ميثاء المهيري: الكاتبة الخليجية تواجه التهم على كل حرف تكتبه

الجسرة الثقافية الالكترونية-الحياة-

أكدت الكاتبة الإماراتية ميثاء المهيري أن ما يميز روايتها «من أي شيء خلقت» والصادرة هذا العام وفازت بجائزة الإمارات للرواية، أنها تحمل الكثير من الواقع «بيد أن جميع الشخصيات التي لعبت دوراً أساسياً في الرواية هي شخصيات حقيقية، حتى وإن لم تحدث لهم الأحداث حرفياً كما هي في القصة، لأنها حدثت لأشخاص آخرين». وقالت ميثاء المهيري لـ«الحياة»: «أنا مفتونة بالتفاصيل، لذلك دائماً ما أنتقي أشخاصاً حقيقيين في حياتي، لأتمكن من كتابة التفاصيل بواقعية وحقيقة قريبة للقلب، ولم تكن أبداً من وحي الخيال، بل هي نتاج مجموعة من التجارب الحقيقية التي شهدتها بشكل أو بآخر»، ولفتت إلى أن المدن العربية «ثائرة على الحب، ثائرة منذ أزمنة غابرة، تطورات دراماتيكية شهدتها القصة، التي تعج بكثير من الأسى والحزن»، وأوضحت أنها حين تكتب تضع الأفكار الرئيسة للنص من دون التفكير في الأحداث، «وأترك المجال للأحداث أن تولد وفقاً للتجارب التي أمر بها في تلك الحقبة، لذلك كل هذه التطورات وتحديداً في شخصية متعب بطل الرواية لم يكن مخطط لها، بل كانت وليدة اللحظة والمحيط في وقت كتابتي للرواية»، مشيرة إلى أن الأمر أثمر «ولم يذهب تعبي أدراج الرياح، إذ لم تمض إلا أيام قلائل وأعلن عن فوز الرواية الأولى في مشواري الأدبي».

وقالت المهيري: «أن تفوز روايتي في تجربتي الأولى بجائزة على مستوى دولة الإمارات فهذا إنجاز كبير، وحقيقة لا يمكن نكرانها»، معتبرة أن مشاركتها في الجائزة أضافت إليها الكثير، وساهمت في انتشار الرواية التي وجدت حولها أصداء رائعة لم تكن متوقعة.

وحول الخطوط الحمراء ومدى ملاءمتها ككاتبة خليجية تعيش في مجتمع محافظ قالت: «على رغم الانفتاح الثقافي والتطور الذي تشهده الإمارات إلا أن المجتمع الإماراتي مجتمع محافظ جداً، ما زال يرفض الحديث عن الكثير من الأمور علانية، ففي بداية كتابتي للرواية صاحبني الكثير من التردد والخوف من الاقتراب من الخطوط الحمراء التي يرفضها مجتمعي، وكنت أخشى أن يربك هذا التردد بنيان روايتي، وأن يجعلني أخفق في تقديم العمل بالمستوى والصورة التي أطمح إليها، لذلك عزمت على أن أكتب الرواية بأريحية ومن دون قيود، فكتبتها وقرار النشر متروك حتى النهاية، وقلت لنفسي حين أنتهي منها سأقرر إن كنت أمتلك الجرأة الكافية لنشرها أم لا، وبالفعل قمت بكتابتها من دون الالتفات لكل تلك القيود، والحمد لله امتلكت الجرأة الكافية لتبصر النور».

ونفت ميثاء تهمة أن تكون المرأة الخليجية غير ناضجة في الكتابة الأدبية، وخصوصاً في الروايات، «لو نظرنا إلى الأدب الخليجي بشكل عام سنرى النساء أكثر صنعة من الرجال، وهناك الكثير من الروايات التي كتبت بأقلام خليجيات وأحدثت فارقاً، وربما يتفوق عددهن على الرجال»، أما بخصوص ما يراه البعض من طغيان الجنس على الفكرة أوضحت أنها لا تراه من هذا المنظور، «والحقيقة أن الأنثى الخليجية مسلط عليها الضوء من المجتمع، لذلك قد نرى الاتهامات تكال إليها وتحاسب على كل حرف تكتبه، فهناك روايات لكتاب خليجيين فيها الكثير من التجاوزات، ولكن لم أر ردود الفعل عليها مشابهة لتلك التي كتبت بأقلام أنثوية، وفي واقع الأمر نعم أرى أن الأنثى الخليجية قد تكتب بجرأة أكبر من الرجل، ولا أعني بها تلك الجرأة التي تتجاوز الخطوط الحمراء، بل هي تلك التي تلمس فيها بقلمها قضايا ونقاط تقع تحت قائمة المحظورات في مجتمعنا».

واعتبرت أن الأقلام النسائية مبدعة «وذات أثر أكبر في المجال الأدبي الخليجي، وتحتاج إلى الدعم والمساندة، فالمرأة الخليجية أثبتت جدارتها ليس على الصعيد الأدبي فقط، بل في شتى المجالات». وحول إقصاء المرأة الخليجية عن المشاركة السياسية والاجتماعية قالت المهيري: «في مجتمعي على العكس تماماً لم تقص المرأة من الحياة الاجتماعية والسياسية أبداً، فالمرأة في الإمارات ذات ريادة ملحوظة، وقد دخلت المجالات كافة بجانب الرجل، وحتى السياسية منها، ويعود الفضل أولاً إلى القيادة الحكيمة التي طالما آمنت بقدرات المرأة ودورها الأساسي في بناء الوطن، وثانياً لطموح الأنثى الإماراتية الذي لا يحده سقف». وأوضحت المهيري أنها بعيدة كل البعد عن المجال السياسي، وأنها تكتفي بالاطلاع على التطورات السائدة في العالم من دون الخوض في هذا المجال بطريقة أو بأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى