معن الطائي: رواية تتميز بالنضج والحساسية الجمالية

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
نظم اتحاد وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره في المسرح الوطني أمسية للكاتبة الروائية آن الصافي تحدثت فيها عن روايتها “فلك الغواية” مع قراءة نقدية للدكتور معن الطائي للرواية وتأملات في بنياتها السردية واللغوية والخطابية، قدّم الأمسية الشاعر والتشكيلي محمد المزروعي وحضرها عدد من الكتاب والأدباء .
تحدثت الروائية آن الصافي في البداية عن دوافع كتابتها للرواية ورؤيتها لها وآلية كتابتها ومرتكز بنائها السردي وقالت: “شغفت منذ البداية بالقراءة والكتابة، وكتبت الشعر والقصة في طفولة باكرة، وشكّل مرض والدي ثم وفاته صدمة كبيرة لي، حاولت مواجهتها وتجاوزها بالكتابة بطريقة إيجابية فكتبت روايتي “فلك الغواية” في عام 2010 .
وتحدث الدكتور معن الطائي عن الجوانب الفنية والجمالية في الرواية ورؤيتها السردية والخطابية وقال: “إن الكاتبة نجحت في تقديم خطاب سردي تميز بالنضج والفنية العالية . وتقترب الرواية من كونها تأملاً معرفياً في جوانب التجربة الإنسانية وطبيعة مواقفها الوجودية من خلال حركة الشخصية المتخيلة داخل إطار العمل الروائي ومساءلة المواقف الإنسانية والاجتماعية للأفراد في العالم الخارجي والبحث عن ممكنات أخرى للإشكاليات الوجودية والاجتماعية التي تواجه الذات الواقعية” .
وأشار إلى أن الرواية تتجاوز في مضمونها الخطاب الأخلاقي المؤسس اجتماعياً والقائم على التصنيفات القسرية لمفاهيم الخير والشر، من أجل الاقتراب أكثر من حرارة التجربة الإنسانية وانفتاحها على فضاءات رحبة ومعقدة ومتداخلة تجعلها تموضع نفسها ما وراء الأخلاقيات والأحكام المسبقة، فبطلة الرواية هي ذات إنسانية قلقة يتوزع وعيها على ثلاثة عوالم مختلفة ومتقاطعة، ولكنها ترفض أن تكون ذاتاً مستلبة ومغيبة في أي من تلك العوالم، وتسعى دائماً لامتلاك زمام المبادرة والفعل .
وأوضح أن الحدث الروائي يتوزع في الرواية على ثلاثة عوالم تخلق مساحات الفضاء التخييلي، وهي عالم الروحانيات الميتافيزيقية وعالم العقل العلمي المنطقي والعالم الاجتماعي الخارجي بما يتضمنه من تناقضات وتصدعات كبيرة نأخذها مأخذ المسلمات البديهية ونرضخ لها بشكل طوعي ومن دون مقاومة أو ممانعة، مشيراً إلى أن قصة الحب التي تربط البطلة بالطرف الآخر تشكّل المحور المركزي الذي تنتظم حوله تلك العوالم . وذهب إلى أن السرد في الرواية يتميز بالاقتصاد والتكثيف والتركيز ما جعل لغة السرد أقرب إلى اللغة الشعرية بدلالاتها الرمزية واستعاراتها وجمالياتها الخاصة .كما تضمن متن الرواية مقاطع شعرية صريحة طغى عليها النفس الصوفي والرمزي العالي تم توظيفها فنياً للكشف عن العوالم الداخلية الخاصة بالبطلة وخيالاتها المتفردة، ساعد ذلك الرواية على التخلص من الاستطرادات والتركيز على الحدث المركزي وعلى ذات البطلة .
وخلص إلى أن الرواية مؤشر على ظهور تجربة سردية لافتة وتعلن عن ولادة روائية تتمتع برؤية فنية خاصة وحساسية جمالية متميزة .