«هواة الفنون».. نعناعة يستعيد إصدار مختارات من أرشيف مجلة بعد 50 عاماً

الجسرة الثقافية الالكترونية
يواصل الباحث نايف نعناعة اصدار مختارات من مجلته المعنونة (هواة الفنون) بجهود ذاتية، وهي المجلة التي طالما سدت فراغا بالمكتبة المحلية بموضوعاتها الثقافية والفنية والترفيهية واخبار نجوم الاذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح محليا وعربيا وعالميا.
على نحو يلبي شغف هواة الفنون قدم نعناعة موضوعات واخباراً وتفارير وتحقيقات عاين فيها حراك النشاطات والفعاليات الفنية في العاصمة، مستلهما في كل عدد منها ما اورده المغفور له الملك الراحل الحسين بن طلال عندما قال في احدى خطبه: «.. يردني ذلك ايضا الى حديث كنت قرأته عن الفن، ورأيت صاحبه ينعي على الفن انه خزي او شيء يشبه الخزي، وانه طريق الى الهاوية او شيء يشبه الهاوية وليت اولئك الذين يخرجون على الناس بمثل هذا الرأي او القول يدركون مضاء الفن كسلاح عرف اعداؤنا كيف يتخذونه في ايديهم ليقتحموا به حصون العالم واسواره ويلجوا به فوق هذا الكوكب كل ساح وميدان.. ان الفن لم يكن يوما الا جزءا من الكبرياء القومي عند كل شعب واساسا من اسس الحضارة التي عرفها بنو الانسان ، على مر القرون، واذا كان الفن في بلادنا ما زال طفلا يحبو على خجل ويتنقل على استيحاء فان من واجبنا ان نهيء المناخ الملائم لتطويره ونمائه حتى يشتد عوده ويقوى ساعده ولو بعد حين ، وتهيئة مثل ذلك المناخ لا تجيء بالطعن في هذه الصورة من صوره او تلك وانما بنقدها النقد الايجابي البناء ولا تتأتى عن طريق التهم التي نكيلها لعدة مستقبلنا من الجيل الجديد وانما بالمزيد من العناية نبذلها في وسائل التربية وطرائق التعليم».
ظلت مثل تلك الكلمات البليغة تزين اعداد المجلة، اضافة الى جملة من الموضوعات الثقافية والفنية والصور الممتعة التي احتوى عليها العدد الذي وصلنا من طرفه مؤخرا، فهناك صورة لعدد من اعضاء نادي الفنون امام مقر النادي في اول طلعة جبل اللويبدة ماخوذة العام 1971.
يشير نعناعة في العدد الى نصف قرن من الجهد الممتع في سبيل امتاع القاريء بأحلى الكلام واسمى مواتب الوجدان مبينا ان اصدار المجلة المتواصل تلك الفترة جاء وليد التطوع بفعل الحب والعمل ورغبة في التواصل ولعل الحافز الاكبر وراء الاصدار واستمراريته كان السبب وراء اعادة اصدار بعض الاعداد من ارشيف المجلة بحكم الحنين والشغف ولاستعادة العديد من تلك الكتابات التي جرى اقتباسها من ابداعات العديد من الكتاب او من قلم رئيس التحرير.
احتوى العدد الصادر عن لجنة الفن الحديث والذي حمل على غلافه جملة (للنخبة فقط)، معالجة نقدية لشعراء الغزل العرب: راح الابطال.. وظلت قصائد الحب) عن اشعار تبين احوال ليلى وبثينة وقيس بن الملوح وعمر ابن ربيعة وحبيب ابن الرومي وابي فراس الحمداني والشريف الرضي وصفي الدين الحلي وصولا الى شعراء الاندلس ابن زيدون، وهناك مقالة بعنوان الحب.. جولة في عالمه الواسع تسرد فقه اللغة للثعالبي على ان الحب هو الهوى والهيوم هو الذهاب بالعقل، كما يعرف الحب بتعاريف ومقولات دارجة تبدو فيها علاقة الحب بتناسخ الارواح وان هناك من الحب ما قتل أو هو اشبه بموجات مغناطيسية فضلا عن قصص العشاق المنسية.
ومن مختارات العدد مقالات ونصوص وقصص ومشهديات ورسوم كاريكاتيرية واعلانات لمنتجات واخبار وتعليقات رياضية وحكايات عن نجوم في تلك الحقبة.
الراي