مهرجان المسرح الجامعي الـ25 … الشبّان على الخشبة

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

بلال سليطن 

 

مواهب شابة يقدمها «مهرجان المسرح الجامعي السوري» في نسخته الخامسة والعشرين مستقطباً عروضاً من مختلف المحافظات السورية الجريحة: «حلب، حمص، الحسكة … إلخ» معيداً للمسرح الجامعي في تلك المحافظات نبضه الذي كادت الأزمة تصيبه بالسكتة. يقول مدير المهرجان الذي تستضيفه اللاذقية «هاشم غزال» رغم الهجرة ومخلفات الحرب ما زال لدينا مواهب عديدة نقدمها للجمهور من خلال هذا المسرح الجامعي الذي يتسم بروح الشباب السوري المبدع الذي لا يستسلم للحرب.

ربع قرن من الزمن قدم خلالها المسرح الجامعي مخرجين وممثلين وكتابا وحتى فنيين للحركة المسرحية السورية، وهو يكرم في دورته الحالية بعض الذين أعطاهم وأعطوه من جهدهم الفنانة «رغداء جديد» والمخرج «رفعت الهادي» و»حسين ناصر» وهم من أعمدة هذا المسرح وقد عملوا فيه منذ بداياتهم إلى جانب «هاشم غزال» الذي خلع القبعة في نهاية عرض الافتتاح في مشهد قُرِئ على أنه رغبة في تسليم الراية لوجوه جديدة.

اتسعت مروحة المكرمين في هذا المهرجان الذي يقدم عشرة عروض مسرحية لممثلين جامعيين يريدون أن يشقوا طريقهم في مجال المسرح مقدمين مواهبهم المتنوعة بين التمثيل والتأليف والإخراج وصولاً إلى الرقص والإيماء، وتتنافس العروض في ما بينها على نيل جائزة المهرجان. تقول «ميسون علي» رئيس قسم الدراسات في المعهد العالي وعضو لجنة التحكيم إنهم وضعوا معايير تتعلق بالجانبين الفكري والفني، وإن العرض الذي سيحقق التكاملية الفنية والارتباط بالواقع ستكون الجائزة من نصيبه، مشيدة بتجربة المسرح الجامعي وبعفوية وصدق هؤلاء الشباب.

يعد المهرجان خطوة في طريق تتابعي لضخ دماء جديدة وتحقيق تقدم فني وفكري حسب وجهة نظر المخرج «رفعت الهادي» من السويداء، «الهادي» مشرف على عرضين مسرحيين مشاركين وهو يشير إلى أنهم اعتمدوا في صناعتهما على الواقع السوري، منطلقاً من مبدأ مسرحة الواقع ضمن غائية وقصدية معينة حسب تعبيره مبيناً أنهم صاغوا حياتهم في هذه العروض.

افتتاح المهرجان كان بعرض «مواويل شرقية» لـ «هاشم غزال» وهو من خارج المسابقة، وقد استطاع العرض تغيير الصورة الباهتة التي فرضتها بعض الخطابات وتبريكات حضور المسؤولين الذين طال تقديمهم ربع ساعة، حيث اعتمد العرض على اللوحات الإيمائية والمشاهد الحوارية الجماعية التي بدت وكأنها صراع بين الخير والشر باللونين المعتادين «الأبيض والأسود» وقد كان لافتاً أن المخرج لم يعطِ الشر المطلق للأسود ولا الخير المطلق للأبيض، وإنما حاول إظهار الأبيض في الأسود والأسود في الأبيض ليسقطهما على أطراف الصراع في سورية، إلا أن عامل القمامة في العرض خلع ثيابه الملونة وبقي يرتدي الأبيض وكأنه أراد أن ينتصر للسلم على حمام الدم الذي غرقت به البلاد.

المهرجان يستمر حتى يوم السبت القادم حيث يكون الختام وإعلان النتائج، وقد تميزت الدورة الحالية عن سابقاتها في أن العروض لن تكون على خشبة واحدة فقط حيث سيتم نقلها بين مسارح المحافظة لكي يتسنى لأكبر عدد من الجمهور مشاهدتها، وهي بادرة لاقت استحسان المهتمين بالشأن المسرحي وقد رأوا أن من شأنها تطوير العلاقة بين المتلقي والمسرح، فالمتلقي بحاجة كي تذهب العروض إليه أكثر من أن تنتظره ليأتي إليها في ظل اجتياح شاشات التلفزة والتكنولوجيا لكل منزل.

 

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى