مها طنبوز توقع \”حرير المعنى\” وتبوح بمكنونات المرأة العاشقة

الجسرة الثقافية الالكترونية – خالد سامح –
وسط حضور لافت لحشد من المثقفين والفنانين الأردنيين وقعت الكاتبة الأردنية المقيمة في قطر مها طنبوز أمس الأول كتابها الأدبي الأول الموسوم بعنوان “حرير المعنى”، وذلك في مقر رابطة التشكيليين الأردنيين بجبل اللويبدة، حيث تضمن حفل التوقيع الذي أداره الشاعر عصام أبو الراغب قراءات نقدية وجمالية قدمها التشكيلي والشاعر محمد العامري والناقد سمير الشريف ومصاحبة موسيقية على آلة العود.
وفي تقديمه للكتاب الذي توزعه دار موزاييك في عمّان قال الكاتب والناقد سمير الشريف ان كتاب “حرير المعنى” يتضمن ثيمة محورية ارتكازية تتجلى في الحب بكل مافيه من ظلال ودلالات وايحاءات، مشيرا الى أن نصوص الكتاب ليست غير تنويع على مفردة الحب والوجد بايقاعات متباينة تصب في معنى”أنا أحب اذا أنا أحيا”.
وقدم الشريف عددا من نصوص الكتاب التي رأى أنها تتميز بما أسماه “عبقرية البساطه “، حيث قال ” اقتطف بعض توهجات “حرير المعنى” لمبدعة تصالحت مع وجودها وكينونتها وأنوثتها، فهي تقول:
لملذاتي القمرية، وداعة قدسية تقفز بفرح على أنغام خاصرتي
ويأتي في الكتاب أيضا:
تتهجى برغبته الف باء القسمة والحب..وتطارد الفراشات من أجلك وأجلها”.
“ان منطقة دقيقة نقبض عليها في كتابات مها طنبوز تمكث في بوح الذات البعيدة، تلك الذات التي تسرق الألفة مع المحيط وتذهب مباشرة الى اغتراب الكاتبة عن محيطها الاجتماعي وتجلياته المعرفية التي لاتتوافق وحضورها الانساني كطموح مشروع لاي كاتب أراد التمرد على ذاته ومحيطه في آن”…بتلك الكلمات استهل التشكيلي محمد العامري تقديم انطباعاته الجمالية حول كتاب “حرير المعنى”…وتابع ” ماندركه في الكتاب هو حوار قاس مع الآخر الذكوري، حوار أسبه بالمطارده في مساحة مفتوحة لايمكن القبض عليها فما يشف عنه النص من استدراج في معرفة الآخر يبوء بالخيبة تماما كما لو أن الآخر عصي على التدجين حيث تقول:
يا آدمها..لاتفكر كثيرا
تملك قلبها
املأها بألوانك
خذها بين ذارعيك
واعلن عليها الحب”
واستعرض العامري بعضا من الملامح اللغوية الجمالية في كتاب مها طنبور الجديد، وأهمية التخييل القائم على البساطة في نصوصها وعمق تعبيريتها في بث المشاعر كما قال.
والد الكاتبة مها طنبوز الشاعر شفيق طنبوز أضاء الأمسية بمداخلة موجزة قدم فيها شهادته بابداعات ابنته مشيرا الى أنها تختط طريقا صعبا في حياتها لأن الكلمة مسؤولية كبيرة كما قال، ونوه باللغة الشعرية الابداعية والعاطفة الجياشة في نصوص مها وماتكتنزه من ايقاعات شعرية رشيقة، متمنيا لها التوفيق في حياتها الابداعية والمهنية.
واختتمت الأمسية بتوقيع مها طنبور كتابها للحضور من كتاب وصحفيين وأصدقاء، وذلك بعد أن قرأت عددا من نصوصه التي فاضت بالبوح الوجداني الشفيف، والأساليب التعبيرية الموجزة والمكثفة، كذلك الايقاعات الموسيقية الرهيفة، ومن أجواء الكتاب نختار:
في أحلامك … صولي وجولي كما تريدين
و في يقظتك … حاصري نفسك كما تشاءين
لكن مهما فعلت يا لَيْلاي سوف تدركين
أن لا شيء سوف يخفي نعومة أنفاس أنثى مُغرمة
حتى وإن اختبأت من خلف ترسانة من ياسمين
تجدر الاشارة الى أن مها طنبور درست التمريض وبرمجة الكمبيوتر في الأردن، قبل أن تنتقل الى قطر للعمل هناك في مجال الصحافة الالكترونية حيث تشرف حاليا على موقع نادي الجسرة الثقافي الالكتروني.