«وجه الحب».. أوقع المشاهــــدين في نوبة بكاء

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -بعيداً عن صخب الأفلام الثلاثية الأبعاد والرباعية الأبعاد، والحركة، وقريباً من المشاعر والأحاسيس والقصة المبنية بشكل درامي يجعل من المشاهد جزءاً من الحكاية، يعرض فيلم «وجه الحب» للمخرج أري بوسين، ومن بطولة أنيت بيننج، ايد هاريس وروبين ويليامز، حيث الحب بعد الفقدان، والذي يتمثل بأرملة لم تعد تتذوق معنى الحياة بعد رحيل زوجها، ولكن وبعد خمس سنوات على هذا الرحيل تلتقي بشبيهه الرسام (توم) ، وهنا يعيش المشاهد، حسب استطلاع أجرته «الإمارات اليوم»، في حيرة وتساؤل حول إذا ما كانت (نيكي) تحب (توم) صدقاً، أم أن الشبه بينه وبين زوجها الراحل هو السبب في كل هذه المشاعر.

فيلم منحه مشاهدوه العلامة التامة، لأنه ببساطة يدخلك عالم أن الحب ليس له عمر ولا وقت، وأن القلب ما دام ينبض سيظل قادراً على الحب مرة أخرى.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

منذ اللحظة الأولى من الفيلم يعيش المشاهد حالة اليأس التي تعيشها (نيكي) بعد رحيل زوجها، الرجل الذي أحبته طوال حياتها وأنجبت منه ابنة شابة منشغلة في حياتها الخاصة، فيتعاطف المشاهد بشكل لا إرادي معها.

تهاني أمين قالت: «المشاعر في الفيلم فائضة، وفيها الكثير من الحب والعاطفة التي نفتقدها في زمن أفلام الحركة»، وأضافت «أداء أبطال الفيلم كبير كبر شأنهم في ما قدموه للسينما من جمال».

في المقابل، قالت علياء الظاهري: «الفيلم جعلني بين مد وجزر في مشاعري تجاهه، فمرة أتعاطف مع نيكي ومرة أخرى أتعاطف مع توم، أشعر تارة أن نيكي استغلت الشبه، وتارة أخرى أقول إنها أحبته»، مؤكدة «الفيلم رائع ويستحق الاحترام والمشاهدة للذين لم يشاهدوه بعد».

بدوره، قال الياس هادي ممازحاً «شعرت أنني في صالة عزاء، فجميع النساء كن يبكين»، وأضاف بجدية «الفيلم جميل ويلائم من يبحث عن الحب والمشاعر».

تستمر الأحداث يظهر فيها الصديق روجر الذي يجلس مع نيكي يسمعها فقط، وهو صديق زوجها الراحل أيضاً، يشجعها على الحياة، ويحاول التخفيف من آلامها، إلى أن يأتي وقت، ونيكي تمارس يومها الطبيعي في المشي، تصادف رجلاً في معرض فني، تتوقف برهة من الصدمة، لشدة الشبه بينه وبين زوجها الراحل، تذهب إلى روجر وتقول: «التقيت اليوم زوجي»، فيشعر روجر أن نيكي بدأت بالهذيان.

الفيلم بالنسبة إلى فراس إسماعيل يمكن أن يكون واقعياً «فالمثل الذي يقول يخلق من الشبه أربعين، صحيح، لكن المحك في الفيلم هو الحب الذي نما فعلاً في قلب البطلة، والذي وضع المشاهد في حيرة من أمره، بين ربط صورة توم بزوجها الراحل أو أنها أحبت شخصية توم التي تختلف كلياً عن زوجها الراحل». في المقابل، أثنى محمد عقرباوي على أداء روبن ويليامز في شخصية روجر وقال: «هذا الفنان يصلح لكل شيء للكوميديا وللجدية، وجوده يضفي رونقاً، ملامح وجهه قادرة على أن تكون قريبة إلى قلب المتلقي، وجوده في الفيلم جعل الفيلم أكثر قيمة»، مؤكداً «هذا النوع من الأفلام يستحق الثناء، لأنه يحكي المشاعر التي من الممكن أن يتعرض لها أي شخص». بقصد تقرر نيكي ملاحقة توم ليس بهدف أي علاقة، لكن لتتذكر زوجها الذي أحبته، لكن العلاقة تتطور بينهما، وتدخل إلى عالمه المليء بالألوان، فهو رسام يحب الوجوه والطبيعة، تبدأ نيكي التعلق بتوم، لكنها تقر له بحبها لزوجها الراحل دون أن تشير إلى الشبه بينهما، فهو قد يتحمل أن تخطئ باسمه وتناديه باسم زوجها الراحل، لكنه لن يتحمل أن حبها الكبير له بسبب الشبه بينهما، ولن يصدق العكس.

وبوجه مخنوق من شدة البكاء قالت ريهام حسون إن الفيلم أثر بها كثيراً لدرجة البكاء الشديد، وأضافت «منذ زمن لم أشاهد فيلماً رحيماً إلى هذه الدرجة»، معلنة عن سبب بكائها الشديد «بعد وفاة زوجي تقدم لي شقيقه، لكني رفضت لشدة الشبه بينهما، ولم أعطِ نفسي فرصة التعرف إليه، خصوصاً أن شخصيته بالفعل تختلف عن شخصية زوجي الراحل، لذلك قام الفيلم بإثارة مشاعري التي اعتقدت أنها ماتت منذ زمن».

بعد كل هذه المشاعر، وتجدد الحب في قلب نيكي، يدخل المشاهد إلى المشاعر النفسية، خصوصاً أنه يعرف الحقيقة قبل أن يعرفها توم الذي هام حباً بها، وبدأ برسم صورتها، مشاعر قوية، وتفاصيل كثيرة، تجعل من الاثنين ضحية، وتأتي لحظة إصرار توم على التعرف الى عائلة نيكي ودخول منزلها، فتهرع إلى منزلها وتزيل كل الصور التي تخص زوجها، التي كانت تملأ البيت، كي لا يعرف توم الشبه، وتأتي ابنتها التي من الصدمة حاولت التعبير عن فرحها، إلا أن والدتها قاطعتها لتغير الموضوع، الأعصاب مشدودة، في أن يكشف سر نيكي، لكن الحقيقة أن نيكي بالفعل أحبت توم لشخصه وليس للشبه الذي كان بوابة لدخوله إلى قلبها، لكنه لم يكن الأساس.

مع أن المشاهد يلامس وقع النهاية في الفيلم، لكن الأحداث تضعه في بناء التوقعات، وطرح الكثير من الأسئلة التي لا جواب لها سوى عند توم.

قال فادي الآغا: «الفيلم فيه الكثير من الأسئلة التي تفرق بين ما يدور في بال الرجل وما يدور في بال المرأة، وأنا كمشاهد أدرك أن نيكي أحبت توم، لكن كرجل إذا وضعت نفسي مكان توم لن أصدق هذه المشاعر اذا اكتشفت الشبه بيني وبين من كانت تحب»، مؤكداً «القسوة هنا تأتي من الرجل الذي يشعر أن كرامته مسّت، لذلك لن يسمح بأي نوع من التبرير».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى