من أبطال الشطرنج .. كسباروف وسلطان خان

الجسرة الثقافية الالكترونية
*خالد السروجي
انضم كسباروف بطل العالم فى الشطرنج الى الحزب الشيوعى عن سنة 1984 وأصبح عضوا فى اللجنة المركزية للكومسو مول سنة 1978 .
ولكنه ترك الحزب الشيوعى عام 1990 وانخرط فى تكوين الاحزاب المئاوئة للحزب الشيوعى (الحزب الديمقراطى الروسي) جبهة احزاب اختيار روسيا وشارك في الحملة الرئاسية للرئيس بورس يلستن، ثم ائتلاف روسيا الأخرى المعارض لحكومة الرئيس بوتين.
وفي عام 2007 دخل كسباروف معركة الترشح للرئاسة كمرشح لروسيا الأخرى ضد الرئيس بوتين.
وقد اتهم كسباروف بالمقاومة وتنظيم معارضة غير مسموح بها وتم اعتقاله على اثر اقتحام 100 معارض خطوط البوليس واقتحام لجان الانتخابات التي منعت أعضاء روسيا الأخرى من الترشح للبرلمان.
وتقدم كسباروف للترشيح لرئاسة الجمهورية ضد بوتين الا انه وضعت أمامه العراقيل عن طريق أجهزة الامن الروسية، وعجز عن استئجار قاعة تتسع لخمسمائة مندوب للتصديق على ترشيحه، وكان ذلك من شروط الترشيح، ورفضت لجنة الانتخابات أقتراحا بأن يتم عقد عدة اجتماعات في قاعات صغيرة وفي وقت واحد بدلآ من اجتماع واحد فى قاعة كبيرة.
وعلى أثر ذلك أعلن كسباروف انسحابه. وكان من بين أول 34 من مفاتيح المعارضة لحملة الرئيس بوتين والموقعين على شعار “بوتين يجب أن يذهب”.
• سلطان خان
تراه على رقعة الشطرنج هادئا لا يظهر أي عاطفة أو انفعال، سواء كان الموقف سيئآ أو جيدآ، لا يسطير عليه إلا اعتقاد واحد هو أن من يركز أكثر هو الذي يكسب.
للمجد والمأساة في حياة سلطان خان بعد أن إنساني عميق يتصل بحرية الإرادة – التي تتجلى في لعبة الشطرنج – من جهة، وقيود الواقع التي تفرضها الحياة من جهة أخرى, وقد كان مأساة سلطان خان في قيود العالم الخارجي التي كانت تكبله وتفقده السيطرة على مصيره.
ولد سلطان خان علم 1905 بإقليم البنجاب وكان خادمآ في مقاطعة أحد المهراجات وهو السير عمر حياة خان، وتعلم الشطرنج الهندي في سن التاسعة، وكان الشطرنج الهندي قريبا من الشطرنج الاوروبي الحديث. ولكنه تعلم الشطرنج الاوروبي عام 1926، وفي خلال سنتين تمكن من الحصول على بطولة الهند.
وفي عام 1929 سافر مع سيده المهراجا الى انجلترا، وكانت له مسيرة ناجحة رغم العقبات التي صادفها ومنها عدم قدرته على التواصل مع اللغة الانجليزية مما أثر على قدرته على قراءة كتب الشطرنج وحرمه من الاستفادة منها، ورغم تلك العوائق فقد تمكن من الحصول على بطولة “انجلترا” بعد أشهر من وصوله اليها عام 1929.
وطوال وجوده في انجلترا وأوروبا كان يعتبر واحدآ من أفضل عشرة لاعبين في العالم، وكان من القلة النادرة التي اثنى عليها بطل العالم كابابلانكا.
وفي أوج قوته وتألقه وسعيه الحثيث نحو القمة الى بطولة العالم للشطرنج، قرر سيده ترك انجلترا والعودة الى الهند. ونزل سلطان خان من صفوف الابطال المبهرين الى صفوف الخدم مرة أخرى في معية سيده، وكان ذلك في عام 1933.
ودخل في متاهة النسيان ولم يعد يذكره أحد.
ولكن سيده عندما مات ترك له مزرعة صغيرة، وهناك عاش بعيدا عن الأضواء راضيا بقدره، ولم يحاول أن يتمرد على هذا القدر القاسي.
وفي عام 1958 زاره صديق له من الزمن الجميل، فوجده يجلس في ظل شجرة يدخن النارجيلة، ويثرثر مع جيرانه من المزارعين، بينما الفلاحات يعملن في الأرض.
ظل سلطان خان راضيا بحياته، لايظهر إلا القليل من الأسى، حتى مات عام 1966.
لم يكن القرار لسلطان خان في حياته ومصيره، وإنما كان القرار بيد الحاكم المهراجا عمر حياة خان حاكم المقاطعة التي يملكها وما عليها ومن عليها من البشر. ورغم أن العالم كان يرى في البطل الشطرنجى الهندي عبقرية نادرة، ويعتبره مؤهلآ للحصول على بطولة العالم، فإن سيده المطلق الارادة كان يراه مجرد خادم ليس له رأي في حياته الخاصة. إنسان بلا حقوق، كانت تلك هي المأساة.
المصدر: ميدل ايست اون لاين