مواطن عربي لا يجيد تنظيم مشاعره – محمد غالي الدليمي

الجسرة الثقافية الالكترونية
*محمد غالي الدليمي
المصدر / دنيا الراي
دمار وقتل وانتهاك وفرقة وتشرذم وعدم استقرار في : فلسطين – غزة .. سوريا .. العراق .. لبنان .. مصر .. ليبيا .. اليمن .. السودان .. البحرين .. تونس .. وباقي الدول العربية في الطريق .
أمام كل منبر و كرسي حاكم .. وشاشة اعلام .. جلسنا .. حفظنا كل توجيه رسمي .. وكل خطبة عصماء أو خرساء أو بلهاء .. احترفنا التصفيق والتقديس والإنصياع .. حفظنا كل كلمة وفقرة من الدستور والقانون والتشريع و الدجل وكل كلمة حق يراد بها باطل .. صدأت ظهورنا من الإنحاء للحكام والحجاب والملوك والشيوخ والآيات والصدور .. أطال الله عمرك سيدي … حاضر يا مولانا .. فدوة للحزب والطائفة .. ابشر يا طويل العمر .. رهن الإشارة حنا يا وطن بنكون .. أبشر يا معلم ..
ضاعت القدس .. ونحن رهن اشارة لم تأتي ولن تأتي .. دمرت غزة على رؤوس اهلها .. ونحن راكعون ساجدون .. لغير الله .. أكل التمساح الفارسي والداعشي بغداد العراق .. ونحن غارقون في سبات طائفي بغيض ومحاصصة اصابت بغداد بالتخمه .. قسموا جنائن الشام .. وقطعوها واقتلعوا البذور .. ونحن لا زلنا نقدم للحبيبة باقة ياسمين شامي .. ونغني قصائد نزار .. وننطق ( الراء ) غاء .. صرخ بوجهنا ملك ملوك افريقيا .. من أنتم ..فقتلناه .. ولازلنا تائهين في صحراء عمر المختار رحمه الله .. أحرقنا وجه علي عبدالله صالح .. فأتعس الدخان بلد اليمن السعيد .. فهمنا زين العابدين بن علي .. ولم يجد شعب تونس من يفهمه .. همس لنا مبارك ( سأظل ) .. ولم تجد أرض الكنانة ظلا بعده . وأما لبنان .. فبلد محكوم بلا حاكم .. وهوية ولاء مفقود ..
بائسون .. منقسمون.. جالسون .. نائمون .. قانعون .. خانعون .. نجيد الولاءات .. ولا نملك ولاء واحدا لأوطاننا .. يتحكم فينا الجبناء .. ويتقدمنا الخونة و ( العواينية ) وبائعوا الذمم .. ولا نجيد سوى الدندنة والولولة .. بـ ( انا لله وإنا إليه راجعون .. )
صنفونا .. قسمونا .. حزبونا .. ونحن كالقطعان .. راكضون خلف كبير الماشية .. يشتم بعضنا بعضا .. يكفر بعضنا بعضا .. يقتل بعضنا بعضا .. ثم ننعت الحال بأنه مؤامرة .. محلية أو دولية أو كونية .. أو سايس بيكو جديدة .. وبعد أول صاروخ على غزة .. نتذكر فلسطين .. و ندعي أن لدينا قضية إسمها فلسطين .. ونتشدق بها .. نصرخ بها .. نبكي لها وعليها.. ندعمها ونحن من قدمها لليهود على طبق من ضعف .. وإنقسام . . فهذا مقاوم كذوب .. وهذا ممانع لعوب.. والجميع .. خاذلون .. مخذولون .. بين من يستغل فلسطين للمزايدة .. وبين من يستغلها .. للمصالح الشخصية .. وبين من يمول مقاومتها .. لتكون ورقة ضغط .. لمصالحه .. وبين من يعتبرها مادة دسمة ( ولا نشكك في مشاعر المواطن العربي البسيط )
لنصارح أنفسنا ونتهجم عليها بدل أن نتهجم على الآخر .. دعونا لمرة .. لا نكذب على أنفسنا ..
نحن شعوب : لا نعرف الوقوف والإصطفاف .. إلا خلف حضرة الطائفة الكريمة .. أو الحزب المبجل .. أو خلف حضرة السلطان و حرمه المصون قنوات الإعلام .. ولا نجيد الوقوف امامهم او بجانبهم .. او كالمراقب عن كثب . يا ايها الكاذب على نفسه وأمته .. امرك الله ان تفكر وتتدبر .. فتعلم .. وفكر بعيدا عن اعلامك المضلل .
يا سادتي .. يا أمة الإرهاب في بلادي .. هل نحن أمة وسط .. أم أمة مخصية .. لا نسل فيها من سيوف خالد ..؟ هل كان حقا جدنا القعقاع ..؟ هل نحن خير أمة قد أخرجت ؟.. أم إن ذل الأرض كله لنا .. ؟
سحقا لنا من أمة جوفاء .. أمة الورق .. أخبارنا نفاق .. أقلامنا لخدمة الأجندات العامة والخاصة .. كلامنا .. شعارنا .. وعودنا ( أستيكة وبندقية ) بالليل والنهار .. نمسح الحروف من شفاهنا ، نقتلع الوعود من إنساننا .. كي نستطيع أن نمارس الطعام والجنس والكيف .. و دون أن نزعج ضمائرنا .. سوى بدقيقة صمت . أو بسطر معبر على صفحات الفيس بوك .. وتويتر .. وبمراقبة أمنية عربية وغربية .
يتمتم الدرويش في محرابه .. ويبحث الشباب عن عمل .. ويصرخون في وجوهنا أن حرروا النساء .. ونحن أمة لا نستطيع أن نحرر الوطن .. لا نستطيع أن نحارب الجراد في بلادنا .. لا نستطيع أن نصارع الذباب في البيوت .. فمن يحارب الذباب في بلادنا تبحث عنه أمريكا بتهمة الإرهاب .. يسحبه الأعراب من خيشومه .. يصير قربانا لأمريكا .. ويعلن اليهود يوم الشكر يوم مقتله .. شلوم .. شلوم عرب .
إعلامنا أشد فتنة من الفتنة الأشد من القتل ,,
في الجزيرة الغراء : لم ينتهي عهد مرسي والإخوان بعد .. حتى اصبحت قناة الجزيرة قناة مصرية ..
وفي العربية : برامج ملغمة عن التطبيع مع اليهود والترغيب في أمريكا .. والهجوم على الإسلاميين .
وفي الميادين : ترويج لبلاد فارس على مدار الساعة .
وفي تلفزيونات الخليج : غادر السلطان ثم عاد ، وأرتفع سعر النفط الخام ونحن مفلسون ،
وفي الكويت : لا تزال الأنباء تتحدث عن العثور على ملابس صدام الداخلية .
وفي المغرب العربي : اعلام متقوقع على حاله .
يا ايها السيدات والسادة .. نحن لسنا شعوبا مؤثرة .. ولا شعوبا تجيد الضغط على اعلامها .. ولا على حكامها ولا على سياستها الخارجية .. بسبب استسلامنا للضعف ..
ويا أيتها النفس العربية المطمئنة إرجعي إلى ربك .. و اقرئي هذه الآية الكريمة لتعرفي كيف تصنعي القوة { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون }
– حرف بين بين القديم والجديد .. مواطن عربي لا يجيد تنظيم مشاعره .