نسخة عربية من مغامرات غوته في ‘رحلة إيطالية’

يتضمن كتاب “رحلة إيطالية” واحدة من أهم النصوص الأروبية التي تتضمن تجربة الشاعر والفيلسوف الألماني غوته في السفر والمغامرة برحلتين قام بهما إلى إيطاليا.
ويعتبر شاعر ألمانيا الاكبر في الكتاب الصادر عن دار السويدي للنشر والتوزيع في الإمارات، ومنشورات المتوسط في إيطاليا، أن رحلته الإيطالية تلك هي أفضل حدث في حياته على الاطلاق.
يأتي الكتاب في 640 صفحة من القطع الوسط ومن ترجمة المترجم العراقي فالح عبدالجبار، والذي فاز بترجمته لهذا الكتاب بجائزة ابن بطوطة للرحلة المترجمة، والكتاب واحد من كتب سلسلة ارتياد الآفاق، التي يشرف عليها الشاعر نوري الجراح.
وفي كلمة الغلاف بتوقيع هيئة تحرير الجائزة:
“تعتبر هذه اليوميات واحدا من أعظم النصوص الأوروبية التي وضعت في هذا اللون الممتع من الأدب، بقلم شاعر وكاتب مخضرم عاش في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ودون فيها تجربته في السفر والمعرفة والمغامرة نحو ما كان يعتبر مستودع الفنون ومجمع الآثار العظيمة لعصر النهضة.
دون غوتة يومياته هذه استناداً إلى رحلتين إلى إيطاليا، الأولى قام بها في أيلول/ سبتمبر 1786، واستمرت حتى شباط/فبراير من العام 1787، فقضى خمسة شهور في فيرونا، البندقية، روما. والرحلة الثانية بدأها في حزيران/يونيو من العام 1787 واستمرت حتى نيسان/ابريل من العام 1788، قضاها هذه المرة كلها في روما عازما على التمتع بمعالمها وآثارها ومتاحفها.
تنعكس في صفحات هذا الكتاب، ليس فقط صور الآثار والأعمال الأدبية والفنية لعصور متتالية من الإبداعات وكنوز المعرفة، ولكن أيضا ثقافة شاعر عظيم خلدته أوروبا ومعها البشرية جمعاء بوصفه نموذجا لأديب تجاوز بفكره المضيء وروحه الخلاقة حدود بلاده ولغته ليكون أديب الإنسانية.
رحلة غوتة إلى إيطاليا كتاب ممتع عندما نفرغ من قراءته نشعر ببهجة المعرفة، وسمو الجمال، وجلال الأفكار العظيمة.
وقد حاز النص على جائزة ابن بطوطة للرحلة المترجمة تقديراً للقيمة الأدبية للأثر وبراعة الترجمة التي قدمها له مترجمه”.
ويوهان فولفغانغ فون غوته ولد في فرانكفورت على الماين، عام 1749. درس في لايبزغ؛ حيث أبدى الاهتمام بمسائل التنجيم، كما درس في ستراسبورغ؛ حيث عرّفه هيردر على مؤلّفات شكسبير والشعر الشعبي. وأنتج غوته بعض المقالات والأشعار الغنائية، كما ألّف، وهو في العشرين من عمره، مسرحية “وثن من بيرلشجن”، فذاع صيته في أرجاء ألمانيا، ووطّد مكانته في حركة “الاقتحام والتطلّع” الأدبية.
وأصابت روايته القصيرة، آلام فيرتر، وهي قصّة حب تراجيدية، نجاحاً أعظم. وعكف غوته على تأليف فاوست، وايغمنوت، وهما من المسرحيات التراجيدية الأخرى، قبل أن يكلّف بدخول وزارة فايمار. ودفعه اهتمامه بالعالم الكلاسيكي إلى أن يترك موطنه، بغتة ليتوجّه إلى إيطاليا في العام 1786.
وفي هذا الكتاب “رحلة إيطالية” يسجّل أحوال ترحاله هناك. وقد بدأ بكتابة عمليه الدراميين الكلاسيكيين، وهما إيفجيني وتاوسو، في هذه الفترة.
ولدى العودة إلى فايمار، بدأ غوته بوضع الجزء الثاني من فاوست، بتشجيع من شيللر. وأكمل خلال هذه المرحلة المتأخّرة سلسلة كُتُب هي: فيلهلم مايستر، ووضع العديد من المؤلّفات الأخرى بينها: الديوان الشرقي، و”قرابات مختارة”. كما عمل على إدارة مسرح الدولة، وعكف على العمل في نظريات علمية، تتصل بالتطوّر الارتقائي في علم النبات، وعلم التشريح، والألوان.
تزوّج غوته عام 1806 وأكمل مسرحيته فاوست قبيل وفاته عام 1832.
أما المترجم عالم الاجتماع الدكتور فالح عبدالجبار فيعمل زميلاً في المعهد الأميركي للسلام؛ وهو زميل باحث في معهد العلوم السياسية والاجتماعية في كلية بيركبك في جامعة لندن.
والدكتور عبدالجبار متخصص في العلوم السياسية والاجتماعية العراقية والشرق أوسطية، أما ميادين اختصاصه فهي العقائد والإسلام والتنظيم الاجتماعي والأنظمة السياسية والخطاب الثقافي.
وألقى الكثير من المحاضرات حول الثقافة العربية، والعولمة والشرق الأوسط، والإسلام، والدولة والدين، والقبائل والتشكيل الاجتماعي.
له العديد من المؤلفات والترجمات ومن أشهر ترجماته إلى اللغة العربية كتاب رأس المال لكارل ماركس.
وأعلن عن جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي سنة 2003، وتهدف إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات واليوميات، وهو ميدان خطير ومُهمَل. وقد تأسّست الجائزة إيماناً من “المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق” و”دار السويدي”، بضرورة الإسهام في إرساء تقاليد حُرّة في مَنْح الجوائز، وتكريساً لعُرْف رمزي في تقدير العطاء الفكري، بما يؤدّي بالضرورة إلى نبش المخبوء والمجهول من المخطوطات العربية والإسلامية الموجود في كنف المكتبات العربية والعالمية، وإخراجه إلى النور، وبالتالي إضاءة الزوايا الظليلة في الثقافة العربية عبر علاقتها بالمكان، والسفر فيه، والكشف عن نظرة العربي إلى الذات والآخر، من خلال أدب الرحلة، بصفته من بين أبرز حقول الكتابة في التراث العربي، لم ينلْ اهتماماً يتناسب والأهمّيّة المعطاة له في مختلف الثقافات.
مع التنويه بتزايد أهمّيّة المشروع وجائزته في ظلّ التطوّرات الدراماتيكية التي يشهدها العالم، وتنعكس سلباً على علاقة العرب والمسلمين بالجغرافيات والثقافات الأخرى، فالأدب الجغرافي العربي (وضمناً الإثنوغرافيا العربية) من شأنه أن يكشف عن طبيعة النظرة والأفكار التي كوّنها العرب والمسلمون عن “الآخر” في مختلف الجغرافيات التي ارتادها رحّالتهم وجغرافيوهم، ودوّنوا انطباعاتهم وتصوّراتهم الخاصة بهم عن الحضارة الإنسانية، والاختلاف الحضاري حيثما حلّوا.
(ميدل ايست اونلاين)