مهرجان البردوني في صنعاء.. ردٌّ على ثقافة الموت

الجسرة الثقافية الالكترونية
ميسون الإيرياني
اختتم نهار أمس في صنعاء مهرجان الشاعر اليمني عبد الله البردوني، والذي جاء في إطار فعاليات «الجبهة الثقافية ضد العدوان» واستمرّ على مدى ثلاثة أيام «تأكيداً على دور الفن والحياة في مواجهة الحرب والظلم ودور البردوني الفاعل حتى الآن في رسم الطريق النضالي»، بحسب ما قالته رئيسة الجبهة الثقافية الدكتورة ابتسام المتوكل، التي أكدت بأن ذكراه ستظل في ضمير كلّ يمني غيور على أرضه وعرضه وحثت كلّ مثقفي البلاد على استلهام قصائده وحياته والعمل في وحدة لردع العدوان الغاشم الذي يستبيح كل شيء، على حد تعبيرها.
حضور الشاعر البردوني الذي أصيب بالعمى في عمر مبكر لم يقتصر على قراءة قصائده الثورية واستلهام مواقفه الوطنية بل امتدّ إلى عرض فيلم وثائقي قصير تحدث فيه البردوني بذاته عن مأساة عماه وكفاحه في الكتابة والعمل الوطني. وتفاعلاً مع اللحظة الوطنية التي يمرّ بها اليمن صعد شعراء وشاعرات تناوبوا بعد ذلك في إلقاء قصائدهم وقصائدهن الحماسية واعتبرها الحضور بقيمتها الوطنية والجمالية الردّ الأوفى على ثقافة الموت التي ينتهجها ويروّج لها العدو منذ عقود.
باحثون وناقدون ولغويون غاصوا من خلال مجموعة من المقالات الفكرية والنقدية في التجربة الشعرية والنضالية والإبداعية العبقرية للشاعر الكبير، فاستحضرته الشاعرة الشابة نبيلة الشيخ «وطنياً وساخراً»، واستدعت الباحثة أمة الرزاق جحاف أثر الآثار والتراث اليمني الإنساني في شعره، متسائلة في عنوان ورقتها «لماذا استُهدف سد مأرب؟». أما الشاعرة إيمان الشهاري فقد تحدثت عنه بصفته عرّافاً، حيث أشارت إلى قصائده التي كتبت قبل عقود، وتصف تماماً ما يحدث الآن كما لو أن البردوني يعيش ويرى ما يحدث، بالإضافة إلى أوراق نقدية أخرى قدمها مجموعة من الباحثين. توثيق المأساة والحرب الأكثر نزاهة وخلوداً للأجيال القادمة وللعالم حاضراً ومستقبلاً، كما قالت بأن الجبهة الثقافية تجلّت من خلال القصة التي حصلت على مساحة كاملة في اليوم الثاني من المهرجان، واستغلتها الجبهة للإعلان عن مسابقاتها في الرواية بجائزة قدرها مئة ألف ريال ما يعادل الخمسمئة دولار بالإضافة لنشرها وتوزيعها على أوسع نطاق.
أنشطة الجبهة الثقافية لن تتوقف عند هذه الفعاليات كما أكد البيان الختامي للمهرجان، على أن تستمرّ أنشطتها برغم القصف ودوي الطائرات الذي كان يفرض حضوره طيلة أيام المهرجان الثلاثة، مؤكداً أن ذكرى البردوني وقصائده لا يجب أن تنتهي بانتهاء هذا المهرجان، وبأن الشعب اليمني والعربي كافة لا بدّ له من إفراد دراسات أكثر حوله إكراماً لنضالاته ودوره الوطني الذي يعتز به اليمنيون خاصة، واصفين إياه بالرائي أو نبي الشعر والوطن والعرب الذي يُعِدُّون البردوني شاعراً عظيماً لا يختلف عليه وفيه أحد.
المصدر:السفير