«ملتقى السرد العربي» ينطلق محتفيا بـ «المعري»

 

 

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات – نضال برقان -انطلقت، مساء يوم أمس الأول، في المركز الثقافي الملكي، فعاليات الدورة الرابعة لـ»ملتقى السرد العربي»، (دورة أبي العلاء المعري)، الذي تقيمه رابطة الكتاب الأردنيين، في إطار فعالياتها الثقافية في مهرجان جرش 2014، والمصاحبة لاجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب (28) في عمان، في المركز الثقافي الملكي.
الجلسة الافتتاحية للملتقى، الذي حمل عنوان «السرديات العربية المبكّرة: السرد والتراث»، ترأستها القاصة مجدولين أبو الرب، وتضمنت كلمة للجنة المنظمة، قدمها د. محمد عبيد الله، تتبع من خلالها الظروف التي ولد في فضائها الملتقى، ودور الرابطة في ديمومته، وخصوصية تسمية الدورة الحالية بـ(دورة أبي العلاء المعري). كما عاين د. عبيد الله أبرز محاور الملتقى.
فيما بعد قدم الباحث العراقي د. عبد الله إبراهيم مقترح مشروع جماعة الدراسات السردية، حيث ينتظر أن تكون جماعة نقدية متخصصة بالسرديات العربية، القديمة والحديثة، يمكنها أن تسهم في صوغ إطار مفاهيمي يناسب تحليل الظاهرة السردية وإشاعة معجم سردي دقيق يفيدها في عملها النقدي للنصوص ذات الطابع السردي، كما تعمل على صياغة تصور منهجي للدراسات السردية العربية يحافظ على القيمة الأدبية والاجتماعية للنصوص المدروسة.
أولى جلسات الملتقى، حملت عنوان «الإطار المفاهيمي والمنهجي»، وترأسها د. يوسف بكار، وشارك فيها: د. سعيد بنكراد بورقة بعنوان: «السردية والعوالم الممكنة»، تناول خلالها بعض القضايا الخاصة بالسردية، متوقفا عند مقولة مركزية هي «العوالم الممكنة». وقال: «هي مقولة مستعارة من المنطق الذي يقدم صيغة جديدة للتعاطي مع القضايا الحقيقي منها والمزيف. وقد استعين بها في الدراسات السردية خاصة من أجل «استكشاف» العوالم المحكية وطُرُق بنائها، ومن ثم تحديد الفواصل والروابط بين ما يمكن تصنيفه ضمن العالم «الواقعي»، وبين ما يصنف ضمن التخييل «الخالص».
وقدم د. عباس عبد الحليم عباس ورقة بعنوان «علم النص وأنظمة السرد: تأملات في مشكلة الجنس الأدبي»، جاء فيها: «نحن نعلم أن (النص)، مهما كان نوعه، وأيا كان حقله ومجاله، فهو يدور في فلك نظام معرفي وتقني كتابي خاص به، يختلف من نص إلى آخر، ومن هنا فقد حاول منظّرو «علم النص»، على اختلاف اشتغالاتهم المعرفية، الكشف عن معالم هذا النظام، والاستراتيجيات الخفية التي يعمل وفقا لها، بصرف النظر عن المصطلح المتداول في هذه البيئات. ومن ثم استنطق د. عباس جهود أصحاب نظرية «علم النص» مبيّـنا أبرز مقولاتهم، ومدى فاعليتها وتأثيرها.
من جانبه قدم د. عبد الله إبراهيم ورقة بعنوان «السرديّة العربية: الرؤية، المنهج، المفاهيم» قال فيها: «تشكّل «السرديّة العربيّة» موضوعًا مثاليًّا للبحث في الكيفيّة التي تستعاد فيها عمليّة بناء جديدة لظاهرة أدبيّة-ثقافيّة كبيرة، بدأت تتجلّى للعيان في الثقافة العربيّة منذ العصر الجاهليّ. وليس أمام الباحثين، سوى طريقتين لوصف أصول تلك الظاهرة، وتحليلها، وتأويلها، وبناء سياقها الثقافيّ، وهما: طريقة التاريخ الوصفي، وطريقة تاريخ الأفكار.
واختتمت الجلسة بشهادة إبداعية للروائية سميحة خريس، حملت عنوان «محاولة لفهم التراث في النص»، قالت فيها: «لقد علمتني رواياتي التي استحضرت فيها التراث أن القيم التي تصنعنا تلك الآتية من الماضي والمنتسبة إلى التراث قد تكون أشد وطأة وثقلاً على لحظتنا الراهنة من الظروف والمنطق أو المصالح الذاتية والمجتمعية أحياناً، قد أتوق إلى القفز قفزة كبرى فوق الماضي ذهاباً إلى ما بعد الحداثة، فيصبح نصي حاملاً لتلك الأمنيات، لكنه في ذات الوقت حامل وفي لطبيعة مجتمعي الذي يغوص في رمال التراث حتى الركب».

 جلستا اليوم
تعقد الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم جلسة تحت عنوان: السرد العربي الحديث: سؤال المرجعيات وأثر الموروث، يرأسها حسن عليان، ويشارك فيها: د. إبراهيم السعافين: سردنا العربي الحديث: اتصال أو انقطاع-قراءة في المرجعيات، د. حديد الطيب السراج: تفاعل السرد العربي الحديث مع الموروث السردي، د. شكري عزيز الماضي: الرواية العربية والتراث، د. ناجح المعموري: الأطراس الأسطورية في السرد، رائحة الصيف لفاروق وادي نموذجا. وفي الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم تعقد الجلسة الختامية، ويرأسها زياد أبو لبن، وتتضمن: البيان الختامي والتوصيات، إعلان جماعة الدراسات السردية، تكريم المشاركين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى