه أن التسويق على مستوى الأفراد مازال قليلاً للغاية، كما رأى البعض أن إشكالية تفرغ الفنان تأتي مقدمة على إشكالية تسويق أعماله، وهو ما يتوجب معه العمل على أن يحترف المبدع العمل الفني بحيث يعطي له جل وقته حتى يستطيع أن يستثمره بعد ذلك في تحقيق المكاسب المادية، خاصة أن أغلب الفنانين في الخليج يمتهنون وظائف قد تكون أحياناً بعيدة تماماً عن العمل الفني، بينما يعطون الفن التشكيلي القليل من وقتهم وهو ما لا يمكنهم من تحقيق النجاح الكافي أو صنع اسم لامع في مجال التشكيل.
الثقافة التشكيلية
الفنان يوسف السادة أكد أنه قبل النظر لإشكالية التسويق يجب التفرقة بين العمل الفني والتجاري، موضحاً أن اللوحة الفنية التي يسلك مبدعها طريق الفن بغض النظر عن المادة بها قيمتها وكلما مرت عليها السنون ارتفع سعرها، حيث تحمل رسالة بالإضافة إلى جماليات تكوينها، أما اللوحة التجارية فيتم النظر إليها بطريقة مختلفة، لأنها مجرد نقل لمنظر جميل لا أكثر ودون إضافة من روح الفنان، وأوضح أن إشكالية الاقتناء للأعمال الفنية القيّمة تعود في الأساس لتدني الثقافة التشكيلية لدى الناس، لذلك نجد أن أغلب الأعمال تسوق للمؤسسات والهيئات كنوع من الدعم، لكن التسويق على مستوى الأفراد قليل للغاية، لافتاً إلى أن الوقت الحاضر يشهد ارتقاء نوعياً في الذوق الفني وتقدير العمل الفني أكثر من ذي قبل لكن الأمر بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى يصبح لدينا جمهور لديه ثقافة اقتناء الأعمال التشكيلية ذات القيمة الفنية العالية، وقال إن الجمعية القطرية للفنون التشكيلية باتت تقوم بدور كبير في مجال تسويق الأعمال التشكيلية لمنتسبيها، لافتاً إلى أن الجمعية تبذل كل ما لديها من أجل خدمة الفنانين بشكل عام وتأتي خدمة تسويق أعمال فناني الجمعية ضمن أولى أولوياتها، لما لذلك من فائدة تعود على الجمعية والفنانين في ذات الوقت، وأعرب في ختام حديثه عن سعادته كون العديد من المؤسسات المعنية بالفنون التشكيلية في قطر باتت معنية بتطوير آليات تسويق الأعمال الإبداعية لمنتسبيها.
العمل التجاري
أما الفنان أحمد المسيفري فقد أوجب كذلك أن تتم في البداية التفرقة بين العمل الفني والعمل التجاري، مؤكداً أن الفن يجب أن يسعى في مسار يبتعد عن الربحية، فالربح سيأتي لكن بعد أن يعطي الفنان كل ما عنده للعمل الإبداعي دون أن يضعه في مقدمة أولوياته، وعند ذلك سيكون إمضاء الفنان في حد ذاته له ثمن، مشيراً إلى أن النجاح والعطاء من أجل الفن ذاته يجب أن يمثل نقطة الانطلاق بالنسبة للفنان وهو ما سيجلب له المال في المرحلة التالية، وقال إن ساحة الفن التشكيلي القطري زاخرة بالعديد من الجهات والمؤسسات المعنية بالفن التشكيلي والتي باتت تقدم جل دعمها للمبدعين وتساعدهم على تسويق أعمالهم، ولا يبقى إلا أن يخلصوا فقط لأعمالهم الإبداعية وسيجدون العائد المادي حتماً بعد ذلك، كما أكد أن أهمية التسويق للأعمال الإبداعية بالنسبة للفنان تتركز في إشعاره بأن هناك من يعرف قيمة إبداعه، لافتاً إلى أن التنافس على اقتناء أعمال الفنان يحفزه على إبداع المزيد ويؤكد له أنه يسير في الاتجاه الصحيح.
مذكرات فنية
الفنان ناصر العطية قال: تختلف رغبة تسويق الأعمال الإبداعية حسب رغبة الفنان في تسويق أعماله، فالبعض لديهم الموهبة ويرسمون أعمالاً جيدة ويفضلون تحقيق مكاسب مادية من وراءها – وهو ما لا ينقص من قدر الفنان- لكن البعض الآخر لا يفضل بيعها أو إهداءها، حيث يعتبرونها ورقة من دفتر مذكراتهم اليومية تم رسمها لهدف معين أو تفريغ طاقة معينة، وأضاف: عن نفسي فإنني أتخوف من عدم الاعتناء بعملي، لذلك لا أفضل بيع أعمالي بل أحرص على الاحتفاظ بها، لكن هذا لا يمنع ضرورة تواجد مؤسسات إبداعية معنية بمساعدة الفنانين على تسويق أعمالهم وبالفعل هناك آلية جيدة تتبعها حالياً بعض الجهات والمؤسسات لعرض أعمال الفنانين وأخرى للعرض والبيع أيضاً مثل مشروع عنكبوت والعديد من المبادرات التي تهدف للوقوف إلى جانب المبدع ومساندته في مشواره الفني.
تفرغ الفنان
الفنان جلال الطالب أكد أن إشكالية تفرغ الفنان تأتي مقدمة على إشكالية تسويق أعماله، مشدداً على ضرورة أن يحترف المبدع العمل الإبداعي ويعطي له جل وقته حتى يستطيع أن يستثمره بعد ذلك في تحقيق المكاسب المادية، وقال إن أغلب الفنانين في الخليج يمتهنون وظائف قد تكون في الأغلب بعيدة تماماً عن العمل الفني، بينما يعطون الفن التشكيلي القليل من وقتهم وهو ما لا يمكنهم من تحقيق النجاح الكافي أو صنع اسم لامع في مجال التشكيل، بينما يعاني الكثيرون ممن اختاروا الفن مهنة من إشكاليات لا تقل عن الأخيرة حيث يعانون عند التعامل مع الجاليريهات أو المؤسسات الخاصة من طغيان الجانب الربحي على الجانب الفني حيث تحتكر بعض الجهات الفنانين ويحيطونهم بانتهازية تمكنهم من الاستيلاء على النصيب الأكبر من مكاسب الفنان، وقد يحولهم البعض لحرفيين أكثر من كونهم فنانين.
الفنان الناجح
الفنان محمد آل سعد رأى أن الفنان الناجح هو من تُطلب منه أعماله سواء اهتم بتسويقها أو لم يهتم، ولفت إلى أن الاهتمام بالعمل الفني يجب أن يأتي في المقام الأول قبل النظر إلى المادة، مؤكداً أن هذا لا يمنع من أن يهتم الفنان بعمل دائرة من العلاقات تمكنه من التواصل بشكل جيد مع جمهوره، فالفن هو في الأساس وسيلة للتواصل مع الجمهور، وهو الأمر الذي يحتاج من الفنان لمنبر يصل به إلى متذوقي فنه وهو ما يتمثل في المعارض والجاليريهات الخاصة والمؤسسات الرسمية، وأشار إلى أن أكثر ما يسعد الفنان أن يجد تجاوباً من الجمهور مع أعماله ولعل حرصهم على اقتناء أعماله أبرز تعبير عن نجاح الفنان وقدرته على التأثير في الجمهور.