مطلوب إعادة عرض الدراما التراثية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
طالب عدد من الفنانين بضرورة إعادة عرض الأعمال الدرامية التراثية القطرية على الشاشات المحلية ، مؤكدين في تصريحات لباب “زوايا” أن إعادة عرض تلك الأعمال تساهم في نقل تراثنا وثقافتنا إلى الجيل الجديد، خاصة تلك الأعمال التي تم إنتاجها في فترة السبعينيات وحتى مطلع الألفية الثانية. ولفت الفنانون إلى أن تلك الأعمال تجسّد العصر الذهبي للدراما القطرية حيث ان هناك أعمالاً تلفزيونية حققت نجاحًا ليس فقط على المستوى المحلي وإنما تخطت ذلك بكثير لتحقق شهرة واسعة في كل أرجاء العالم العربي، وكانت تلك الأعمال تحظى بمشاركات فنيّة واسعة لنجوم عرب، وبالتالي فإن إعادة عرض هذه الأعمال تسهم في تعريف الأجيال الحالية بمستوى الأعمال الدرامية في تلك الفترة والاستفادة منها خبرة، وقد عزز هذا المطلب وجود بعض الأعمال النادرة التي تم عرضها في متحف المؤسسة القطرية للإعلام الذي أتيح للجمهور خلال احتفالات الدولة باليوم الوطني بدرب الساعي، وقد بادرت اللجنة المنظمة لبينالي معرض “مال لول2” بعرض حلقات من مسلسل فايز التوش على سينما عملاقة للجمهور في باحة المعرض وهو الأمر الذي لقي نجاحًا كبيرًا وساهم أيضًا في مطالبة الكثيرين لإعادة عرض هذه الأعمال.
في البداية يقول الفنان علي سلطان إنه شاهد بعينيه كنوزًا درامية قديمة موجودة في متحف المؤسسة القطرية للإعلام وكانت معروضة على أجهزة الحواسيب للجمهور وتمنى لو أنها تعرض على شاشة التلفزيون الوطني حتى يستمتع الجمهور بمشاهدة هذه الأعمال المميزة، وطالب سلطان المسؤولين بضرورة عرض هذه الأعمال المميزة التي تستعرض تراث قطر الفني وتاريخ فنانيها.
وقال إن فوازير “أشغال ومهن” و”أه منك”، “صار واش كان” وغيرها من الأعمال المميزة التي يمكن عرضها، وأشار إلى أنه شارك في تمثيل أول فوازير في تلفزيون قطر “الفرسان الثلاثة” وكان معه فيها سعد بورشيد وعبد العزيز جاسم وجميع الفنانين القطريين، ومسلسل يني يا بحر، ومسلس جميلة، نأسف لهذا الخلل، التايهة والكثير من الأعمال المتميزة، وأكد أن الفوازير يمكن عرضها كأعمال درامية.
شكل جيد
ومن جانبه قال الفنان فالح فايز: إن تليفزيوني الريان وقطر قاما بالفعل بإعادة عرض بعض المسلسلات القديمة وهناك أعمال لم تعرض، ولكنه قال إن حلقات الفوازير القديمة ربما لا تصلح للعرض كأعمال درامية إلا بإعادة مونتاجها مرة أخرى لتصلح للعرض كحلقات منفصلة، كما ينبغي أن تتم مراعاة توقيت العرض، حيث إننا نعاني من مشكلة في توقيت عرض الأعمال خصوصًا أن المشاهدين أصبحوا يبتعدون عن الشاشة الصغيرة، لذلك يجب أن يتم اختيار توقيت مناسب يجذبهم مرة أخرى، أو يتم عرض حلقات أسبوعية محدّدة وفي أيام ثابتة حتى يتعود المشاهد على هذه المواعيد، ونحن مع عرض الأعمال الدرامية القديمة ولكن على أن تقدّم بشكل جيد.
قناة للدراما القديمة
بدوره قال الفنان عبد الله غيفان إن عرض الدراما التراثية يعكس اهتمامنا بتعليم أبنائنا التراث القطري وعاداتنا وتقاليدنا التي كانت سائدة في المجتمع في ذلك الوقت، وأوضح أن الأعمال القديمة تجذب كثيرين لمشاهدتها، وأنا مع ضرورة عرض الأعمال الدرامية القديمة وأن يتم تخصيص أوقات ثابتة يوميًا لمدة ساعة أو اثنين يوميًا، أو أن يتم تدشين قناة جديدة خاصة للأعمال الدرامية القديمة تعيد عرض هذه الأعمال ويتم تسميتها باسم له دلالة مثل “مال لول” أو “قطر لول” وتتضمّن جميع الأعمال الدرامية القديمة، كما يمكن إعادة انتاج الأعمال القديمة بوجوه جديدة خصوصًا في ظل ندرة الأعمال الحديثة، ونتمنى أن تعاد هذه البرامج خاصة تلك التي حققت جماهيرية كبيرة، ويمكن تصويرها في الأماكن التراثية القطرية مثل سوق واقف وكتارا.
ليس كل قديم جديد
وبدوره قال ناصر الدوسري: إنه ليس كل قديم يصلح للعرض أو يصلح لهذا الزمان، فهذا الجيل مختلف كليًا في التفكير، ولكل زمان فكر معين، والفن أيضًا تغيّر عن ذلك الزمن، فليس كل قديم جيد كما أنه ليس كل جديد جيد، وعلينا أن نتوازن بدون إفراط أو تفريط فلابد أن نلتزم بكل المحاذير ونتزن في جميع مخططاتنا، ونحن نعاني من العشوائية الفنية ونحتاج إلى إعادة التخطيط للمستقبل، فالأعمال الدرامية فيها ما يصلح عرضه خصوصًا تلك التي تتضمّن أشياء خاصة بالتراث ولكن هناك أشياء أخرى لا تصلح، وهذا الجيل يحتاج أن ندعمه بالفكر الصحيح الذي يواكب العصر، لذلك فأنا أرى أنه ليس كل ما هو قديم جميل.