مطلوب استراتيجية لتحديد هوية الطفل العربي

الجسرة الثقافية الالكترونية
افتتح سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث صباح أمس فعاليات المؤتمر العلمي الأول الذي تنظمه جائزة الدولة لأدب الطفل تحت عنوان “ثقافة الطفل والهوية العربية: تحديات ورهانات”. لمدة يومين في فندق شرق بالدوحة.
يشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين والأكاديميين العرب العاملين في الجامعات ومؤسسات الطفولة العربية من قطر ومصر والأردن والمغرب وتونس والكويت والعراق والسعودية والبحرين والجزائر والسودان وسوريا.
وأكد سعادة وزير الثقافة في كلمة له أن أهمية المؤتمر تنبع من الفئة المستهدفة التي تتركز حولها مضامين البحوث المقدمة؛ وذلك لأن طفل الحاضر هو رجل المستقبل الذي يقع على عاتقه النهوض بأمته، وبه يقوى ساعدها ويشتد أزرها.
وشدّد على أن دولة قطر، ومن خلال توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تعتني بثقافة الطفل ولا تعتبرها ترفًا فكريًا، فقد وضعت برامج كبيرة للاهتمام والرعاية الخاصة بالطفل، وأكدت حقوقه الأساسية في العيش الرغيد والتلقي والتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، من خلال مثلث هو: التربية والتعليم والثقافة؛ لتشكّل له آلية التعامل الواعي والانتقائي لعالم جديد يحتاج إلى التأني في الاختيار استماعًا أو قراءة أو مشاهدة، مشيرًا إلى أن ذلك التوجّه القيمي لدولة قطر لم يكن محددًا بالطفل القطري، بل الطفل العربي وأينما وجدت حاجة المساعدة لأطفال العالم.
وأوضح جهود دولة قطر في هذا الجانب من خلال برنامج “علّم طفلا” التابع لمؤسسة “التعليم فوق الجميع” الذي أسسته صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر سنة 2012م، منوهًا بأن برنامج “علّم طفلا” شمل توقيع اتفاقيات شراكة للوصول إلى 6 ملايين طفل منقطعين عن الدراسة، كما ينشط البرنامج في 38 دولة وهو يسير باتجاه استكمال التزامه بتوفير البرامج التعليمية لأكثر من 10 ملايين مع نهاية السنة الدراسية 2015 / 2016، وبفضل هذه المبادرات، يتلقى الأطفال في أكثر بقاع الأرض عزلة وهشاشة، تعليمًا ذا جودة.
استراتيجية عربية
وقال: إن مؤتمركم العلمي هذا تقع على عاتقه مهمة وضع ما يشبه الإستراتيجية العربية لتحديد هوية الطفل العربي، وأن تكون نتائجه وتوصياته تصب في الأهداف المركزية التي تعتمد في وضع خطط الطفولة القصيرة والبعيدة المدى، وأن تشكّل لجنة عربية تتواصل بعد انتهاء فعاليات المؤتمر للاتصال والتواصل، وخلق بيئية علمية تشارك بها الجامعات ومؤسسات الطفولة المنتشرة في أرجاء الوطن العربي.
وزير الثقافة أكد على دور جائزة الدولة لأدب الطفل في خلق أجيال مستقبلية تعي مسؤولياتها وتسهم في بناء حضارتها.. لافتًا إلى أن الجائزة تستهدف الطفل العربي وليس القطري فقط وحتى أن جميع الفائزين في دوراتها السابقة لم يكن بينهم قطري.
وشدّد وزير الثقافة على أهمية أن تكون ثقافة الطفل منسجمة مع مكونات هويتنا العربية والإسلامية، موضحًا أن ثقافة الطفل هي مسؤولية مجتمعية، فإذا كان المجتمع ينشغل بالقضايا الكبرى فعليه العناية بالطفل.
ودعا وزير الثقافة إلى ضرورة أن نحصّن أطفالنا من كل الأخطار الناجمة عن التدفق الإعلامي والمعلوماتي، مؤكدًا أن تربية الأطفال في القرن الحادي والعشرين تواجهها عدة تحديات ثقافية واجتماعية وإعلامية ومعرفية.
ومن جانبها قالت الدكتورة كلثم علي الغانم رئيسة مجلس أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل ورئيسة المؤتمر: ” إن المؤتمر يُعد خطوة نحو تعزيز ثقافة الاهتمام بالطفل العربي، حيث ارتأت لجنة أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل تفعيل الجانب العلمي في مجال الطفولة وأدبها”.
ومن جانبه قال الدكتور أنور السعيد الذي حضر المؤتمر ممثلاً لمكتب اليونسكو في الدوحة خلال الجلسة الافتتاحية: “إن المؤتمر خطوة رائدة من دولة قطر، مثمنًا دور دولة قطر في تقديم أطروحات وبرامج تفيد الطفل في أي مكان خاصة المناطق المهمشة في العالم، في حين أثنت الدكتورة صباح عبد الكريم العيسوي من المملكة العربية السعودية على دور دولة قطر في الاحتفاء بالطفولة وتطلعها من خلال الفعاليات الثقافية إلى خلق جيل قادر على مواجهة التحديات”.
المصدر:الراية