“موج ٩٨

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

  رضاب فيصل

 

 

 

يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته القادمة (٩ – ١٦) ديسمبر/كانون الأول المقبل، فيلم “موج ٩٨” أول فيلم عربي يفوز بالسعفة الذهبية عن فئة الأفلام القصيرة بمهرجان كان هذا العام. وهو فيلم رسوم متحركة لمخرجه اللبناني إيلي داغر البالغ من العمر ٣٠ عاماً والمقيم في بلجيكا.

 

يعتبر النقاد والسينمائيون أن فوز الفيلم بإحدى جوائز كان، هو بطاقة عبور للفيلم اللبناني نحو العالمية. حيث ينقل محتواه بما يطرحه من أحداث وتفاصيل تمتزج مع بعضها البعض لتشكّل الحكاية الأساسية، واقع الإنسان في لبنان، في بيروت وثمّ في العالم العربي. الإنسان الذي يقع اليوم بين مكانين، وهو ذاته ينقسم إلى جزئين.

 

ويأتي استضافة مهرجان دبي السينمائي الدولي لهذا الفيلم، كمحاولة للإضاءة على تلك النقاط، عبر المشاعر التي يلامسها عند المتلقي – العربي على وجه الخصوص – وجميعها تتسم بالكآبة والحنين والضياع.

 

بالقليل أو بالكثير من السريالية السينمائية، يتطرّق داغر إلى ثيمة “بيروت” في ١٥ دقيقة. فتراه يسبح في الفضاء مفتشاً عن أجوبة لأسئلته الكبيرة حول الحياة في بيروت. ولكن لا أجوبة مطلقة إلا الحلم والحلم والحلم.

 

أيضاً لا تخلو مشاهد الفيلم من الواقعية الفنية التي تستحضر مشاهد حقيقية للمدينة بيروت، كمكان جميل من فوق وهي اللقطة الأولى. ومشاهد مقتطعة من الحرب، صور من الأخبار. حيث جميعها كوابيس يراها الشاب الصغير “عمر” شخصية الفيلم الرئيسية، في صحوه وفي نومه.

 

هذا الانتقال والتأرجح بين السريالية والواقعية، يشبه إلى حد بعيد ما يحدث على أرض الواقع. فالكثير من المواقف والأحداث والحوارت التي تحصل معنا بشكل يومي، هي سريالية في مضمونها وفي شكلها أحياناً. وقد أراد المخرج أن يحكي عنها باعتبارها أزمة يعيشها ونعيشها معه بالمقابل. مضيئاً على أسبابها، وخائضاً في انعكاساتها وتجلياتها.

 

حيرة، تخبط بالمشاعر وضياع إنساني وصراعات لا تنتهي. أحاسيس حاول داغر أن يبوح بها. فبين بيروت وروحه قصة حب تزدحم تفاصيلها بالألم والوجع. وكل ما يحاول أن يختلي معها في لحظة زمنية عابرة، يعود روتين الأخبار والصراع البشري فيها ليفسد له خلوته، محولاً إياها إلى لحظات من البؤس.

 

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى