مونديال القاهرة للأعمــال الفنيــة.. ضعف في التنظيم واللعــب على التناقــضات

الجسرة الثقافية الالكترونية
مونديال القاهرة للأعمــال الفنيــة.. ضعف في التنظيم واللعــب على التناقــضات
شارك
العرب اليوم رسمي محاسنة010عندما تغيب القواعد الصحيحة، وعندما يكون استهلاك الكلام هو المحتوى والنتيجة، عندما تكون حرقة الكلام بالهمس، بنفس قوة بلاهة ابتسامات المجاملة، وعندما يكون احد اهم عناصر التنظيم، هو الاستهتار بوقت الناس، وعندما يتم اطلاق الالقاب بشكل عشوائي، والجوائز لا معنى ولا دلالة ولا قيمة معنوية لها، وعندما يتم العمل على تناقضات الاعضاء، وغير ذلك الكثير، فلا بد من وقفة تطرح الاسئلة، لعل الغارقين في سباتهم، او خجلهم ان يفيقوا، ويعيدوا الامور الى مسارها السليم، وان كنت اشك بقدرتهم على ذلك، لكن بامكانهم على الاقل الانسحاب وعدم المشاركة في مهزلة تتكرر كل عام.
عندما شاركت الاردن في العام الماضي، كضيف شرف في مونديال القاهرة للاعمال الفنية والاعلام، فقد جاءت المشاركة من منطلق عروبي، بالوقوف الى جانب مصر العزيزة، امام كل الذين حاولوا مسها بشر، ومشاركة دولة فلسطين هذا العام تاتي في نفس الاطار، مع رسالة فلسطينية واضحة الى القاهرة، بانه لا يجوز المساس بالشقيقة الكبرى مصر. وكل ذلك من خلال اتحاد المنتجين العرب، في مهرجان الرجل الواحد، وفي غياب الاعضاء، ولن اتحدث عن مهزلة الامناء العامين المساعدين الذين قارب عددهم على العشرين مساعدا، في مسميات هي استغفال لعقول الناس، دون ان يكون هناك اي دور، او حاجة، او فعل، انما هي القاب يطلقها رئيس المهرجان، في ظروف مختلفة، وحسب الحاجة.
نعود الى الدورة الثالثة، التي انتهت قبل ايام فعالياتها في القاهرة، التي شاركت بها، وساتناول التنظيم، وليلة فلسطين، وليلتين للعراق، والتكريم والجوائز، وسوق المهرجان.
فالتنظيم البائس، الذي اقيم على مسرح النهار، الذي لم يراع فيه الحد الادنى من اصول البروتوكولات المعروفة، ولا احترام وتقدير الشخصيات ومواقعها الرسمية، ولا رؤساء الوفود العربية المشاركة، فالصفوف الاولى محجوزة لنجوم، واعلاميين، ليسوا على ذلك المستوى من الاهمية، فيما يتم اقصاء ممثلي الدول والشخصيات العربية الى الصفوف الخلفية، وعتمة الجوانب، ومن خلال ما حصل مع الوفد الاردني، فاني اعطي صورة عن مجمل ما حصل مع الجميع، باستثناء بعض الدول التي هي بمثابة هدف قادم، لمونديال بائس اخر، فقد كان عبدالهادي المجالي، من المكرمين، وهو اسم سياسي، وبرلماني بارز، ورغم ذلك لم يتم التعامل معه بما يستحق، فقد جاء تكريمه بين اسماء عادية، بدلا من ان يكون صاحب التكريم الاول، ولم يحجزوا له مكانا يستحقه، كما كان هناك اثنان في الوفد الاردني برتبة امين عام، ورغم ذلك لم يجدا مكانا في الصفوف الاولى الممتلئة بنجوم الكومبارس، وبالطبع ساعة واكثر من التاخير، دون مراعاة او احترام للضيوف والمدعوين.
الليلة الفلسطينية، كنا نتوقع ان يتم فيها تلافي اخطاء الليلة السابقه، لكن التاخير لاكثر من ساعة، ومقدمة الحفل التي رفضت ارتداء الثوب الفلسطيني، واكتملت المهزلة مع ظهور سمية الخشاب على المسرح، تغني لفلسطين والقدس، وهي تستعرض انوثتها ومفاتنها وفستانها الذي يقول كل شيء، سوى احترام المناسبة، واحترام فلسطين المحتفى بها، ونفس الامر في ازياء المرافقات الى المسرح، للشخصيات الفلسطينية، الامر الذي اثار استياء الكثيرين، واحتجاجا خرجوا من القاعة، ولم يكملوا الحفل الذي كانوا ينتظرونه، وتردد في اروقة لمهرجان، ان الفلسطينيين دفعوا 150 الف دولار على هذه الليلة.
الاخطر في الاتحاد والمونديال هو اللعب على تناقضات بعض الدول العربية، كما حصل مع العراق، حيث كان هناك ليلتان، وبالطبع مدفوعتي الثمن، واذا كانت الليلة الاولى، احتفالية بسيطة، ومعقولة، فان الليلة العراقية الثانية، كانت ليلة حزبية، وطائفية بامتياز، وهذه لعبة خطيرة جدا يقوم بها اتحاد المنتجين.
وناتي الى حفل الختام، والجوائز، وقد اشفقت واستغربت من مخرج كبير مثل محمد الفاضل، ان يوافق على الظهور والاعلان عن جوائز لاعمال لم تتم مشاهدتها من لجان تحكيم، ولم يتم تقويمها، وذلك يعني ان لا معايير، ولا تقاليد، ولا اسس، لاعطاء الجوائز، انما تتم على هوى مدير وصاحب المهرجان، وتحت مظلة اعضاء الاتحاد الذين هم اخر من يعلم، ولا احد يعرف عن الحسابات اي شيء، ولمن رقم الحساب الذي تذهب اليه الدولارات.
عدد الجوائز يستحق ان يدخل في كتاب غينيس، سواء من حيث اعداد الجوائز التي تم توزيعها، او تلك التي بقيت في الكواليس، دون اي تفسير لعدم تسليمها لاصحابها.
وبالطبع فان الكل يتحدث عن السوق التجاري الذي لم يات باي مردود على المشاركين، الذين دفعوا مبالغ هائلة للمشاركة في سوق لم يتم توفير شروط الحيوية له، وكثيرون وصلوا الى قناعة بعدم المشاركة في دورات قادمة.
مهرجان على المقاس، له غايات شخصية، واهداف مالية، تحققت بالكامل، ونجوم ظهروا على المسرح، واعلام وصور، والقاب، واشادات من طراز الدور العظيم للاعلامي الكبير طارق علام، في ترويجه لشعار دير بالك على بلادك، ولا نعرف اين هي هذه الجهود، ومثله في ذلك كثير من النجمات بشكل خاص.
وحتى لا يستمر الاردن في هذه المهزلة، التي يغطيها بشكل اساسي المنتج الاردني، وان نتوقف عن المشاركة، وان نقيم مهرجاننا الذي احترمه العرب، وندعم المهرجانات العربية، ذات المستوى والسوية العالية، فالمونديال الاخير، فيه الكثير مما يجب ان يقال.
…………….
العرب اليوم