نبيل فاروق: أدين لصاحب “رأفت الهجان” بالكثير

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر /ثقافة 24

أقيمت في قاعة ضيف الشرف داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان “أدب الجاسوسية من صالح مرسي إلى نبيل فاروق”.

بدأ نبيل فاروق الجلسة قائلاً: “ليس لي ذكريات مباشرة مع (عم صالح)، كما كنا نسميه، وإنما من خلال جريدة الشرق الأوسط حيث كنت أعمل لفترة وكان يتردد عليها فكنت أحدثه عن أعماله ولم أكن قد دخلت مجال الكتابة بعد، وهو الذي فجر بداخلي الرغبة في الكتابة، وعندما نقول عن صالح مرسي أنه رائد أدب الجاسوسية لا يعني أنه أول من كتب في هذا الفن ولكنه أول من برع فيه”.

وأضاف: “عمل مرسي نقلة متفجرة فأصبح فجأة أدب الجاسوسية ثلاثي الأبعاد وأصبح لكل شخوص الرواية أبعاد ولكل شخصية عمق فانتقل ذلك النوع الأدبى من البساطة إلى الاحترافية ونجح مرسي فيه لأنه أديب يفهم عالم المخابرات الذي يبدو من الخارج سهلاً لكنه من الداخل في غاية السرية والتعقيد والغموض، وقد حاول الكثيرون الكتابة عن أدب الجاسوسية ولكن لأن الأمر في غاية التعقيد فلم ينجح إلا من فهم عالم المخابرات وعرف تكنيكاته وامتلك أدوات الأدب مثل صالح مرسي”.

وتابع: “كتب صالح مرسي رأفت الهجان في 3 أجزاء من أصل 3 صفحات أخذها من المخابرات تحتوي على المحاور الأساسية للقصة، والتي بنى عليها من خياله بقية الرواية فلو لم يكن عالما بالمخابرات لما استطاع أن يكتب، وأنا أدين له باقتباس أسلوبه في التكنيك فقد كان يجعل الحوار بالعامية والقص بالفصحى ليقربه من القارئ، كما استطاع أن يضع لمسات إنسانية لتصبح القصة أكثر تشويقاً، ففي القصة الرسمية لرفعت الجمال لم تكن هناك علاقة نسائية في حياته لكنه في الرواية جعلها ضمن السياق الدرامي، ووجود البطلة (إستر) يدل على عبقرية الكاتب في تحويل عمل جاف لعمل مثير ودراما”.

أعمال سلماوي

كما استضافت قاعة ضيف الشرف الروائي الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، لمناقشة أعماله المسرحية الكاملة، التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى إطار البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب.

في البداية قال الدكتور أسامة ابو طالب، مدير الندوة، إنه لا يتصور خلو الساحة الثقافية من كتابات سلماوي المسرحية، مشيراً إلى أن تجربة سلماوي في المسرح تجربة واقعية، فهو لا يعطي ظهره لأحداث الأوطان الواقعية، والتي تعد عصب تجاربه وكتاباته.

وأشار أبو طالب إلى أنه سبق ووجه لـ”سلماوي” تهمة التأثر بالآخرين، ولكنه تراجع عن ذلك لأنه اكتشف أنه لا قيمة لكاتب إذا لم يعِ الحاضر ويعرف أن أجداده الموتى موجودون في كتاباته.

وأكد أبو طالب أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، لم يستطيعا كتابة مسرح جيد على الإطلاق، لأنهما كانا عقليات سردية وحكائية في المقام الأول، أما تجربة الكاتب محمد سلماوي، فى المسرح تجربة واقعية، فهو لا يعطى ظهره لأحداث الوطن، كما أن مسرحياته مسيرة للجدل والدهشة تمتزج بها الروائية والواقعية ويمثل وجهة النظر بحلوها ومرها، ويحاكي من خلالها أفعال البشر.

ومن جانبه قال المخرج فهمي الخولي، إن مسرح “سلماوي” امتاز بأنه مسرح الفن الحقيقي، ويمتاز بالجملة الحوارية الرشيقة الملخصة والمكثفة، وارتبط مسرحه بأحلام الطبقة الكادحة برغم قربه من الطبقة البرجواتية القريبة من الأرستقراطية، كما أنه مؤمناً بكل ما جاء على لسان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

أما سلماوي فقال إنه لم يترك المسرح، إنما المسرح تركنا جميعًا، متسائلاً: “أين هو المسرح اليوم، ونحن نكتب مسرحاً لمن؟”، مشيرًا إلى أن الكاتب أسامة أنور عكاشة بدأ بكتابة المسرح، ثم تحول لكتابة الدراما، بعدما وجد الاهتمام بالتليفزيون أكبر من المسرح، ولنفس السبب توجه لكتابة الرواية، والمجموعات القصصية، ولكنة يتمنى أن يعود المسرح إليه، وإلى جمهوره الكبير، الذي يتطلع لنهضة مسرحية مثلما كانت في بدايتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى