معرض الشارقة للكتاب.. 780 فعالية والنجوم يخطفون الأضواء

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

*احمد بزون

 

تستمر أنشطة معرض الشارقة الدولي للكتاب التي من المقرر أن تبلغ مع نهاية المعرض 780 نشاطاً، ثلثاها مخصصان للأطفال الذين يتوافدون من كل مدارس الشارقة بالتنسيق مع إدارة المعرض، ليحضروا ورش كتابةٍ وقراءة ورسوم، بالإضافة إلى عروض مسرحية وسينمائية. فالوافدون إلى المعرض عائلات بكبارها وصغارها، وأبواب المعرض تشهد ازدحاماً كبيراً وصفوفاً طويلة، خصوصاً في الفترة المسائية وأيام العطل، حتى أننا بالكاد نستطيع التجوال في بعض أجنحة المعرض لكثرة المتجمهرين فيها. وقد أكد أحمد بن ركاض العامري، مدير المعرض، أن عدد زوار الأيام الثلاثة الأولى من المعرض تجاوز الـ465 ألف زائر، في رقم غير مسبوق على مدار تاريخ المعرض الذي يستمر 11 يوماً، وهنا نقف أمام أجنحة دور النشر الهندية البالغة 56 داراً، فما شهدته لم يكن إقبالاً إنما زحفاً عارماً، فمعروف أن الإمارات تشغّل عدداً ضخماً من الموظفين والعمال الهنود. ولما كانت الدور الروسية أكثر عدداً فهي لم تشهد الازدحام نفسه.

الحركة المكثفة في أروقة المعرض وممراته الرئيسة تقابلها حركة أقل بالطبع على الندوات والمحاضرات، سوى تلك التي ضمت نجوماً كباراً خطفوا الأضواء، فاللقاء مع الكاتب دان براون مثلاً، الذي باع من كتبه قرابة 200 مليون نسخة، شهد حضور قرابة ألفي شخص، وقال فيه إنه يبحث باستمرار عن أفكار لرواياته المقبلة، لكنه لا يفكر الآن برواية مستوحاة من الإسلام أو المنطقة، رغم أنه قضى وقتاً طويلاً في القراءة والبحث عنهما، وأن المعلومات لم تكتمل عنده بما يكفي لكتابة عمل روائي، وأنه يحب الأبطال «الذين يشبهوننا»، الذين يستخدمون العقل بدلاً من المسدس في أعمالهم وحياتهم… وبالحماوة نفسها كان اللقاء مع الفنان عادل إمام، الذي تحدث عن الأوضاع في مصر وتطوراتها، وقال: «كنت خائفاً على بلدي وعائلتي ونفسي، إلى أن جاء 30 يونيو حاملاً معه الأمل والفرج والمستقبل المشرق». وفي الموضوع المصري كان لقاء مع أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري السـابق، تحــدث فيه عن مضمون كتابه «شاهد على الحرب والســلام»، مركزاً على حيثيات حرب أكتوبر بشكــل أســاسي، وما دار حولها من مفاوضات ولقاءات خاصة.

واللافت للنظر أن الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لم يكتفِ بحضور الافتتاح وتوزيع الجوائز فيه، إنما واظب على حضور عدد من الندوات واللقاءات خلال الأيام الثلاثة الأولى، بل ساهم في مداخلات أحياناً، لا سيما في ندوة «النشر الصحفي» التي أطلق خلالها صيحة ضد اتّباع الصحافة في الإمارات طريق الإثارة، بغية الربح، محملاً المسؤولية لرؤساء التحرير، وطالباً منهم التأكد بأنفسهم مما ينشر، ثم غمز من قناة جريدة «الخليج» التي تصدر في الشارقة، «لما تتضمنه من مقالات بأقلام أناس بخلفيات مشبوهة». ولم يوفر من نقده جريدة «الإمارات اليوم» التي تصدر في دبي.

وأقيمت العديد من الفعاليات الثقافية، توزعت على صالات حملت اسم «بحر الثقافة»، «قاعة الفكر»، «ملتقى الكتاب»، «ملتقى الأدب»، بالإضافة إلى قاعة الاحتفالات. ولا ننسى ركن الطهي الذي يشهد 29 ورشة تقرب هذا الفن من الثقافة أيضاً. وإذا ذكرت إدارة المعرض الشعر في مسماها «مقهى الشعر»، فإن الرواية حظيت باهتمام أكبر من خلال الندوات المخصصة لها، بل حظيت بالجزء الأكبر من الكلام على الأدب في مضمون الندوات.

تنوعت لقاءات المعرض وندواته بتنوع الاهتمامات الثقافية عموماً، بل تأثرت بنوعية الحضور الدولي. وإذا كانت للشارقة ودولة الإمارات حصصهما من العناوين، فإن وجود دول أجنبية كثيرة في المعرض جعل البرنامج يتخطى الإطار العربي فيميل نحو أدب وثقافة الآخر، الروسي والصيني والهندي والانكليزي وجنسيات أخرى.

أما النشر الالكتروني فحظي بندوات ونقاشات مختلفة، بدءاً من ندوة «الحكومة الذكية» التي تسهل المعاملات للمواطنين فيها عبر استخدام وسائل التواصل الحديثة، وقد تركز النقاش على طموح دولة الإمارات في مواكبة التطور الإداري لحكومات العالم، وصولاً إلى نقاش الكتاب الالكتروني عند الطفل، وقد بات معروفاً أن قراءة الكتاب الرقمي عند الطفل أكثر متعة من قراءة الكتاب الورقي.

ويستمر المعرض في أنشطته حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، بتكثيف جعل هذا المعرض يؤكد حضوره، لا على المستوى المحلي أو العربي، إنما على المستوى الدولي الذي جعله رابع أهم معارض الكتب في العالم.

ــــــــــــــــــــــــــــ

السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى