نخبة من الكتّاب يستشرفون المستقبل

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
شهد محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي مساء أمس الأول فعاليات المنتدى السنوي لندوة الثقافة والعلوم في دبي، الذي جاء تحت عنوان (المشهد الثقافي العام في الإمارات: مستقبل الثقافة يبدأ من اليوم) وشارك فيه نخبة من المفكرين والكتّاب والمبدعين الإماراتيين، وحضره عبدالغفار حسين رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة وبلال البدور نائب رئيس المجلس وأعضاء مجلس الإدارة، ونخبة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين .
ترأس المحورالأول من المنتدى (المشهد العام: الإبداع الفكري) د . سليمان موسى الجاسم بمشاركة د . يوسف الحسن والكاتب ماجد بوشليبي .
تناول د . الحسن أربعة محاور، الأول جاء على صيغة سؤال: ماذا نعني بالإبداع الفكري؟، وناقش فيه: “الواقع الفكري والثقافي”، و”متطلبات الإبداع الفكري”، و”ظواهر مقلقة” .
وقدم د . الحسن في المحور الأول عدة تعريفات، شملت المبدع والفكر، هذا الأخير الذي استنتج أنه كمحتوى ومضمون مرتبط بخصوصية المحيط الثقافي والاجتماعي والجغرافي والتاريخي وموروثه وبصمات واقعه الحضاري الذي تشكل فيه ومن خلاله .
في المحور الثاني، استعرض د . الحسن تطور الحياة الثقافية في الإمارات خلال الأربعين عاماً الأخيرة، وقال: “في ساحتنا الثقافية انجازات لافتة، وفيها أعلام في فنون الأدب والمسرح والفنون التشكيلية، وكثير منها جهود فردية” .
كما بحث د . الحسن في هذا المحور علاقة المفكر بالسلطة أو بالسياسة، وكيف يتم التفاعل معا في علاقة دائرية يصعب معرفة بداية الحركة فيها، معتبرا أن من يتحكم في فكر أمة يتحكم بسهولة في سلوكها، ومن هنا، تنبع أهمية وخطورة الفكر .
في المحور الثالث ناقش د . الحسن أهم متطلبات الإبداع الفكري واستعرض هنا، نوعية التعليم، وحرية التفكير والتعبير، وجهد المؤسسات الأهلية، وتأسيس مراكز مستقلة للفكر، التدفق الحر للمعلومات والأفكار، وفي الحور الرابع تساءل د الحسن عن الدولة وصناعة الفكر، وضرورة أن يصل المنتج الثقافي إلى المتلقي وأهمية أن يكون في المجتمع مؤسسات فكرية مؤثرة وفاعلة كما تساءل عن التحديات الفكرية التي تواجه المجتمع، وفي نهاية محاضرته أشار د . الحسن إلى غياب الحوار الثقافي النقدي، واعتبره مسألة تستحق البحث في ورش عمل متخصصة .
بدوره قدم ماجد بوشليبي ورقة بعنوان “سمات المشهد الثقافي في الإمارات” بدأها بتوضيح أن الإمارات حديثة النشأة لكنها موغلة في القدم، فرض عليها موقعها الجغرافي ومكانتها التاريخية في أطراف الجزيرة العربية ظروفا سياسية واقتصادية وثقافية، واستعرض بوشليبي أسئلة المشهد الثقافي في الإمارات وماذا ينقص هذا المشهد في ضوء عناوين عدة أبرزها المؤشرات الثقافية المرتبطة بالاحصاء الثقافي ومراكز الفكر وبناء السياسات التنموية، وقال: “للتنوع الثقافي أهمية كبيرة في حراك المجتمع الذي شهد تطورا كبيرا وتغيرا سريعا، مما دفع إلى تبني منهج تنموي متوازن للحفاظ على هوية المجتمع، وإدارة تراثه الثقافي والتصدي إلى ما يمس كيانه وفق الثورة الحديثة في عالم الاتصالات والانفتاح على العالم” .
وفي ضوء تأكيده على توجيه الثقافة لتكون مؤثرة في القطاعات كافة قدم بوشليبي توصيفاً لحال الثقافة الإماراتية وكيف تتحرك الصورة الثقافية محليا؟ وكيف تعنى بالهوية والتراث الثقافي؟، وأهم تأثيرات العولمة على الواقع الثقافي؟
ودرس بوشليبي آليات صناعة الإبداع وحضانة الفكرة المبدعة ومكونات الهيكل الثقافي التي لخصها في القطاعات المختلفة من حكومية وخاصة ومدنية وفردية وتعليمية، وقدم توصيفاً محدداً للثقافة في الإمارات معتبراً أن الدولة تمر بتحديات كبيرة نتيجة موقعها ودورها الاقتصادي والسياسي وما يحيط بها من أحداث، وفي ذات الإطار ناقش اللغة والهوية بوصفهما محددان في سياسة التنمية .
في السياق ذاته استعرض بوشليبي مواطن القلق في المشهد الثقافي ودرس في هذا الباب محاور عدة ك”السينما” ومهرجاناتها في الدولة ودور العرض التي ما تزال تقدم عروضها في سياق من المصلحة التجارية التي تعتمد على العقود المبرمة مع الموزعين، وناقش أيضاً “مفهوم الراوي في التراث” و”اللغة العربية” و”فكرة الثقافة الاقتصادية” و”الموسيقى الشعبية” و”سفراء الثقافة . . تسويق صورة الإمارات الثقافية” و”تسويق الكتاب” و”السياحة الثقافية” و”المدن المبدعة” و”الإعلام والثقافة” وغيرها من العناوين .
وفي محور آخر تحدث بوشليبي عن “مراكز الفكر: الفكرة الجديدة” معرفاً دورها في عناوين مختلفة تتعلق بتقسيمات عدة، واعتبر أن هذه المراكز ذات دور حيوي خاص بالأفكار غير التقليدية وتتكون من هيئات مستقلة للبحث وتكرس وقتها لمسائل المصلحة العامة وتخرج بمقترحات عملية ولديها آليات عمل محددة تنهض باستراتيجية واضحة وتعمل على تمويل الأبحاث العلمية .