“مكعبات تشكيلية” .. تجربة فنية تستعرض رسومات مجسمة

الجسرة الثقافية الالكترونية

*اشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

يلتقي حالياً بمركز واقف للفنون نخبة من التشكيليين الذين يحرصون على إبراز عناصر البيئة المحلية لتعريف الزائر بالهوية القطرية وتراث البلد، من خلال ورشة فنية بعنوان “مكعبات تشكيلية” للفنانين محمد جنيد وعلي دسمال وجواهر المناعي وفاطمه النعيمي وحصة كلا وهيفاء السادة ومحمد الدوري وأحمد العواد وغيرهم، في حين يشرف على الورشة الفنانان التشكيليان فيصل العبدالله، ومسعود البلوشي، التقت  الراية  بعدد من الفنانين لتتعرف منهم عن ما وصلوا إليه على مدار هذا الأسبوع خاصة بعد هذه التجربة التي تعتمد على الرسومات المجسمة على مكعبات ذات ستة أوجه بطريقة حية ومباشرة أمام الجمهور.

 

في البداية أكدت روضة المنصوري مدير مركز سوق واقف للفنون على أن الفعاليات الإبداعية المتنوعة يتم تقديمها بشكل يومي بدءا من الساعة الرابعة ظهراً إلى العاشرة مساء، وتتضن فعالية مكعبات تشكيلية بالإضافة إلى ورش النحت والخزف التي تتناول موضوع البيئة القطرية كمحور عام لها، وجدارية الربيع التي تقدم خارج المركز بمشاركة زوار سوق واقف من الأطفال فضلاً عن ورشة أوريجامي التي يتم تقديمها للأطفال أيضاً، فضلاً عن عدد من الورش التي ستقام على مدار الأسوع المقبل.

 

البيئة القطرية

 

وأوضحت المنصوري أن الأسبوع المقبل سيشهد العمل على جداريات عن الطبيعة بعد الانتهاء من المكعبات التشكيلية، وأشارت إلى أنه بانتهاء كافة الورش سيقام معرض يتميز بأفكار مبتكرة وجديدة في ممر المركز، حيث سترتفع المكعبات بشكل هرمي وتحيط بها الجداريات، بينما ستشغل القاعات صور فوتوغرافية عن البيئة القطرية، لتصبح الأعمال مجسمة ومحيطة بزوار المركز من كل اتجاه، لتضعهم في عوالم البيئة القطرية، وأكدت على أن هذه الأفكار المبتكرة التي يحرص المركز عليها تأتي بعد الاجتماع مع الفنانين المنتسبين للمركز وإقامة جلسات تعتمد على العصف الذهني للإتيان بكل ما هو جديد وقادر على أن يخدم الحركة التشكيلية ويجذب الجمهور إلى عوالمها، مضيفة: نحاول دائماً أن نصل لأفكار لم تقدم من قبل ونقيم بطرق مختلفة، حيث قدمنا من قبل عروضا موسيقية ذات طابع تراثي بمصاحبة حفل افتتاح فعالية عن الأعمال التشكيلية التي تتناول البحر والغوص، وفي فعالية عن الأزياء الشعبية قدمت فرقة نسائية مجموعة من الفقرات التي تتناسب مع الأعمال البصرية المقدمة، وأكدت أن المركز يعمل على التطوير بشكل مستمر، منوهة أن هذا العام سيشهد نقلة نوعية بمزيد من الأفكار الجديدة خاصة بعد انضمام مجموعة كبيرة من الفنانين سيقام لهم حفل خاص بمناسبة انضمامهم بعد الفعاليات المقامة حالياً، وأوضحت أن المركز يتبع كافة السبل لجذب أكبر عدد من الجمهور لمتابعة فعاليات الفن التشكيلي فتشهد الفعاليات التراثية المقامة حالياً وجود شاشة عرض خارج المركز تنقل مباشرة ما يتم في داخله، كما يستعد فنانو المركز للانتقال بعد انتهاء الفعاليات للعمل خارج المركز في الهواء الطلق، حيث ستقام مجموعة من المعارض والورش في ساحات سوق واقف الخارجية، فضلاً عن مجموعة من الرحلات الخارجية في البر وفي المدن القديمة بالتعاون مع عدة جهات. وعن الخطط المستقبلية للمركز أوضحت المنصوري أنه يتم حالياً دراسة إقامة قسم تعليمي يتواصل مع المدارس وزوار المركز لرعاية الموهوبين بالإضافة للإتيان بفنانين كبار من كافة دول العالم لإقامة عدد من الدورات التدريبية التي ستلجأ للتدريب على التعامل مع التقنيات والخامات الحديثة، كما سيتم التركيز على تسويق أعمال الفنانين، فضلاً على تقديم المزيد من الفعاليات التي تهدف إلى التعريف بالألوان التي يكون الفنان بحاجة إليها للتعبير الصحيح عن البيئة القطرية، وختمت حديثها مؤكدة أن المركز يعمل حالياً عبر استراتيجية تهدف للوصول إلى العالمية عبر أعمال محلية تتناول بيئتنا، وإظهار الفنان القطري والوصول به إلى العالمية، كما يهدف المركز لإقامة معارض فنية عالمية والعمل على التبادل الثقافي.

 

ربيع قطر

 

الفنانة فاطمة النعيمي قالت اجتمعنا خلال هذه الورشة للتعبير عن ربيع قطر، من خلال تصوير الطيور والنباتات، وأكدت على أن هذا الملتقى أتاح لها تجربة جديدة تتمثل في التعامل مع المكعبات والتعبير من أكثر من جهة عن ذات الموضوع، مشيرة إلى أنها تتجه من خلال عملين تشارك بهما في هذه الورشة إلى الانطباعية والتجريدية بشكل أكبر من الواقعية. وأوضحت أن أعمالها تتضمن أغصان السدرة، بأكثر من شكل وعلى أكثر من جهة من جهات المكهب الستة، وأضافت أن مثل هذه الملتقيات تتيح تبادل الخبرات والتعرف على خامات وتقنيات جديدة.

 

حيوانات برية

 

الفنانة هيفاء السادة أوضحت أنها تشارك بعملين في ورشة المكعبات التشكيلية تتناول خلالهما تصوير عدد من الحيوانات البرية التي تعبر عن البيئة القطرية، لافتة إلى أنها تعمدت القيام برسم عدد من الحيوانات التي يجهلها الكثيرون، مؤكدة أن تلك الورشة تعتبر تجربة مميزة لكل المشاركين فيها لما لها من استفادة كبرى تتركز في تبادل الخبرات حيث يبدع كل فنان في أعماله ويتذوق في ذات الوقت أعمال زملائه من المشاركين وهو ما يساعد في زيادة حسه الإبداعي، بالإضافة إلى تلقي الملاحظات بشكل مستمر من الزوار وهو ما يسهم في إثراء خيال الفنان ويجعله ينتبه إلى التفاصيل الصغيرة في عمله.

 

نباتات محلية

 

الفنانة جواهر المناعي أوضحت أنها اختارت العمل على النباتات المحلية، مشيدة بفكرة الورشة التي تتم بطريقة غير تقليدية وأعتبرت هذه الورشة من أفضل الورش الفنية التي شهدتها دولة قطر مؤخرا بضمها لمجموعة كبيرة من الفنانين الشباب المتميزين من مدارس فنية مختلفة يسعون للتعرف على الأساليب الفنية المختلفة، فضلاً عن الإطلاع على تكنيكات مختلفة، وأشارت إلى أن أهم ما يميز هذه الورشة هو أن الجميع يعملون معاً في نفس المكان ويطلعون على أساليب بعضهم البعض إلى جانب العمل بطريقة حية ومباشرة أمام الجمهور، وعبرت عن سعادتها بحرص المركز على دعوتهم بين فترة والأخرى لتقديم هذه الأعمال الجماعية.

 

إطار توعوي

 

الفنانة حصة كلا أكدت أن البيئة القطرية تأسر بين طياتها حياة غنية وجذابة من الكائنات الحية من الطيور وغيرها ، وقد اخترت طائر الحبارى لموضوع المكعبات ، وذلك نظرا لأهمية هذا الطائر لافتة إلى أن أعمالها من خلال هذه الورشة جاءت في إطار تعريفي وتوعوي، مشيدة بهذا التجمع للفنانين التشكيليين بما يمثل الكثير من المتعة والفائدة والتوعية، خاصة خلال أيام الإجازة.

 

ملاحظات الجمهور

 

الفنان علي دسمال أوضح أنه يقوم بإنجاز عمل تشكيلي مجسم يتضمن روح واحدة رغم تعامله مع ست جهات، حيث يلف غصنا كاملا على الجهات الأربع للمكعب في حين يقف عليه من كل جهة أحد أنوع الطيور المحلية، وعن التجربة التي يقدمها المركز حالياً أكد دسمال أن العمل يتم بشكل ممتع عبر هذه الطريقة الحية مشيراً إلى ان هناك تفاعلا كبيرا يتم بين الفنانين والجمهور، حيث تنشأ حوارات مع الجمهور من كل الجنسيات، ويتلقون ملاحظات مهمة للغاية منهم.

 

فرصة الاحتكاك

 

أما الفنان التشكيلي أحمد العواد وهو فنان موهوب برز على الساحة في الأونة الاخيرة أوضح أن أعماله المشاركة بالورشة تعبر عما تمتاز به طبيعة قطر من أجواء خاصة بها وما يميزها من ألوان هادئة، كما ركز على التدرج اللوني لسماء قطر والفاصلة بين أرضها وجوها، لافتاً إلى أن هذه ليست المشاركة الأولى له حيث شارك من قبل بالعديد من فعاليات المركز.

 

الفنان محمد الدوري أوضح أنه يقدم من خلال هذا المعرض تعريفاً ببعض الأشجار القطرية غير المعروفة، وأشاد الدوري بالتجربة قائلاً إنها تجعل كل مبدع يستفيد من فرصة الاحتكاك بخبرات الزملاء في جو فني بديع فضلاً عن كونها تساعد الفنان على الانخراط في العمل الجماعي، مشيداً بجو الألفة الذي تتميز به الورش.

 

الاهتمام بالموروث

 

بينما أكد الفنان عبد الناصر السمرائي المشرف على ورشة النحت أن الورشة تحمل على عاتقها تقديم توثيق للمظاهر القطرية التراثية واهتمامات المجتمع القطري بالموروث، وأكد السمرائي أن ورشة النحت ستنتهي قريباً من جدارية نحتية تعبر عن أحد أنواع الطيور الموجودة في البيئة المحلية، وذلك بمشاركة 15 نحاتا، وقال: بدأت الأعمال تنضج بشكل لافت للنظر ونال العمل استحسان الزائرين، كم حظي الفنانون المشاركون بتفاعل كبير من قبل الجمهور، وأضاف: ما يسعدني من إقامة مثل هذه الورش التفاعلية أن الناس بدأت تتعرف على مختلف أنواع الفنون بشكل حي، حيث كانوا يشاهدونها بشكل جاهز في الجاليريهات، مؤكداً أن هذا الشكل التفاعلي بات يتيح جانباً تربوياً ينمي ذائقة المجتمع إلى جانب الناحية الجمالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى