معرض الكتاب محطة مهمة على خريطة الثقافة العالمية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يفتتح معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، معرض الدوحة الدولي الخامس والعشرين للكتاب مساء يوم الأربعاء المقبل، والذي يحتفل هذا العام بيوبيله الفضي، ويُقام في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، لمدة 10 أيام.

 

 

 

وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث أن نسخة هذا العام من المعرض ستكون مغايرة تماماً عن الدورات السابقة التي كان عليها، بما يتناسب مع مرور 25 عاماً على انطلاقه، وذلك وفقاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عندما زار معرض الكتاب في دورته السابقة ووجّه بضرورة الإعداد الجيد للدورة المقبلة، بصفتها تمثل اليوبيل الفضي للمعرض. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث صباح أمس بمقر الوزارة للإعلان عن العديد من تفاصيل الدورة الجديدة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب.

 

 

 

دور النشر

 

وأوضح سعادته خلال المؤتمر أن المعرض يشهد زيادة ملحوظة في عدد دور النشر المشاركة هذا العام حيث تشارك 432 دار نشر تمثل 29 دولة عربية وأجنبية فضلاً عن 72 من أصحاب التوكيلات لدور نشر أخرى، كما يحتوي على أكثر من 12 ألف عنوان في مختلف المجالات فضلاً عن أكثر من 2500 عنوان باللغات الأجنبية، كما توجد مشاركة واسعة لدور نشر كتب الأطفال، وقال سعادة الوزير إن العناوين المشاركة بالمعرض لن تقف عند حدود العناوين القطرية فقط، ولكن ستتجاوزها إلى العناوين العربية والعالمية،”وهو ما يمثل جزءًا من رؤية قطر 2030، وجزءًا أيضًا من إستراتيجية الثقافة 2016″، وأوضح د.الكواري أن البرازيل ستحل ضيف شرف الدورة المرتقبة، وذلك على خلفية السنة الثقافية القطرية – البرازيلية لعام 2014، مؤكداً أن حضورها سيكون رمزيًا، نظرًا للغتها الخاصة وهي البرتغالية، ولذلك ستكون ضيف شرف رمزيًا لهذه الدورة، وأشار سعادته إلى أنه لأول مرة يشارك في المعرض 30 دار نشر جديدة، لم تكن تشارك من قبل.

 

 

 

مفكرون عرب

 

وعن الأسماء اللامعة التي ستحضر معرض هذا العام أوضح د.الكواري أنه سيكون هناك حضور لعدد من وزراء الثقافة العرب بفعاليات المعرض المختلفة، علاوة على حضور مفكرين ومثقفين عرب، لهم إسهاماتهم وقيمتهم في المشهد الثقافي العربي”،لافتًا إلى أن من بين الشخصيات المشاركة بالمعرض د.كمال الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامية السابق، والمفكر أحمد شوقي بنين، والمفكر كلوفيس مقصود، بالإضافة إلى شخصيات قطرية أخرى مثل الكاتب عبد العزيز آل محمود، الدكتورة عائشة المناعي، وغيرهما الكثير من الشخصيات القطرية والعربية في عالم الفكر والثقافة، علاوة على مشاركات لعناوين ودور نشر من دول أمريكا الجنوبية، ما سيجعله مهرجانًا ليس قطريًا فقط، ولكن عربيًا ودوليًا بمعنى الكلمة، وقال إن المعرض سيشهد إقامة محاضرة إبحار في تاريخ مجهول يلقيها الكاتب عبدالعزيز آل محمود، وندوة لتكريم الشاعر الراحل سميح القاسم، ومن الندوات المهمة ندوة تاريخ الكتاب.. رحلة المعرفة وفيها أربع جلسات تناقش الأولى تطور الكتاب في العهد العثماني من المخطوط إلى المطبوع يلقيها الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، والثانية روائع المخطوطات الإسلامية وعلم المخطوطات الإسلامية، والجلسة الثالثة تناقش الكتاب المطبوع من الصين إلى أوروبا والمناهج الجديدة في تحقيق المخطوطات، أما الجلسة الرابعة فتتناول مخطوطات ومطبوعات المكتبة التراثية في الدوحة، وتاريخ الخط العربي. كما يستضيف معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الجديدة مفكرين وأدباء منهم الدكتور زغلول النجار في محاضرة حول الإعجاز العلمي في القرآن بعنوان “وفي أنفسكم”، وتُقام أمسية خاصة لتكريم الشاعر المصري الراحل حسن توفيق الذي عاش أهم سنوات عمره في قطر وكتب الكثير عن الثقافة القطرية، فضلاً عن ندوة لمناقشة الكتب الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأخرى لمناقشة أدب الطفل ودوره في رسم مستقبل الأجيال، كما تناقش ندوة أخرى الرواية والتواصل بين الشعوب، وتقام أمسية ثقافية بعنوان قراءة في رواية ساق البامبو وندوة فكرية في ختام المهرجان بعنوان جهود في الحوار الحضاري.

 

 

 

مهرجان ثقافي

 

وأشار سعادة وزير الثقافة خلال المؤتمر الصحفي إلى أن المعرض في يوبيله الفضي هذا العام يصاحبه مهرجان ثقافي خاص يشمل العديد من الأنشطة الثقافية والفنية ويأتي هذا النشاط نتيجة المطالبة بعودة مهرجان الدوحة الثقافي وقال: لذلك فضلنا أن يكون معرض هذا العام مصحوبًا بهذا النشاط الفني ودراسة إمكانية مصاحبته للمعرض في الأعوام القادمة أو إقامة المهرجان الثقافي بشكل منفصل، موضحًا أن المهرجان الثقافي يشتمل على العديد من الأنشطة منها عرض مسرحية صقر قريش مساء يوم الافتتاح 7 يناير الجاري وهي المسرحية التي كانت أعدت للعرض ضمن فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية ولكن نتيجة كثرة الفعاليات لم تعرض حتى الآن، وهي من الأعمال الفنية المهمة، فيما تقدم فرقة جامعي الاستقلال للفنون الشعبية الفلسطينية عروضها مساء الجمعة 9 يناير، كما تقدم فرقة الأوركسترا اللبنانية عرضًا موسيقيًا مساء الأحد 11 يناير كما تعرض مسرحية أم الزين وهي من التراث المسرحي القطري ولكن برؤية إخراجية جديدة وذلك مساء الأربعاء 14 يناير.

 

 

 

مركز قطر الوطني

 

وأوضح سعادة وزير الثقافة أن الدورة الجديدة من معرض الكتاب تعتبر محطة مهمة على خريطة الثقافة المحلية والعربية بل والعالمية نظرًا لما يحظى به المعرض من مشاركات عربية ودولية، وأضاف أن الدورة الجديدة من معرض الكتاب ستكون استثنائية، حيث تعقد لأول مرة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات الذي شهد العديد من المؤتمرات الدولية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم وغيرها وقال يشرفنا أن يكون المعرض في هذا الموقع، والذي يعد أحد معالم الثقافة في دولة قطر، ما يتيح لنا أنشطة أكبر وأوسع، الأمر الذي يجعل من هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، سواء من حيث موقع إقامتها، أو من حيث دور النشر فيها، أو من خلال العناوين التي سيتم المشاركة بها في المعرض”.

 

 

 

رقابة الكتب

 

وحول وجود رقابة على الكتب المعروضة داخل معرض الدوحة قال وزير الثقافة إن الرقابة أمر ضروري لحماية المجتمع ولكن معرض الدوحة من أكثر المعارض بعدًا عن الرقابة ولا تستخدم إلا في أضيق الحدود ولها ضوابط مادام الكتاب لا يتعرض لثوابت الأمة وعقائدها أو يدعو للفتن أو الطائفية أو يكون به محتويات جنسية غير لائقة فلا حرج على أي كتاب، منوهًا سعادته بأن وزارة الثقافة تعمل على تذليل العقبات أمام دور النشر وتقدم لهم التسهيلات لأداء مهمتهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى