نجوم الغانم ما بين ضفتين

الجسرة الثقافية الالكترونية

*سليمان الحقيوي

المصدر: العربي الجديد

 

هي واحدة من القليلات اللواتي يساهمن في تحريك عجلة السينما في دولة الإمارات العربية. تتنقل نجوم الغانم بين الفن السابع، إخراجاً وكتابة للسيناريو، والشعر. أخرجت 11 فيلماً، بين روائي قصير ووثائقي طويل، وأصدرت ثماني مجموعات شعرية، إضافة إلى عملها في الحقل الإعلامي.

يُسجَّل في تجربتها غياب الفيلم الروائي الطويل، وهو أمر يخالف الانحياز الكلاسيكي للعديد من المخرجين الذين يمرُّون مباشرة إلى تجربة الفيلم الروائي بعد خوضهم تجربة الفيلم القصير.

 تعزو صاحبة “حمامة” خلو سجلها الإخراجي من ذلك إلى “الاضطرار وليس إلى رغبة ذاتية”. تقول، في حديثها مع “العربي الجديد”: “بعد إنجازي ثلاثة أفلام روائية قصيرة هي “حلم يقظة” و”آيس كريم” و”الحديقة”، أردت اشتغال شيء مختلف. لكن الحصول على كلفة الإنتاج في الإمارات كان صعباً حينها، أواخر التسعينيات. لم يكن ثمة تمويل وإمكانات فنية وتقنية وكوادر متخصصة في العمل السينمائي. ولهذا قررتُ أن أخوض تجربة العمل التسجيلي، لأنجز فيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان “ما بين ضفتين”.

 رغم ذلك، ظل مشروع الفيلم الطويل قائماً. لكن، مرة أخرى، ستعاكسها الظروف عندما تسعى إلى البدء بتصوير فيلم حول أحد شيوخ الصوفية في دولة الإمارات. “كانت مشكلة التمويل عائقاً ليس فقط أمام إنتاج روائي طويل، ولكن أيضاً أمام الوثائقي. غير أن المغامرة في صناعة الوثائقي الطويل كانت وقتها الحل الوحيد، حتى لو استغرق الأمر عدة سنوات. استغرق إنجاز فيلم “المريد” خمس سنوات، لكنه الفيلم الذي أسس لتجربتي مع الأفلام الطويلة. ومع كل فيلم جديد كنت أبدأ بالهاجس التسجيلي من دون أن أستطيع التخلص من سطوة التناول الروائي. ولهذا، فربما الوصف الأكثر دقة لكل الأفلام التي أنجزتها في هذا الإطار هي “غير الروائية”، عوضاً عن “تسجيلية” بالمعنى الحصري للكلمة”.

هكذا، شاءت الظروف، إذاً، أن تسير الغانم في درب الأفلام التسجيلية، لتنتج تحت هذا الصنف مجموعة من العناوين: “المريد” (2008)، “حمامة” (2010)، “أمل” (2011)، “أحمر، أزرق، أصفر” (2013)، “صوت البحر” (2014)، وأخيراً “سماء قريبة” (2014).

في سؤالها عن أفضل أفلامها من وجهة نظرها، تختار الغانم فيلم “أحمر، أزرق، أصفر”، الذي تصفه بأنه “الفيلم الذي كنتُ أنتظر منذ زمن طويل أن أعمل عليه، والذي يحتفي بالفن في مختلف صوره ويقترب من روح الفنان وهواجسه وانكساراته ووحدته وخياراته. استطعت فيه أن أكون حرة في الشكل واللغة والتناول والأسلوب. لقد أتاح لي هذا الفيلم مساحات مفتوحة للانتقال من الفن المجرد إلى الفن بنسقه التعبيري والانطباعي، وهما المدرستان اللتان شغفت بهما حين كنت طالبة وأردت بشدة أن أرسم لوحاتي وفقهما”.

يبرز في تجربة الغانم اشتغالها على موضوع المرأة من خلال أفلام “حمامة” و”أحمر، أزرق، أصفر” و”سماء قريبة”، رغم صعوبة تحريك الكاميرا التسجيلية في المجتمع الخليجي، تحديداً صوب المرأة. الملاحظ أيضاً هو سمة المحلية الطاغية على أفلام صاحبة “المريد”.

ولذلك سألناها عن مدى تفكيرها في تجربة ذات بُعد عربي أو أجنبي، فأجابت بالتذكير أن “فيلم “أمل”، مثلاً، “كان عن الفنانة السورية أمل حويجة التي عاشت وما زالت تعيش في دولة الإمارات، وارتبطت أعمالها بطفولة وشباب أجيال متتالية من العالم العربي دأبت على مشاهدة المسلسلات الكرتونية، مثل “كابتن ماجد” و”ماوكلي” التي وضعت صوتها عليها”. وتضيف: “هناك أيضاً مشروع في طور البحث مع فنانة جاز عربية”.

في هذا الوقت، يبقى حلم الفيلم الروائي الطويل بالنسبة إلى نجوم الغانم مستمراً، بل جاهزاً كنص، كما تقول.. نص ينتظر تحوله إلى مشاهد مصوّرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى