«مهرجانات بيبلوس».. لانغ وخليفة وياني وما يطلبه الشباب

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-
تنطلق «مهرجانات بيبلوس الدولية» هذا العام في الثالث من تموز المقبل، مع عازف البيانو الصيني الشهير لانغ لانغ الذي اعتبرته صحيفة «نيويورك تايمز» «أهم فنان في الموسيقى الكلاسيكية في العالم»، كما يوصف بأنه «مستقبل الموسيقى الكلاسيكية»، وأنه ألهم أكثر من أربعين مليون طفل صينيّ لتعلم عزف البيانو الكلاسيكي. ومع كونه في الثانية والثلاثين من العمر فإن شهرته انتشرت بسرعة غريبة. يعزف باستعراض فاتن مزاوجاً بين فضاء الموسيقى ومشهدية الجسد. يقيم حفله الجبيلي مع الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو داريل انج.
برنامج الاحتفال قُدم في مؤتمر صحافي افتتحته رئيسة المهرجانات، لطيفة اللقيس، مؤكدة اختيار إدارة المهرجانات لأفضل البرامج الفنية الدولية، ومشيرة إلى التعاون مع مجموعة العمل المحلي Via Appia، في معارض وأنشطة مختلفة على هامش المهرحانات. بعدها كلمة حبيب لحود ممثلاً بنك انتركنتيننتال اللبناني الداعم للمهرجانات، ثم كلمة وزير السياحة ميشال فرعون الذي أعلن في المناسبة أن مهرجانات بعلبك هذه السنة سوف تقام في قلعة بعلبك، وسط تدابير أمنية تطمئن جمهور المهرجانات. وكانت كلمة لوزير الثقافة، ريمون عريجي، أكد فيها أهمية التفاعل الثقافي في لبنان والمستوى الدولي للمهرجانات. بعده تحدث رئيس بلدية جبيل، زياد حواط، فأعلن عن «إطلاق حملة ترويجية لتسويق المدينة تحت شعار we love byblos لعام 2014». لتختتم الكلمات مع الفنان مارسيل خليفة، المشارك في أمسيات «بيبلوس» هذا العام، بنص أدبي أكد فيه عودته الطبيعية إلى مدينة جبيل، بعد أن «قلّب مدن العالم ورقة ورقة»، فكانت كلمته عبارة عن بيان حب للمدينة، مصوغ بلغة شعرية مكثفة وعميقة.
أمسية خليفة (17 تموز) سوف تكون ثانية الأمسيات في برنامج المهرجانات الذي عرضه المنتج الفني للمهرجانات ناجي باز، مستعرضاً بتوصيف لبق وخبرة جلية فقرات البرنامج. وقال إن خليفة سيغني مع فرقته «الميادين» التي يأتي عدد من أعضائها من دول أجنبية، بالإضافة إلى ستين منشداً وثمانين عازفاً في الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، بقيادة هاروت فازليان.
ويعود الفنان الأميركي اليوناني الأصل ياني (19 تموز) إلى مهرجانات جبيل للسنة الثانية على التوالي، بعد إلحاح من جمهوره اللبناني الذي لم يتسنَّ له حجز بطاقات لحفلتيه الحاشدتين في مهرجانات العام الماضي، وقد وعد حينها بتلبية الدعوة هذه السنة ووفى بوعده.
الأمسية الرابعة (29 تموز) مع الفرقة البريطانية MASSIVE ATTACK التي أثبتت حضورها خلال 20 عاماً في مهرجانات العالم، ثم فرقة EPICA (2 آب)التي غرقت صفحة مهرجانات بيبيلوس على «الفايسبوك» بمطالبة الشباب بمشاركتها. تليها أمسية المغني البلجيكي ستروماي الذي بيع من ألبومه الثاني Racine Carree أكثر من مليونين ونصف مليون نسخة. وفي 6 آب حفلة مزدوجة يبدأها مولاتو أستاتكي، «أب الجاز الأثيوبي»، الذي يعزف الموسيقى الأثيوبية التراثية ويجمع بين الموسيقى الأفريقية واللاتينية، يليه الفنان اللبناني إبراهيم معلوف (ابن شقيق الكاتب الشهير أمين معلوف) الذي بدأ تجاربه الموسيقية في باريس، مستخدما الترومبيت للموسيقى الشرقية، وقد بات اسمه معروفاً في العالم. يليهما المؤلف وعازف البيانو الأرمني اللبناني غي مانوكيان (13 آب) الذي سجل واشتغل مع عازفين عالميين. على أن تختتم الأمسيات بفرقة أميركية اسمها «بيروت»، وهي تتمتع بشهرة كبيرة في الولايات المتحدة والعالم، وقد قال مؤسس الفرقة زاك كوندون أنه أطلق هذا الاسم على فرقته عندما تذكر أنه سمع صوت فيزوز وهو صغير.
البرنامج الذي يضم تسع حفلات يعتبر مكثفاً بالمقارنة مع عدد حفلات المهرجانات الأخرى. وهذا ليس غريباً على القائمين على هذه الأنشطة، وقد لاحظنا تألق مهرجانات بيبلوس في السنوات الأخيرة، وقدرتهم على اختيار فرق عالمية مهمة، بالتوازي مع استدراجهم دعم المدينة ومؤسسات أخرى، ما يؤهلهم لإغراء الجمهور اللبناني بموسيقى راقية، وغناء يضيء مدرجات القلعة، وفرح يملأ قلوب الساهرين.