مهرجان نصرة غزة يجسد دعم قطر للشعب الفلسطيني

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

أكد عدد من المُثقفين والفنانين القطريين أن مهرجان “نصرة غزة” الذي انطلق مساء الجمعة بالحي الثقافي “كتارا”، يؤكد دور الفنان في دعم قضايا أمته في كل مكان، وأن دور الفن والثقافة يجب أن يكون في خدمة قضايا الأمة، مؤكدين أن الجانب الثقافي والفني يشكل أحد الأوجه البارزة في دعم القضايا الإنسانية بشكل عام، وحقوق الشعب الفلسطيني بشكل خاص، وأن تنظيم مثل هذه الفعاليات يؤكد دعم قطر لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها قضية فلسطين قضية العرب المركزية ودعم صمودها أمام الاحتلال والعدوان الإسرائيلي.

 

كما عاب بعض الفنانين على غياب دور الفنان القطري في هذه الاحتفالية التي لم تكن على مستوى الحدث، مؤكدين أن عدم وجود جمعية فنية تضمّ كل المبدعين والمثقفين في قطر هو السبب الرئيسي في الدور السلبي للفنانين في قطر.

 

رسالة الفن

في البداية أكد الفنان التشكيلي علي حسن الجابر أن القضية الفلسطينية من القضايا القومية والعربية والإسلامية التي يجب أن تكون في مقدمة أولوياتنا، مؤكدًا أنه على كل عربي أن يقدّم دعمه لهذه القضية كل حسب مجاله سواء كان طبيبًا أو مهندسًا أو أديبًا أو فنانًا.

 

وأضاف الجابر: إن هذا المهرجان التضامني يؤكد الدور الهام للفن في نقل معاناة أهلنا في غزة للمجتمع الدولي، مؤكدًا أن رسالة الفنان هي التعبير عن آمال أمته وآلامها والتذكير بجراحها دائمًا ما دامت تنزف، موضحًا رسالة الفن الأساسية وهي تقديم قضيته للعالم عن طريق فنه.

 

وعن دور قطر الداعم لغزة سياسيًا ومعنويًا وماديًا أكد الجابر أن قطر كانت وما زالت دومًا داعمة للقضية العربية في كل زمان ومكان، مؤكدًا أن موقف قطر تجاه غزة نابع من شعورنا في قطر بواجبنا تجاه إخواننا في غزة لدعمهم في صمودهم ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم.

 

قوة الكلمة

الشاعر والأديب محمد السادة أكد أن الأدب والثقافة لهما دور مهم جدًا في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن الكلمة قد تكون في بعض الأحيان أقوى من طلقات الرصاص، وأن الشاعر يجب عليه أن يصوّر بقلمه وقصائده معاناة إخوانه المسلمين في كل مكان، مشيرًا لقصيدته التي قدمها لدعم صمود غزة.

دور سلبي

من جانبه اعتبر الفنان المسرحي عبدالله أحمد أن دور الفنان القطري سلبي جدًا، فلم يفكر أي شخص أن يقدم عملاً مسرحيًا أو حفلاً غنائيًا يُخصص دخله لمساعدة أهل غزة، حيث أكد أن هذا الدور كان غائبًا على كافة المجالات سواء المسرح أو الموسيقى أو حتى الفنون الشعبية.

 

وأرجع الفنان عبدالله غياب هذا الدور إلى عدم وجود جمعية خاصّة للفنانين تتولى دعم وتقديم مثل هذه الحفلات، مؤكدًا أنه كان يجب على وزارة الثقافة أن تقوم بهذا الدور وأن تساهم بتنظيم حفلات فنية كبيرة يتم فيها دعوة فنانين محليين وعرب، وأن يكون سعر التذكرة فيها أكثر من 200 ريال حتى يكون المدخول الموجّه لدعم غزة كبيرًا، وأشار الفنان عبدالله أحمد إلى أن دور السفارة الفلسطينية في قطر أيضًا غائب وسلبي، فلم تقدم السفارة على تقديم أي فعاليات يُخصص دخلها لإعانة قطاع غزة.

 

أما على الجانب الدولي فأكد أن دور قطر السياسي تجاه غزة لا يستطيع أحد إنكاره، فقطر من أولى الدول التي تدعم غزة سياسيًا وماديًا، في وقت السلام وفي وقت الحرب.

 

7 صور فوتوغرافية

المصوّر الفوتوغرافي محمد الحاصل اتفق مع الفنان عبدالله أحمد على غياب دور الفنان القطري عن هذه الاحتفالية الكبيرة، مشيرًا إلى أن التقصير ينال كلا من الفنانين والمسؤولين عن تنظيم هذا المهرجان، فالفنانون كان يجب عليهم أن يبادروا بتقديم أنفسهم للمشاركة في هذه الاحتفالية، وكذلك المنظمون كان يجب عليهم التواصل مع الجهات المسؤولة عن الأنشطة الثقافية في قطر.

 

مؤكدًا أنه حاول أن يقدّم ولو شيئًا بسيطًا، وقام بالاتصال ببعض الجهات الخيرية لإقامة مزاد على 7 صور فوتوغرافية، على أن يتم تقديم ريعها لأهل غزة لكنه لم يحصل على أي ردّ، مشيرًا إلى أنه شرف كبير لأي فنان أن يشارك في هذا المهرجان وأن يقدم أي شيء بسيط لإخواننا في غزة.

 

وأضاف: إنه يتمنّى لو كان يستطيع أن يلتقط بعدسته صورة لمعاناة الناس والأطفال في قطاع غزة، مؤكدة أنه شرف لأي مصوّر فوتوغرافي أن يكون متواجدًا هناك وينقل ما يحدث من جرائم في حق الشعب الفلسطيني للعالم أجمع.

 

وعن الموقف القطري أكد أنه مشرّف ويرفع الرأس، وأن دور قطر ليس بالكلمات وإنما بالأفعال، وأيادي قطر البيضاء واضحة ليست في فلسطين فقط بل على المستويين العربي والإسلامي.

 

مزاد لدعم غزة

بدوره قال الفنان يوسف السادة رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للفنون التشكيلية أن الجمعية شاركت في فعاليات مهرجان نصرة غزة، حيث تمّ تنظيمه بالتعاون مع كتارا وكمشاركة في هذا المهرجان التضامني تعبيرًا عن دعم الفنان القطري لأهل غزة ونصرة قضيتهم.

 

وأوضح أن الورشة شارك فيها أكثر من 20 فنانًا كل منهم استخدم أدواته وأسلوبه ليعبّر عما يجيش في نفسه تجاه هذه القضية ليتم ذلك في أعمال فنية راقية تجسّد واقع أهل غزة بين الجراح والآلام والصمود والأمل في نفس الوقت، مشيرًا إلى أن هذه اللوحات سيتم عرضها في معرض الجمعية السنوي الذي يُخصص لإنتاج الورش.

 

وأضاف: إننا نلتزم برؤية مؤسسة الحي الثقافي في كيفية الانتفاع بهذه اللوحات إن فكرت في إقامة مزاد عليها لإضافتها لدعم غزة، فالأمر متروك لإدارة الحي الثقافي، مؤكدًا أن سلاح الفنان هو ريشته وهو الذي يدعم به إخوانه في غزة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى