معرض «إبداع» للتصوير الفوتوغرافي.. الرسم بالضوء

الجسرة الالكترونية الثقافية-السفير-

برعاية الزميل طلال سلمان، افتتحت القاعة الزجاجية في وزارة الإعلام والسياحة معرض «إبداع» للتصوير الفوتوغرافي، بعنوان «أطياف»، مساء أول أمس الثلاثاء، بحضور حشد كبير من المهتمين والمشجعين. يتضمن المعرض ورشة عمل حول (Light) أقيمت مساء الأربعاء الساعة (6,00) وأخرى تقام مساء اليوم الخميس حول (الضوء والصورة) الساعة (6,00) بإدارة نقيب المصورين الصحافيين السابق جمال السعيدي والمصور علي بزي. تعالج الورشة الأولى كيفية تحويل الصورة الفوتوغرافية المشوهة إلى صورة جميلة وكيفية تعبئة الثغرات التصويرية وترميمها، بينما تعالج الورشة الثانية كيفية قراءة الصورة الفوتوغرافية تحت تأثير الضوء. ويعتبر علي عباس، رئيس جمعية «إبداع» ان التصوير الفوتوغرافي هو الرسم بالضوء والتعامل مع الصورة، كما التعامل مع كتابة المقال أو الرسم الزيتي، قد ينتج قبحاً أو جمالاً. وتهدف جمعية «إبداع» إلى إظهار عناصر الجماليات في الصورة الفوتوغرافية واكتشاف الخلل أو العيوب أو النواقص، وإلى إعطاء الفرص للمصورين الشباب لإبراز مواهبهم وإفساح المجال لهم للتعارف مع مصورين آخرين من جيلهم الحالي والأجيال السابقة. ونعرف جيداً أن هناك ثقافة تعنى بالأدب أو بالفكر أو بالموسيقى أو بالغناء، لكننا نحيا اليوم في زمن أصبح الإنسان فيه، قادراً على ان يصور آلاف الصور.. ومن خلال التعليم والتدريب والمشاركة في عملية التصوير، يتميز الفنان الفوتوغرافي عن سواه من المبدعين في حقول الثقافة الأخرى.

يشارك في المعرض 25 شاباً وشابة وكل يقدم فكرته الفوتوغرافية الخاصة. فلقد أضاءت لنا سارة قائد جمالية غضب الطبيعة البحرية، بارتطام الموج بسد الحمام العسكري البيروتي، في فصل الشتاء، ارتطام يدعو إلى الفرح والابتسام.. وسام المقداد، اضاء أنس الغابة الخضراء المشمسة، حيث يتأنسن ازدحام الأشجار الحرجية في مهرجان الربيع، يتناسق وانسجام، أحمد ابراهيم، بدوره، أضاء براءة الوجوه النضرة الحزينة لأطفال بيوت التنك، جاعلاً هذه البيوت الفقيرة البائسة، تبتسم لحبور الأطفال ولهوهم. حسن علو، مهتم بانعكاس صورة بنايات الزيتونة البحرية في المياه البحرية. ويعتمد تقنية H.D.R، ثلاثة صور بثلاثة أضواء مختلفة، تجتمع في صورة واحدة: صورة الشجرة الربيعية عبر برنامج فوتوشوب لتحرير الصورة، فتظهر أدق التفاصيل لأغصان الشجرة وأوراقها وللأعشاب المحيطة بها. أيضاً يهتم حسن علو بالتجريد الانعكاسي على وجه الماء لصورة برجين في الشاطئ البيروتي.

أما فرح زين الدين فلقد أضاءت لنا صورة الوردة العاشقة الباكية المرمية على قارعة طريق صاخب بأنوار المرور القاسية التي لا ترحم… ابتسمنا أيضاً لباميلا نصور، بغصنها الدموي الأحمر المقطوع، يتدلى باكياً فوق السلم الخشبي الأزرق المهترئ والقديم. وابتسمنا لعلي سليم، بالتقاطه لزبد الموج الضبابي المتصالح بأنس ومودة مع الصخور الرمادية الجاثية بخشوع ومحبة للبحر العظيم. واختطفتنا شيرين قاسم بحصانها الأبيض المنتظر موعد الحرية خلف كوة مظلمة مطلة على جمال الطبـيعة المفـعم بالإضـاءة الربيعية الخضراء. كما أدهشتنا شيرين باليدين اللتين تلتقطان الماء بارتباك وابتهـال، عند مي شكر عدسة تصويرية تأملية متفكرة. صورتها تحكي انقلاب هذا الزمن الزجاجي أمام أحـزان الطبـيعة وصبرها الغروبي المتجدد باستمرار. عند نادين أبو الحسن يجلس الفقير العجوز أمام «طربيزة» ترفرف حولها وحول سيجارة قهوته طيور اليمام.

تتقاسم المعرض تقنيتان تصويريتان: تصوير فوتوغرافي بفالق سريع وآخر بفالق بطيء. وفي الحالتين، أثبت هؤلاء الشبان والشابات، جدارة تستحق الانتباه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى