مقتنيات تعكس تفاعل الثقافات والحضارات

الجسرة الثقافية الإلكترونية

المصدر: الاتحاد

سعياً إلى مقاربة مفهوم «المتحف العالمي»، اختتمت سلسلة «اللوفر أبوظبي: حوارات الفنون» بجلسة حوارية أقيمت مساء الأربعاء في منارة السعديات في أبوظبي، حيث تناول الحوار البعد العالمي لمتحف اللوفر ـ أبوظبي، ومغزى وجود هذا المتحف في عاصمة الإمارات، خصوصاً أن مقتنياته ، وكل متحف، تعبر عن تفاعل حقيقي بين الثقافات والحضارات، سواء القديمة منها أو المعاصرة.

رحبت علياء لوتاه بضيف الجلسة جان هوبرت مارتن المنسق الفني في متحف باريس والمقيم الفني للوفر أبوظبي. ومعه جان فرنسوا كرينيه، المسؤول في وكالة متاحف فرنسا.

بدأ مارتن حديثه مستذكراً أيام معرضه «سحرة الأرض» الذي أقيم في مركز جورج بومبيدو عام 1989، والذي تزامن مع انهيار جدار برلين، موضحاً أنه جاء وقتها كرد فعل على معرض «البدائية في فن القرن العشرين: الصلة بين القبلي والحداثي» الذي احتضنه متحف الفن الحديث «موما» في نيويورك عام 1984، حيث قدم معرض «السحرة» 50 فناناً من المراكز الفنية، إلى جانب 50 آخرين من «الأطراف»، من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وكيف تكون الفنون عابرة للقارات، قال مارتن: «هناك العديد من العوامل، وقد سافرت إلى بلاد كثيرة منها نيبال والهند، وخلال بداياتي حضرت معارض متميزة في موسكو، والتقيت العديد من الفنانين. كانوا يقومون بأعمال جبارة وبكفاءة عالية تعكس الحالة التي كان عليها السوفييات في القرن العشرين، تعلمنا الكثير منهم وتعلموا منا». ثم عاد مارتن موضحاً للحضور حادثة من تجربته عندما سافر في بداية الثمانينات إلى أستراليا، وشاهد معرضاً أقيم وقتها بحضور فنانين من السكان الأصليين، وهناك قدم عرضاً للوحة، قال: «إنه حصل عليها جدل بأن تعرض هذه اللوحة، وتضم إلى المتحف، وهي عبارة عن دائرة كبيرة ملطخة بالطين على جدرانها، لكن وقع اختياري عليها لأني وجدتها من أفضل الأعمال المعروضة وقتها، لأنه عندي ثقافة واسعة عن السكان الأصليين ودعوتهم إلى باريس».

تنقل الضيف بحديثه عن الفن والمعارض التي حضرها ونسق العديد من الأعمال الفنية في متاحفها من أفريقيا إلى آسيا، مشيراً إلى أنه تعرض لكثير من الانتقاد تجاه المقاربة الجمالية للفنون الإفريقية والآسيوية، على أن يبقى وضع الفن الغربي في قمة الهرم، لكنه أكد أن هذا الجدل يزول وتبقى الناحية الجمالية هي الأهم بالنسبة لاختيار الأعمال للمتاحف.

وحول العلاقة بين الفن القديم والحديث قال: «كي نكون مختلفين على ما نحن عليه يجب أن نبدأ من نقطة حقيقية ونعرف من نحن، مستشهداً في هذا المجال بمقتنيات متحف اللوفر في أبوظبي والقطع التي ضمت إليه من الحضارة الإغريقية ومن مصر، وغانا، والهند والصين وغيرها.

وجاء ختام الأمسية في منارة السعديات مع «موسيقى كلاسيك أبوظبي» الذي ودع موسمه 2015 بحفلة عزف منفرد مع مبدع البيانو برتران شامايو.

وفي كلمة لحصة الظاهري، مديرة البرامج في اللوفر أبوظبي قالت: «شهدت الدورة الرابعة من سلسلة «اللوفر أبوظبي: حوارات الفنون» مستوى عالياً من المشاركات في كل جلسة، سواء من المجتمع العلمي أو الجماهير المحلية والإقليمية والعالمية، إذ جرى إعداد هذه الجلسات لاستكشاف المواضيع الرئيسة حول تطوير متحف مثل اللوفر أبوظبي، وذلك من خلال تسليط الضوء على الأعمال الفنية والموضوعات بأساليب وطرق متنوعة قبل الافتتاح الرسمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى