ناجي العلي.. فنان المقاومة والحرية

الجسرة الثقافية الالكترونية
يوافق اليوم 29 أغسطس، ذكرى رحيل فنان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي، الذي تميز منذ احتلال الكيان الصهيوني وطنه فلسطين، باستخدام رسوماته المكثفة في الدفاع عن الحرية، ولا يعرف بالتحديد تاريخ ميلاده، ولكن يرجح أنه ولد عام1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وفي 29 أغسطس 1987، تعرض للاغتيال على يد مجهول، تاركا أربعين ألف قطعة كاريكاتورية مازالت تناضل من أجل حرية بلاده.
لم يكن ناجي العليّ مُحايدا أبدا، كان يعيش تناقضات الواقع الفلسطيني والعربي بوعي إبداعي جريء، وظلّ يفكّك تلك التناقضات وينقلها إلى لوحاته بالأبيض والأسود تاريخا ضديدا للتاريخ الرسميّ الملوّن، ذلك أنه آمن بأنْ لا توسّط في الرؤية، ولا مهادنة في الموقف، ولا مناورات في الفن.
اختمرت فيه مرارة التهجير من فلسطين، ووجدت في روحه تربة صالحة للغربة، بل وجاهزة لتجريبها بعمق. فشرّق في الأرض وغرّب بعيدا، متوهِّجًا بملحمة فنيّة تتخذ الكاريكاتير سبيلاً إلى مساءلة السائد وكشف تورّماته وحدّة كدماته. وكان في ذلك يروم خلخلة يقينيات الواقع الذي عشّشت فيه استكانة المواقف وزيف الخطابات الرسمية وتكالب الثورجيّين على المتاجرة بفلسطين عبر مغالطات “قضية العرب الأولى” و “الثورة المباركة” و “دولة المواجهة” و “سنرمي بهم في البحر” .
المصدر: الراية