نورا رحّال: الغناء هو الحلّ

الجسرة الثقافية الالكترونية
كمال شاهين
تطلّ نورا رحال بدور غير بعيد عن مهنتها كمغنية، في مسلسل جديد بعنوان «الحرب مرت من هنا»، يتناول قصصاً واقعيّة من الحرب. كتب السلسلة الروائي قمر الزمان علوش، وتتألّف من 12 فيلماً تلفزيونيّاً، يتناول كلّ منها واقعة مختلفة على امتداد 15 دقيقة، بتوقيع المخرج أسامة شقير وإنتاج «الهيئة العامّة للإذاعة والتلفزيون». يجري تصوير المسلسل حاليّاً في دمشق وعدة مدن سوريّة أخرى، على أن يعرض العام الحالي على قناتي «سورية دراما» و «الفضائية» السوريّة.
تلعب رحال في إحدى الحلقات دور «مغنية يحاربها أخوها المتشدِّد إلى درجة الإيذاء الجسدي، لكنَّها تصرّ على المقاومة والمتابعة في مشوارها الغنائي»، بحسب ما تقول لـ «السفير». ويندرج المسلسل ضمن تجربة رحّال الدراميّة المستمرّة منذ انطلاقها في مجال المسلسلات التلفزيونيّة أواخر التسعينيّات، إذ سبق لها المشاركة في أعمال أخرى بتوقيع عدد من أهم المخرجين السوريين مثل باسل الخطيب في «هوى بحري» (1997) الذي شاركت في غناء شارته مع ميشال الأشقر. كما قدَّمت حلقة «في يوم وليلة» من المسلسل الشهير «أهل الغرام» مع شارة العمل التي حملت اسم «ألا حبذا» ونالت شهرة عربيّة. كما أطلّت في «كوم الحجر» (2007) لمروان شاهين، و «بيت جدي» (2008) لرشاد كوكش، وشاركت العام الماضي في مسلسل «حرائر» لباسل الخطيب.
يتميَّز العمل كما يقول المخرج أسامة شقير لـ«السفير» بخلوِّه من الرسائل السياسيّة المباشرة وارتكاز قصصه على الواقعي والإنساني، فهناك في الواقع السوري ما هو أسوأ من المتخيّل. وحول هذه الثيمة يحاول العمل تقديم رؤية مختلفة، يشارك في بصمتها عدد من الفنانين السوريين الشباب من بينهم رحال في أوّل تعاون لها مع شقير.
تعتبر نورا رحال (43 عاماً) مشاركتها في التلفزيون دعماً لتجربتها الغنائية، إذ إنّها لم تبادر للعمل في مجال الدراما، بقدر ما تلقّت عروضاً من المخرجين بما يتناسب مع شخصيّتها وحضورها الفني المتوازن مع حياتها العائليّة واهتمامها بأولادها وأهلها وبيتها. وتلفت رحّال إلى أنّ الغناء تحديداً ومنه التمثيلي الغنائي يشكّل جزءاً من هويّتها الفنيّة لا تتخلّى عنها ولو تأخَّرت عن تقديم ألبومات غنائية دائما.
لا تخفي نورا رحال عدم إعجابها بالسائد فنيّاً ولا بالتطلعات التي يقدّمها للجمهور العربي، وتعتبر نفسها «صعبة العقل»، رغم أنها لم تتمكَّن حتّى الوقت الحالي من تشكيل خطّ فني خاص بها. تقول إنَّ بناء هذا الخطّ مرتبط عدا الغناء «بشخصيّة الفنان الذي يطرح نفسه على الجمهور وبطريقة تعاطيه مع الأمور الفنيّة»، وقد نجحت هي في تكوين صورة فنيّة وإنسانيّة تحترم فيها جمهورها ويحترمها معطياً إيّاها ثقة كبيرة.
تزيد الأوضاع العربيّة الراهنة من ضعف قدرة الفنانين على إصدار ألبومات منفردين، خصوصاً في ظلّ احتكار شركات كبرى لها معاييرها التي كثيراً لا تتفق مع خط رحال، كما تقول. يكون الحل في «الانتظار»، إضافة إلى أن الجرح السوري وحده كاف للتوقف عن الغناء العاطفي، والتركيز على الحالة «الوطنية». في هذا الإطار، قدمت رحّال أغنيتين العام 2011، وحقّقتا انتشاراً الأولى «منحبك» والثانية «خايف ع بلادي»، وكلتاهما من ألحان هيثم زياد. وبلغ عدد مشاهدي شريط «خايف ع بلادي» على «يوتيوب» قرابة نصف مليون مشاهدة.
تقيم رحّال في بيروت، وكان آخر أعمالها الغنائية مسرحيّة «الطريق إلى الشمس» من إخراج ممدوح الأطرش التي قدمتها العام الماضي في العاصمة دمشق ولعبت فيها دور «ميثرا» وجمعت فيها بين الغناء والتمثيل. في «الحرب مرت من هنا» تقدم أغنية مسجلة وغير مذاعة سابقاً من كلمات يوسف سليمان وألحان هيثم زياد أيضاً. ويشارك في بطولة المسلسل أيضاً فايز قزق، ووائل رمضان، ورنا شميس، وعبير شمس الدين، وعاصم حواط وآخرون.
المصدر: السفير