معرض لـ 19 قطعة من الفنون الإسلامية في أبوظبي قريباً

الجسرة الثقافية الالكترونية-الاتحاد-
قالت يانيك لينتز، مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر بباريس لـ «الاتحاد»: «هناك ثلاث عشرة قطعة فنية من مقتنيات القسم وحده سوف يجري نقلها قريباً إلى أبوظبي ليتم عرضها في متحف اللوفر ـ أبوظبي في مقره في المنطقة الثقافية (منارة السعديات) بجزيرة السعديات، دون أن تحدد تاريخاً بعينه لهذا العرض».
غير أنها أكدت أن «القطع والأعمال الفنية تتوزع على السجاد والمنمنمات الخزفيات وبعض المنحوتات التي تعود إلى عصور وأماكن إسلامية متنوعة، تشمل القوس الحضاري للثقافة والحضارة العربيتين والإسلاميتين، وذلك في إطار الشراكة التي تجمع بين اللوفر الباريسي واللوفر الظبياني، وبناء على اتفاقية جرى توقيعها سابقاً بين حكومتي أبوظبي وباريس، بحيث تسهم إدارة المتاحف الفرنسية في بناء خبرات محلية إماراتية في إدارة متحف اللوفر ـ أبوظبي المزمع افتتاحه العام المقبل».
كما أكدت أنها «على اتصال مع الجهة المعنية بهذا الأمر في حكومة أبوظبي ممثلة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بهدف تغذية مجموعة لوفر أبوظبي بالمزيد من القطع الفنية التي تتعلق بالفنون الإسلامية على وجه التعيين».
ورأت يانيك لينتز أن «هذه المبادرة من قبل قسم الفنون الإسلامية في اللوفر تأتي في سياق سياسة الانفتاح التي تتبعها إدارة القسم على الدول العربية والإسلامية، بحيث تزيد من مقتنيات اللوفر، وفقاً لشروط وأسس بعينها، وبحيث تتم الاستفادة من الخبرات العربية والإسلامية على هذا الصعيد»، مؤكدة أن قسم الفنون الإسلامية في اللوفر ـ باريس يحتوي ثلاث آلاف قطعة فنية يجري عرضها الآن، في حين أن عدد القطع الأخرى التي في المخازن الخاصة يبلغ قرابة العشرين ألفاً، حيث إن سياسة عرض القطع الفنية تتم على أساس عرض القطع لمدة ثلاثة أشهر، ثم إعادة تخزينها لسنتين بعد أن تخضع لمعالجات خاصة أو إعادة ترميم أو سواه، ما يجعل كل قطعة مهيأة للعرض في أية لحظة وفي أي مكان من العالم بناء على شروط مسبقة، بحيث يعرض هذه القطع خبراء من القسم نفسه».
في هذا السياق، كشفت يانيك لينتز أن خبراء من القسم لديها يتعاونون مع خبراء في دائرة الآثار السورية لإعادة ترميم تسع عشرة قطعة من فسيفساء الجامع الأموي في دمشق، مؤكدة أن «مهندساً سورياً مختصاً بفنون العمارة الإسلامية موجود في باريس لهذا الشأن في إطار اتفاقية بين الحكومتين السورية والفرنسية يعود توقيعها إلى ما قبل الأحداث الدامية في سوريا بفترة قليلة».
وقالت أيضا: «من غير الممكن التعاون أكثر مع الجانب السوري في ظل الظروف الراهنة والانقسام الدولي حول شرعية الحكومة السورية، إنما أحضر الخبراء السوريون معهم عدداً من قطع الفسيفساء السورية التي طالها التدمير جراء الأحداث المؤسفة»، مشيرة إلى «إنني أحلم بإقامة معرض عن الأمويين في دمشق لما لهذه الفترة التاريخية من أثر كبير على الحضارة العربية والإسلامية، مثلما على العالم القديم بأسره».
وزادت يانيك لينتز: «كان هناك تعاون قوي لقسم الفنون الإسلامية في اللوفر مع القاهرة سابقاً، وقد توقف بسبب الأحداث فيها، أما الآن فهناك اتصالات جدية لإعادة إحياء الاتفاقيات بين القسم ودائرة الآثار المصرية«، مؤكدة أن هذا التعاون سوف يفضي إلى معرض كبير للفنون الإسلامية الغنية بها القاهرة ومتاحفها، وبحيث يتم تبادل الخبرات الفنية في هذا الإطار.
وبحسب يانيك لينتز «سوف تشهد الفترة المقبلة إقامة معرض نوعي في القسم الذي ترأسه منذ ستة أعوام، وهو معرض يختص فقط بالثقافة البربرية في دولة المغرب، مؤكدة أن التحضيرات الجارية الآن تتم، لجهة التنسيق، على المستوى الرئاسي الفرنسي والملكي المغربي، حيث من المتوقع أن يحضر الافتتاح كل من العاهل المغربي والرئيس الفرنسي معاً».
ورداً على سؤال لـ «الاتحاد» حول علاقتها بالدبلوماسيين العرب المعنيين بعملها، ختمت يانيك لينتز تصريحها لـ «الاتحاد» بالقول: «لقد اتصل بي الكثير من الدبلوماسيين العرب وأنا مهتمة جداً بشأن هذه العلاقات، وأسعى لتوسيعها باستمرار وجعلها تفضي إلى اتفاقيات من الممكن تنفيذها والاستفادة منها لكلا الطرفين، كون هذه العلاقات تتيح لي التعاون أكثر مع العالم الإسلامي، وزيادة المقتنيات الخاصة بقسم الفنون الإسلامية في اللوفر».
يشار إلى أن مجموعة اللوفر الباريسي، من الفنون الإسلامية، الأكثر ثراء في العالم، تليها المجموعة الأخرى الموجودة في المتحف البريطاني.