هندسة الوعي وهندسة اللاوعي في نظام القصيدة. محمد البياسي

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص

دائمًا أنظر إلى القصيدة – قبل أن تتحرك على الشفاه أو أن ترتسم على الورق – على أنها جنين في رحم الوجدان عند الشاعر ..
تتشكل بهدوء في محاريب النفس الشعرية في اللاوعي ..
يتدخل اللاوعي بهندسة القصيدة أولًا بما أوتي من “مخزون” من العلاقات الهائلة التي غذت النفس الشعرية في مرحلةِ تشكُّلِ الشاعر فطريًا وفي المراحل التي تليها إراديًا.
ثم تأتي هندسة الوعي للقصيدة بعد خروجها إلى النور.
أما الأولى فحين تطرأ الفكرة , فإن الصور والمعاني تتوافد تدريجيًا وتلتف حول الفكرة الأم , كما يتوافد الغذاء إلى الجنين بدون تدخل مباشر بالكيفية من قبل الأم , لتتشكل من بعدها الإحالات على شكل رموز وتراكيب وأبيات ومقاطع , وهذه تتشكل بدورها بشكل شبه لا إرادي نحويًا ولغويا بما أوتي الشاعر فطريًا من ملَكة شعرية وبما أوتي من فطنة وخبرة وردات فعل في الوعي وفي اللاوعي.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي هندسة الوعي , التي تتدخل إراديًا وذلك بتقديم بيت على بيت أو حذف بيت أو صناعة بيت جديد لخياطة المعاني بعد حياكتها , وتبديل كلمة بكلمة , وتعديل تركيب .
.
.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى