معرض لافتضاح الاستعمار والعولمة

الجسرة الالكترونية الثقافية-السفير-

انتهت مساء أمس الجمعة، أنشطة معرض «نقطة التقاء 7» الثقافي السياسي العالمي الإعلامي «عشرة آلاف خدعة، مئة ألف حيلة» الانتقادي في أجزاء كثيرة منه، والساخر في أجزاء أخرى، في مركز بيروت للفن قرب سوق الأحد ـ سد البوشرية. معرض تنويري كاشف لبعض خفايا ما تعاني منه شعوب أوروبا والعالم الثالث من قهر العولمة الرأسمالية الامبريالية المتوحشة وتزييفها لجميع المبادئ والقيم.

نظمت المعرض ونسقته فنيا مجموعة «ماذا، كيف، ولمن»/ WHW التي تضم أربع كرواتيات مناضلات: ايفيت كورلين، أنادينيك، ناتاشا ايليتش وسابينا سابولوفيتش. تصميم ديخان كريجيتش /WHW وصندوق شباب المسرح العربي/ YTF، وإدارة طارق أبو الفتوح.

معرض سياسي بامتياز بمشاركة 32 فناناً سياسياً ناشطاً، لكنه جميل، لأنه يتجول في عواصم مختلفة، أوروبية وعربية وافريقية. يحتوي تعليقات ساخرة ومواقف كاشفة للمشاكل التي تعانيها مجموعة كبيرة من بلدان العالم الثالث وأوروبا مسقطة الإضاءات الملصقية والفيديووية (التلفزيونية) والسينمائية على خصوصيات فردية ذات طابع جماعي مشترك. تتخلل هذه الأنشطة فكاهيات ويافطات ساخرة كالتي مكتوب عليها «تعيش وتزدهر الرأسمالية»، أو ملصقات فوتوغرافية عن فتيات يحملن الكلاشنكوف ويسرن في شارع ألماني. صور التقطتها سامية ايفيكوفيتش في توازيات تصويرية جميلة وفاضحة بين مقاومين أصليين ومقاومين مزيفين يروجون للمقاومة سلعاً دعائية وتجارية ـ استهلاكية، تتضمن ثياباً باهظة الثمن، عليها علامات تجارية دولية (…). سيمون فتال، بدورها، استذكرت الماضي حين استحضرت ارشيفا مصوراً عن حياتها في زمن الشباب. في ذلك الزمن كانت الدولة اللبنانية تفكر في إيجاد مساكن للمواطنين القراء. أما مساهمة مروة أرسانيوس فهو تجهيز كرتوني جميل لمصغرين يستحضران مسكنين شعبيين لم يبصرا النور مثلما هو دارج حتى الآن. كذلك أخذتنا مها مأمون إلى حميمية الحب في مصر: شاب وفتاة من مصر يتحدثان عن معاني «الحب في زمن الكوليرا»، الفوضوية العالمية التي نعيشها ونعيش تغيير الأنظمة فيها. ويبدو من هذا الحوار أن الحب هو الباقي والأنظمة إلى زوال. أما جمانة مناع فتصور أمامنا أسباب خسارتنا فلسطين، في صور فوتوغرافية عميقة الدلالة. صور عن البرجوازية الفلسطينية في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين والتي كانت منغمسة في استرضاء الانتداب البريطاني المتحالف مع الصهاينة وصور عن حفلاتها التنكرية الباذخة في فترة الثلاثينيات، بينما فقراء فلسطين وفلاحوها وعمالها وأساتذتها ورجال دينها كانوا ضحايا هذا التواطؤ. وفي حين كانت العصابات الصهيونية تشتري الأرض الفلسطينية في الثلاثينيات، كانت أيضاً تشتري المؤتمرات «الهلوية» السياسية التي تعقدها البرجوازية الفلسطينية في قاعات لندن ونيويورك وباريس. وفي المعرض فيلم فيديو وثائقي عن ويلات وجرائم الاستعمار الفرنسي للجزائر، مع لقطات ساخرة واتهامية لتصريحات شارل ديغول ولضباط وجنرالات الجيش الفرنسي. وهناك ملصقات وتعليقات كاريكاتورية فرنسية مترجمة إلى الانكليزية عن مواقف الطفل الكاريكاتوري تان تان الفرنسي الجنوب افريقي الأسود، إزاء الأعيب أرباب المال العنصريين البيض الذين نهبوا خيرات جنوب افريقيا على امتداد أكثر من ثلاثة قرون…

ومساء الأربعاء الماضي شاهدنا فيلماً وثائقياً عن أحداث الثورة الطلابية في باريس عام 1968، كما شاهدنا رسوماً تصويرية ساخرة عن محاكمات تجري مع روسيا في هذه الأيام، خصوصاً الفرق الغنائية التي تغني في الكنائس الروسية. فكرة المعرض مأخوذة من كتاب فرانزفانون «المعذبون في الأرض». أخيراً تضمن المعرض عرضاً سينمائياً عن يوغوسلافيا الموحدة موجهاً عدسات التصوير إلى التناسق الإتني في حياة اليوغوسلافيين والتنوع الجمالي الهندسي الملون لمنازلهم، أيام الراحل جوزيف بروز تيتو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى