هشام المظلوم: \”رمضان الشارقة\” يرتقي بالذوق الجمالي للجمهور

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

رمضان الشارقة هذا العام جاء بمذاق خاص، هو مذاق الثقافة الإسلامية بكل جوانبها الأدبية والفنية والفكرية والإيمانية، وبأجواء المدن التي احتضنت فيما مضى تلك الثقافة، فكان الإنتاج الفكري والأدبي والعلمي والإبداع الفني أبرز علامات تلك المدن . 

اختارت “اللجنة العليا المنظمة لفعاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014” أن يكون رمضان الشارقة استحضاراً لأجواء المدينة الإسلامية بخصائصها الفريدة قديماً وحديثاً، واختارت أن يكون معرض إكسبو الرمضاني السنوي هذه المرة مختلفاً عن المرات السابقة، وجاء بعنوان “رمضان الشارقة”، وبدل أن يكون معرضاً للملابس والأدوات المنزلية والمواد الغذائية والمقتنيات، فقد ظهر كمعرض للثقافة، ثقافة المدينة الإسلامية، حيث مجالس العلم والأدب والشعر التي تمثلها قاعات ومقاهي المحاضرات والندوات، وتقدم تحت اسم موحٍ هو “سكن النفوس”، وتعالج موضوعات التاريخ الإسلامي وأمسيات الشعر والإنشاد الديني والحوار الثقافي والحضاري، ويستضاف لها 65 ضيفاً من رجالات الفكر والأدب والفن، وتشارك في الفعاليات 21 دولة، وحيث الكتب غذاء الروح الذي نشطت المدن القديمة في توفيره وتيسيره عبر دكاكين الوراقين، وبيوت النساخين، وتحضر الكتب في هذه المناسبة في معرض تحت عنوان “صديق الزمان”، وتشارك فيه 127 دار نشر عربية وإسلامية، تعرض عدداً كبيراً من الكتب المتنوعة التي تشمل مختلف جوانب الثقافة الإسلامية حديثها وقديمها، وهناك جناح خاص للمصاحف المملوكية وقد بلغ عدد هذه المقتنيات من المصاحف 42 مجلداً .

المدينة الإسلامية أيضاً هي مدينة الفنون، حيث كانت عناية المسلمين بها كبيرة، وبرعوا في فنون الخط والمعمار والمشغولات اليدوية، وقد خصصت لها احتفالية “رمضان الشارقة” جناحاً تحت عنوان “بازار الفنون، زاد العيون” حيث يعرض الفنانون أعمالهم ويمارسون إبداعاتهم تحت أنظار الجمهور الذي يمتع نظره بتلك الإبداعات الفائقة، ويتصدر فن الخط التظاهرة بوصفه فن المسلمين الأول، وقد استدعت اللجنة المنظمة للمهرجان عدداً كبيراً من الخطاطين والمزخرفين من مختلف البلدان الإسلامية للمشاركة فيه، والتعريف بمختلف جوانب الإبداع في هذا الفن، ويضم 47 معرضاً لفنانين محليين ودوليين ولمجموعات مقتنيات فردية وعامة احتفاءً بالمناسبة، ويتيح لرواده من الجمهور والفنانين والمقتنين ومسوقي الأعمال الفنية فرص اللقاءات الفنية والمشاهدة لمتذوقي الفن عامة والإسلامي خاصة بما يقدم من تجارب فنية لها مكانتها، كما يترافق مع البازار 59 ورشة فنية تفاعلية مع الجمهور بشكل مباشر طوال ليالي رمضان المبارك، يشرف عليها مجموعة من أساتذة المراكز الفنية لإدارة الفنون في تخصصات مختلفة كالرسم والخط والخزف والنحت وغيرها، وفي هذه العروض البصرية لهذا الركن استقطاب للتجارب والأنواع الإبداعية المتنوعة، إضافة للمقتنيات وقيمها التاريخية، فاللوحات من تشكيل حديث وحروفيات وخط عربي أصيل، إلى جانب الأعمال التجهيزية والفراغية والخزفية، وكذلك التصوير الضوئي . 

وعن هذه التظاهرة يقول منسقها العام هشام المظلوم: “لقد أردنا أن نجعل “رمضان الشارقة” احتفالية كبرى تعكس الأجواء الثقافية والروحية للمدينة الإسلامية عبر التاريخ، تلك المدينة التي جمعت عناصر ثقافية هي مزيج بديع من حضارات وثقافات الأمم التي دخلت الإسلام، وغذت وأضافت إلى الثقافة العربية ألواناً أخرى شكلت عامل غنى لها، كما أردنا أن تعكس هذه التظاهرة بعمق الوجه الثقافي المتميز لإمارة الشارقة، الذي اتضحت ملامحه شيئاً فشيئاً نتيجة اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتعميق الجانب الإبداعي في كل ألوان الثقافة من خلال توجيهاته السامية ودعمه المادي والمعنوي لتعزيز دور الثقافة في كل أنحاء الإمارة، حتى وصلت الشارقة إلى المستوى الذي أهلها لاستحقاق لقب عاصمة الثقافة الإسلامية ،2014 وقد أسهمت دائرة الثقافة والإعلام بمفاصلها المختلفة كإدارة الفنون، وإدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، وإدارة التراث، وإدارة المسرح، وإدارة الشؤون الثقافية فيما نشهد اليوم من فعاليات تعكس أدوارها، كما تشارك فيها أيضاً العديد من الجهات: مثل دائرة الشؤون الإسلامية والمنتدى الإسلامي ومؤسسة الشارقة للإعلام ومركز الشارقة الإعلامي وجامعة الشارقة وإدارة متاحف الشارقة وثقافة بلا حدود والمكتب الإقليمي لمنظمة الإيسيسكو وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية وجمعية الإمارات للتصوير الضوئي وجمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية” .

ويضيف المظلوم: “تأمل اللجنة العليا المنظمة لاحتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 أن تحقق عن طريق هذه التظاهرة الثقافية الرمضانية أكبر فائدة للجمهور في إمارة الشارقة وكافة أنحاء الدولة، للاستفادة والاستمتاع بالفنون والثقافة المتميزة التي ترقى بالذوق الجمالي، وقد روعي تعدد واختلاف الأنشطة المقدمة لتعبر عن نضج التجربة الثقافية في الشارقة” . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى