مكتبة قطر الوطنية تدعم مبادرة لحماية التراث الفلسطيني واللبناني من المحو

استضافت مكتبة ‏قطر الوطنية اليوم ندوة نقاشية ضمن مبادرة ذات نطاق عالمي تحمل عنوان “محاربة المحو: ‏الأرشفة ضد الإبادة في غزة ‏والحرب على لبنان”.
وشارك في الندوة كل من الدكتورة جميلة غدار، المديرة المؤسسة لمختبر الأرشيف والوسائط الرقمية والأستاذة الجامعية المساعدة ‏بجامعة ‏دالهوزي في كندا ومن مؤسسي المبادرة، والدكتورة حنين شحادة، الأستاذة ‏المساعدة الزائرة في قسم العلوم الإنسانية بجامعة نيويورك ‏في أبو ظبي والباحثة المشاركة في ‏مركز دراسات أرض ‏فلسطين في الجامعة الأمريكية في بيروت.‏ وجاءت الندوة التي أدارها رواد بو ملهب، رئيس قسم ‏المخطوطات والأرشيف بمكتبة قطر الوطنية، ضمن سلسلة من الجهود التي نظمتها ‏المكتبة الوطنية منذ بدء الحرب على غزة، لتأكيد ‏‏الهوية العربية الأصيلة لفلسطين والمساهمة في حماية تراثها الثقافي‎.‎ وأوضحت الدكتورة جميلة غدار خلال الندوة أن المبادرة تعتمد على ‏شبكات العلاقات العالمية ووسائل الإعلام لمواجهة ‏التأثيرات الثقافية السلبية ‏للحرب، مضيفة “من خلال التعاون ‏العالمي واستغلال وسائل الإعلام الرقمي الحديثة، نسعى ‏لحماية أرشيف التراث ‏الفلسطيني واللبناني ضمن ‏جهودنا للدفاع عن الحياة والأرض والحرية العربية‎.”‎ من جهتها، وصفت الدكتورة حنين شحادة جهود حماية ‏التراث بأنها “مقاومة سلمية”، مؤكدة أن “صون الذاكرة ‏‏هو فعل ‏مقاومة، قائلة “ربما يحترق الفلسطينيون بنيران قصف الاحتلال، لكنها لا تكسر إرادتهم ولا تحرق إصرارهم على ‏المقاومة والنضال والاستمرار، إذ ينهضون مرارا لنشر ‏الصور من بين رماد القصف، ‏متحدين محاولات ‏الطمس ‏والإبادة لإبقاء الحقيقة نابضة بالحياة‎.”‎ كما شاركت في هذه الندوة النقاشية أيضا رولا شهوان، مديرة قسم ‏المكتبة والأرشيف البصري في الجامعة العربية ‏الأمريكية، ‏وغادة دمشق، الزميلة حاليا في مجال ‏الأرشفة والمكتبات ‏في جامعة دالهوزي في كندا، ورامي زريق، الأستاذ الدكتور ‏في قسم إدارة النظم البيئية ‏في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتمارا ريان، طالبة ‏الدكتوراه في ‏كلية المعلومات بجامعة ميشيغان.‏ وتعليقا على هذه المبادرة، قالت عبير الكواري، مدير شؤون المجموعات الوطنية والمبادرات الخاصة في مكتبة قطر الوطنية، ‏”تستكمل ‏نقاشات اليوم جهود المكتبة المستمرة ‏للمساهمة في حماية التراث ‏العربي المشترك منذ بدء الحرب على غزة. فقد أدى ‏التصعيد وتكثيف القصف إلى تعريض ‏عدد متزايد من ‏المواقع الأثرية في غزة ولبنان للخطر، وهو ما يهدد بطمس ‏معالم تحمل آلاف السنين من التاريخ‎.”‎ وأضافت: “دمرت حرب الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن 104 ‏مواقع أثرية في غزة، وهناك مخاوف من توسع هذا ‏‏التدمير ليشمل المزيد من التراث الثقافي في المنطقة، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان. ‏ونأمل عبر حشد الدعم، وأرشفة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وتبادل المصادر والخبرات، ‏وتطوير ‏البنية التحتية الرقمية أن نحد من هذا الضرر ‏ونحمي هوية المنطقة الثقافية”.
جدير بالذكر أن مبادرة “محاربة المحو: ‏الأرشفة ضد الإبادة في غزة ‏والحرب على لبنان” تهدف إلى ‏المساهمة في حماية التراث الثقافي ‏الفلسطيني واللبناني عبر تعزيز الوعي، ‏وحشد التأييد، والتدريب، وأرشفة وسائل ‏التواصل ‏الاجتماعي، ومشاركة ‏المصادر، ‏وتطوير البنية ‏التحتية ‏الرقمية.‏ ويشارك فيها عدة ‏مؤسسات مثل ‏الجامعات ‏والجمعيات المهنية والأرشيفات ‏ومؤسسات التراث ‏وشبكة واسعة من الخبراء من ‏فلسطين ولبنان وسوريا ‏‏والعراق ومصر إلى اليابان وباكستان وأستراليا ‏وكندا ‏والولايات المتحدة وبريطانيا ‏وهولندا وأيرلندا.‏

الدوحة – قنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى