همجية إسرائيل وصمود أهالي غزة – عبد المجيد جرادات

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص –
من المفيد التذكير بأن الحرب التي تشن بشراسة من قبل الجييش الإسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة منذ أيام، ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها في العام 2012 الحرب التي اصطلح على تسميتها (بعامود الدخان)، وآنذاك، راهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه سيُدمر كل ما تمتلكه الفصائل المسلحة في قطاع غزة من معدات وإمكانات قد تزعج نـوم اليهود.
قبل ذلك وفي العام 2008، شن أيهود أولمرت حربه المسماة ( الرصاص المصبوب)، ولم يختلف هدفه المعلن في تلك الحرب عن ثوابت السياسة الإسرائيلية إزاء الشعب الفلسطيني، والتي تستند على بعدين، أولهما، يتمثل بفن المماطلة فيما يتعلق بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني على تراب وطنه المحتل، أما البعد الثاني، فهو يتلخص بالسعي لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية، حتى لا يكون بوسعها ممارسة أي دور لإحياء قضيتها .. إلى أن تتمكن من انتزاع حريتها ونيل استقلالها.
في النصف الثاني من عقد الثمانينات من القرن الماضي، تعرض قطاع غزة لهجمات مدمرة من قبل سلاح الجو وسلاح المدفعية والدبابات الإسرائيلية، ومما صرح به ( شامير) الذي كان رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني آنذاك، إنه سيقصم ظهر المقاومة الفلسطينية بين عشية وضحاها، في حين تمنى بيريز.. أن يبتلع البحر جميع أهالي قطاع غزة .. وفي ذلك الحين قدمت لهما نصيحة من قبل البرفيسور (آرئيل صوفر) أستاذ علم الاجتماع في جامعة حيفا، ومما جاء فيها:
أولاً: من المؤكد بأن القسوة في توجيه الضربات للشعب الفلسطيني الذي يُناضل لاسترجاع أراضيه المغتصبة من قبل إسرائيل، لن تقتل الروح النضالية بنفوس الثوار الذين صمموا على التثبت، وبالمحصلة فإن الإفراط باستخدام القوة، لن يقتلع أبناء غزة من أراضيهم، لا سيما وأنهم يعيشون في ظروف صعبة عودتهم على التسلح بقوة العزيمة، والقدرة على الاحتمال.
ثانياً: الموضوع الذي يتوجب على صناع القرار في إسرائيل أخذه بعين الاعتباروالقول هنا لإرائيل صوفر هو ( المعادلة الديمغرافية) إذ من المعروف بأن نسبة الإنجاب عند نساء قطاع غزة تعادل أربعة أضعاف ما هو عليه الحال في إسرائيل، وفي ظل التطورات الاقتصادية، وبما أن إسرائيل اعتادت أن تحظى بما تطلبه من دعم مادي وعسكري عن طريق الولايات المتحدة والدول الأوربية، فمن المنطق أن لا تستخدم المعدات القتالية المتطورة بقتل الأبرياء أو قهرهم.
ميدانياً، اختلفت حصيلة الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة عما سبقها، فقد نضجت الخبرات النضالية عند الفصائل الفلسطينية، حيث سقط العشرات من جنود الإحتلال برصاص المقاومة الفلسطينية ..ومع أن المعركة غير متكافئة، فإن مخرجاتها ستؤكد لمن يدعم إسرائيل، بأن إرادة الصمود ستكون أقوى مما كانت عليه، أما الشعار الذي سترفعه فصائل المقاومة الفلسطينية فهو: كلما سقط منا شهيد، استبدلناه بمقاتل عنيد. تحية عطرة لجميع أبناء غزة ولمن يدعم صمودهم في وجه همجية إسرائيل.
Email: am_jaradat@yahoo.com