من سنديانة لبنان الدهرية

الجسرة الثقافية الالكترونية-العربي الجديد-

 

 

 

*محمد البعلبكي

 

غياب منح بك الصلح يخسر الفكر العربي احد عمالقته.

إنه من أرومة صلحية متجذرة في التاريخ اللبناني.

منذ يفاعته في عائلة اعطت الوطن ودنيا العروبة رجالاً كباراً في السياسة والديبلوماسية والوظيفة والادب والفكر، كان منح الصـلح مشرئباً دائماً نحو العطاء. ومع الايام ناضل في سبيل فكر قومي. فكان رائداً من رواد القومية العربية. وأسـس «دار الندوة» عـام 1987 و«اللقاء الوحدوي» عام 1992، والمنتدى القومي العربي عام 1990، والمنتدى القومي الاسلامي عام 1994.

صرف منح بك الصلح عمره المديد متكئاً على عصا الكتابة. فكتب في كبريات الصحف اللبنانية والعربية مقالات في شـتى فنـون المعـرفة، على ان الكتابات في الفكر القومي كانت الغالبة.

كان عروبياً بامتياز. وحبه للعروبة رافقه وهو على مقاعد الجامعة الاميركية. وفي هذه الجامعة كان احد تلاميذي. ويومها توسمت فيه خيراً.

فمنح الصلح فطر على قولة الحق والغرف من معجن العلم حتى الثمالة.

كنت أحد أساتذته في الجامعة الاميركية. وبعدما تخرج وانهمك في الحياة الدنيا أسمح لنفسي أن أقول: «كنت له معلماً فغدوت له تلميذاً».

منح الصلح هذا المفكر العملاق الذي رحل عن دنيانا يبقى في الذاكرة اللبنانية والذاكرة العربية مفكراً رائداً.

صرف العمر ممسكاً بيراع غمسه في مداد الصدق والعزم. إنه من سنديانات لبنان الدهرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى