منحوتات الفنان المعاني في ماليزيا: البحث في تطور الأشكال

الجسرة الثقافية الالكترونية
رسمي الجراح#
احتضن جاليري أرتيليير في العاصمة الماليزية كوالالمبور منحوتات الفنان الأردني انيس المعاني في معرض استمر لنحو شهر في الفترة من 24-10 الى 16-11 وحمل عنوان «خشب».
وكان الفنان اهدى ست منحوتات لجامعة ملايا الماليزية وعشر للمتحف الوطني الماليزي ليكون الفن الاردني الى جانب ابداعات فنانين عالميين.
شمل المعرض ست عشرة منحوتة خشبية وثلاث من البرونز، وهي بحسب الفنان المعاني هي أعمال تجريدية تستكشف تطور الأشكال في الطبيعة اوالمنتج الإنساني، وتطرق ايضا في بحثه الفني الى ماهية الأشكال وتأثير الظروف المحيطة والبيئات المختلفة على المواد.
يأتي هذا المعرض نتاج ثلاث ورشات فنية قام بها النحات في ماليزيا، الأولى في جامعة (يوتم) شمال البلاد عام 2006 واختتمت بمعرض مشترك اردني ماليزي بعنوان «محبة فنية» بمشاركة نخبة من الفنانين الماليزيين والاردنيين: سامر الطباع والفنانتين دودي الطباع وغادة دحدلة في غاليري شاه ألام.
وقال إن الورشة الثانية استمرت ثلاثة شهور عام 2010 في أكال دي أولو في كوالا لمبور، والثالثة أقيمت خلال شهري 9 و 10-2014 بمشاركة الماليزي جوهري سعيد والياباني مامورو أبي.
المعاني قال ل: «الرأي» عن المعرض وتجربته في ماليزيا « في البلاد الأستوائية يسمح المناخ الرطب للطبيعة باتخاذ أشكال أكثر تنوعاَ من ناحية الشكل والحجم والكم للخامات المتوفرة للنحات ، فتتوفر للفنان الكثير من المصادر لدراسة تطور الشكل كما تتوفر الكثير من المواد الخام للنحت وخاصة الخشب، مضيفاً أن « البيئة الماليزية وتنوعها جعلت من أهل المناطق الإستوائية خبراء بحفر الخشب وجعلته مادة أساسية في تراثهم، مما منحنه مصدراَ كبيراَ للتعلم في التعامل مع خامات اخرى غير متوفرة في الطبيعية المحلية الاردنية.
وحول انطباعات الجمهور، اشار المعاني الى انه كان من مختلف فئات المجتمع ولكن الغالبية من طلبة الفنون، في حين ان المعرض لفت نظر المتلقي هناك المنحوتات المغايرة في اشكالها كونها انجاز فنان قادم من بيئة صحراوية الى بيئة استوائية فالتجربة بالنسبة اليهم ثرية.
وشرح أن ما يعرضه ينتمي لفن النحت التجريدي ولا يحدد للقطعة وظيفة محددة، وهي على الاغلب بلا عناوين، اشكال مبسطة، مبيناً أن المنحوته هي فن الفضاء الخارجي لذلك من حق المتلقي ان يسقط عليها رؤيته وتفسيراته، وكل المنحوتات مستمدة من الطبيعة والارث المعماري والاشكال التي نتعامل بها يوميا، من هنا تصنف بانها «تجريد عضوي»، مستدركاً انه لا يتوقف عن استكشاف الاشكال في مخيلته وفي الطبيعة بل يرصد تغير الشكل عبر السنوات وعند مختلف الحضارات.
عن واقع النحت في الاردن وصف المعاني بان النحات الأردني من امهر النحاتين في العالم، ولكن التوجه العام لا يشجع على ذلك لقلة الدعم وعدم مساهمة القطاعين العام والخاص في دعم النحاتين، ثم ان الاعمال الفنية وخصوصا المنحوتات تعد من الكماليات، وهذا يحد من تداولها ونقلها ثم ان عدم وجود مشغل عام للنحت وهوعمليا امراً مكلف يحد من نشاط الفنان النحات بالرغم من ان المنحوته لها ارتباط بالمشهد الجمالي والتوعية والتثقيف الفني وهي التي تحد من الهجوم العمراني على الفضاء العام وتمنح المشهد البصري جمالية وتنويعاً.
وعن المعرض الشخصي الذي اقيم العام الماضي في كنسترايكت في العاصمة الهولندية امستردام قال المعاني بانه نقل نحو 300 كغم من المنحوتات واللوحات عرضت في الممر الفني بالمدينة في واجهات زجاجيه اتاحت لسكان المدينة جولات فنية تفاعلية وقام باهداء بلدية امستردام قطعتين هما الان ملك البلدية.
يشار إلى أن المعاني مواليد عمان العام 1973 تلقى دراسة في الهندسة المعمارية في فولغوغراد بروسيا. متفرغ للنحت له معارض فرديه في الصين وكنسترايكت في هولندا العام 2013 والسويد ونحو 12 معرضا في الاردن، شارك في عدد من الملتقيات الفنية والورشات الفنية منها ورشة اليوم العالمي للخشب، زان يو، الصين. مهرجان المحرس الدولي للفنون السادس عشر، المحرس، تونس وملتقى النحت الدولي الخامس، المنامة، البحرين وماليزيا.
…………
الراي