منح الفنانين الشباب الفرصة ودعم مواهبهم

الجسرة الثقافية الالكترونية

*محمود الحكيم 

المصدر: الراية

 

معاناة المُبدعين لا تنتهي في كل زمان ومكان، وربما تلك المُعاناة هي التي يتمخض عنها الإبداع، لا سيما أن الفنان دائمًا ما يكون استشعاره للأزمات أكثر عمقًا لبحثه الدائم في التفاصيل، وتحاول الراية قدر استطاعتها من خلال هذه الزاوية، مناقشة أهم أزمات الإبداع، فتستعرض ما يطلبه الفنانون في كل حلقة، واليوم نستضيف فنانًا ينتمي إلى أحد أشكال الإبداع الذي يُمثل منافسًا قويًا لكافة أشكال الفنون الأخرى لما له من أرضيّة خصبة للنماء عليها من حيث عدد الفعاليّات والفنانين المُنتسبين له، وهو الفن التشكيلي الذي على الرغم من ازدهاره بشكل واضح على الساحة الثقافيّة القطريّة إلا أنه يُعاني، من فن لا يلقى قبولاً مجتمعيًا نتيجة عدم العمل على توعية الجمهور وتثقيفه في هذا الشأن.

 

ضيف حلقة اليوم الفنانة فاطمة الشروقي التي طالبت المسرحيين أن يتفاعلوا مع الحدث الجديد الذي استجاب لمطالباتنا بافتتاح قسم متخصص لدراسة الفنون المسرحية، فعلى كل من لم يكمل دراسته التعليمية أن يلتحق بهذا القسم من المسرحيين لينعكس ذلك على الأداء العام بشكل إيجابي ومتميز ونرى وعيًا أعمق ومستوى أفضل ينهض بالمسرح القطري على كافة المستويات. وزفّت الشروقي البشرى بأن هناك عددًا كبيرًا من خشبات المسرح ستفتتح في مشروعي مشيرب والوسيل قد تصل لسبع خشبات وعلينا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولبية ونقدّم فنًا راقيًا للجمهور.

 

كما طالبت الشروقي المخرجين أن يحسنوا التعامل مع الفنانين وأن ينظروا إلى آرائهم بعين التقدير بعيدًا عن الاستعلاء الذي يمارسه البعض إذا ما أبدى ممثل رأيه في مشهد ما أو جملة معينة وغيرها، ويتعامل مع الممثل كما لو كان دمية يحرّكها كيفما شاء، هذا في الحقيقة سلوك مرفوض ولابد أن يعي الجميع أن الحوار البنّاء الواعي بين الفنانين والمخرج لا يتأتى من عقول تافهة بل عقول واعية ومحترفة ولديها خبرة في العمل الفني كما أن لديها حسًا فنيًا مرهفًا أكثر من غيرها ولابد أن يكون الصدر أرحب ومساحة التقبل أوسع مما نشاهده من البعض.

 

وعن مطالبها من الكتاب فقالت الشروقي: لقد باتت الأغلبية الساحقة منهم يكتبون الفن من أجل المال وهذا أحدث تصدعًا في المستوى العام الذي يقدم، بل المسار الذي ينبغي أن يتحوّل إليه كتابنا أن يكتبوا الفن من أجل الفن وأن يجعلوا الرسالة الهادفة هي سبيلهم وسوف يأتيهم ذلك بالمال بعد ذلك عندما تقدم أعمالهم وتحصل على تأشيرة قبولها الجماهيري أما أن يكون المال هو المبتدأ والخبر فلا أظن أن هذا سيعطينا جملة فنية مفيدة بلغة الفن.

 

كما طالبت الشروقي كتاب المسرح بالاهتمام بثقافتنا العربية والمحلية والابتعاد عن تقديم ما يسمى بالمعالجات للروايات العالمية التي تعد حالة غريبة وثقافة دخيلة على ثقافة مجتمعاتنا فيجب أن يقدّم كتابنا اطروحاتنا ويعالجوا مشاكلنا ويقدّموا شخوصنا وعيشنا وملحنا لا أن ينتزعوا حالة غريبة علينا ويعالجوها بشكل لا يلتحم مع ثقافتنا، وقالت الشروقي أنا لا أقصد في هذا الجانب المخرج المبدع فهد الباكر لأنه مخرج واع مبدع يمتلك عناصر الإبداع في العمل الفني المقدم.

 

وطلبت الشروقي من الممثلين النجوم أن يضع الفن أولاً وقبل كل شيء، وليس الأجر الذي سيتقاضاه فيجب أن يقرأوا النصوص المقدمة لهم قبل الموافقة على العمل فإذا ما وجدوا النص مناسبا ويستحق العمل فبها ونعمت وإلا فلا يكون ديدنهم ما يدفع له ليشارك في العمل.

 

وأما الممثلون الشباب فطالبتهم فاطمة الشروقي ألا ييأسوا وأن يستمروا في السعي والاجتهاد للوصول إلى القمة وأن يحسنوا اختيار أدوارهم، وفي المقابل طلبت لهم أن يمنحوا الفرص وأن يساعدهم المخرجون في إبراز مواهبهم وأن يعطوهم أدواراً مناسبة مع طبيعة آدائهم التي تتوافق مع قدراتهم الفنية.

 

إلى ذلك طالبت الشروقي من المنتجين المنفذين أن يغيروا من منهجهم في التعامل مع الممثلين المحليين، فمع الممثل المحلي يكون التقتير وادعاء الفقر وعدم وجود ميزانية وفجأة يظهر المال ويفيض مع الممثلين من الخارج فتقطع لهم التذاكر وتحجز لهم الفنادق وتوفر لهم كل الإمكانات، والتساؤل، لماذا هذا التعامل غير المبرر؟ يجب أن يتغير الوضع برمته.

 

ووجهت الشروقي رسالة إلى التلفزيون أن يهتم بالمهرجانات الفنية أكثر من هذا وطالبته أن يتيح مساحة أكبر من بثه لعرض المسرحيات التي تعرض بالمهرجان بثاً مباشراً حتى يتعرّف الجمهور على أن في قطر فناً ومسرحاً وممثلين ومخرجين وحركة فنية. وطلبت أن يساهم في دعم إنجاح مهرجان المسرح المحلي بالإعلان عنه وحث الجمهور على حضور العروض لأن الشعب من حقه أن يعرف فنه ويتابعه وبهذا يكون له دور حقيقي في دعم الفن.

 

وأما إذاعة قطر فطالبتها بإحياء الدراما الإذاعية التي توقفت الفترة الأخيرة تماماً، فما عادت إذاعة قطر تنتج مسلسلاً واحداً وتساءلت قائلة، هل معنى هذا أن الإذاعة أغلقت قسم الدراما الإذاعية للأبد؟.

 

بينما أكدت الشروقي أن الجمهور معذور في عدم حضور المهرجانات المسرحية فهو لا يدري عنها شيئاً بسبب عدم الدعاية لها وعدم التعريف بوجودها ولو أنه أعلم بذلك فأعتقد أنه لن يتوانى عن الحضور للاستمتاع بما يقدّم على خشبة مسرح قطر الوطني من فن راق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى