ورشة عن مفاهيم تدوير المواد بمطافئ 27 ديسمبر

الجسرة الثقافية الالكترونية
أشرف مصطفى:
كشف الفنان فرج دهام عن استعداداته الحالية لتقديم ورشة مفاهيم تدوير المواد بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وذلك على مدار أربعة أيام متتالية بدءًا من 27 وحتى 30 ديسمبر الجاري، بمبنى إقامة الفنانين بمطافئ، على أن تستمر الورشة يوميًا من الساعة السادسة إلى السابعة مساء، وتأتي تلك الورشة في إطار التعاون الذي يتم حاليًا بين الفنان فرج دهام واللجنة العليا للمشاريع والإرث بعد أن أطلقت برنامج فن إعادة استخدام المواد المستهلكة، وتأتي الورش بالتزامن مع التجهيز لعمل فني لفرج دهام في استاد الريان أحد الملاعب المرشحة لاستضافة مباريات في المونديال، وهو العمل الذي يتم حاليًا.
من جانبه أوضح الفنان فرج دهام أن الورشة تعتمد على فكرة كيفية الاستفادة من المواد التي خرجت من البيئة وإعادتها إليها مرة أخرى، في محاولة تسخير كل ما هو موجود والتفكير باستدامة الاستهلاك مرة أخرى، كما أنها تتعلق بالإرث وقضية تدوير هذه المواد وتعميمها، وعبّر دهام عن سعادته لرؤية مدى تقدير اللجنة العليا للمشاريع والإرث للفنون والثقافة وإدراكها العلاقة الوثيقة التي تجمعهما بالرياضة، وقال: إن فن إعادة استخدام المواد المستهلكة ليس بالمجال الجديد بالنسبة لي، لذا فقد تقدمت بأفكار عديدة للجنة العليا حول الأعمال الفنية التي يمكن ابتكارها من المواد المستهلكة، لكن الاختيار وقع في النهاية على شجرة السمر الفريدة من نوعها في بيئة قطر بشكل عام وفي الريان بشكل خاص، وعن الورشة التي تتزامن مع مشروعه الفني بنادي الريان، قال دهام إن الورشة تركز على كيفية إعادة استدامة الفكرة بالوعي العام، وأكد أن التحولات التي وجدت في البيئة والملاعب الرياضية تدخل ضمن معطيات الإرث، وكيفية إعادة هذا الإرث بما يتناسب مع طبيعة الملاعب وبما تحتويه من منصات للجماهير وفراغات وخدمات عامة، وقال إن وجودها في فراغ المدينة سيشكل حضورًا أقرب إلى النحت الميداني في المنشآت، كما يمكن أن تنتقل المجسمات من مجسمات ثلاثية الأبعاد بمقياس متر ومترين من الورق المقوى إلى مرحلة تعريفية وثقافية وتحضير ذهني ورفع معنوي للدارسين بأنهم جزء من المشهد العام، وهي محاولة لإعادة النظر لكل ما هو مرئي، ونوّه إلى أن الهدف هو التأكيد على أن هناك جهدًا قد بُذل لتنفيذ أي تصميم، ويجب أن يقف المتدرب أمامه ويحدد إمكاناته الفنية ثم يحاول استعادة بعد آخر من خلال وجهة نظر خاصة به، بتدوير التصاميم مرة أخرى وهو أمر ممتع بالنسبة للمشاركين في الورشة، وحتى يعرف أن التصميم ليس شيئًا عابرًا وإنما عمل مهم، وعلى المشارك أن يملك قراءة خاصة، وعامة وهنا سيزداد وعيه، خاصة عندما يلتقي مع الإرث والتراث، ولفت إلى أن هناك هدفين لورشة العمل الأول تحميل فكرة الاستدامة، وهذا ما تعمل عليه دولة قطر والثاني كيف نطرح هذا المشروع ليصبح سلوكًا مستدامًا للعمل لحماية البيئة وكذلك كيف لا نتجاهل القليل الذي يمكن أن يصبح كثيرًا في يوم من الأيام، علمًا بأن الفكرة هي كيفية الاستفادة من المواد التي خرجت من البيئة وإعادتها إليها مرة أخرى، وأضاف: هذا فهم ضمن الأدبيات والأفكار التي لا أستطيع الابتعاد عنها، وقد يكون قضية وجودية في محاولة تسخير كل ما يمكن أن يكون موجودًا وهذا الأمر موجود في الأدب والفن العالمي، كما أوضح أن له تجارب في تدوير المواد، ومن هنا يعمل على فكرة الإرث التي تقوم عليها لجنة المشاريع وفكرة الاستدامة من حيث المبدأ، وهو الأمر الذي اعتبره جزءًا أساسيًا من علاقته مع الأشياء منذ زمن طويل.
وأشار دهام إلى أن الحديث لن يكون عن جاهزية الأشياء ولكن عن تفكيكها لنتعرف فحواها وهي لن تلغي التصاميم ولكنها مرحلة انتقال الشيء من الثبات إلى الحركة، وهذه الحركة مرحلة تعليمية مرتبطة بالشيء، وسنصل إلى هذه الحقائق الفنية والجمالية والتاريخية من خلال وقت قصير جدًا، ومساحة الورشة 4 أيام وهي فترة قصيرة، ولكن بهمة المسؤولين والفريق المشارك سنصل للإنجاز.
وعن شجرة “السمر” التي قام بإعدادها مؤخرًا بنادي الريان أكّد أنها في تاريخها البعيد ليست بجديدة وهي شجرة وجدت وبظروف مختلفة وفي الوقت الذي تسمى فيه بقطر شجرة السمر نجدها لها العديد من المسميات الأخرى في بلدان مختلفة، فهي ليست بجديدة على المكان ولديها علاقة بمجتمع البادية، وقد تم قبول الفكرة من حيث المبدأ وأولينا اهتمامًا قدر الإمكان بوضع كثير من التصورات لنصل إلى نتيجة وتم قبول التصميم ثم قمنا بتغييره للمرة الثالثة، وذلك حرصًا على المحافظة على الهدف نفسه، والآن نحن في مسار التنظيم لإنشاء هذه الشجرة وقد دخلت ضمن كيفية توليفها مع المواد التي خرجت من ملعب الريان الذي تم هدمه والاستفادة منها لتفريع الشجرة وتدوير المواد بالفكرة ليس بالأمر السهل، ولكن كيف تخلق لها استدامة فهو المهم فضلًا عن ضرورة العمل وفق معطيات حداثية وعصرية.
ويرى الفنان فرج دهام أن الرياضة لا تنفصل عن الثقافة، مؤكدًا أن ضمن المعطيات العالمية والعمل على اعتماد نشاط رياضي تصبح هناك التزامات ثقافية مصاحبة، لأن الثقافة متداخلة مع طبيعة الرياضة، ويشار إلى أن الفنان القطري فرج دهام قد وقع الاختيار عليه، لما له من تجربة كبيرة في عملية التدوير واهتمامه الكبير بالاستدامة، كما أنه يعتبر من الباحثين المتخصصين الأكفاء في مجال الفنون البصرية، ولديه العديد من المشاركات والمعارض الفردية والجماعية داخل وخارج قطر.. تم اختيار فرج دهام للقيام بعمل فني في استاد الريان أحد الملاعب المرشحة لاستضافة المباريات في المونديال، فضلًا عن تقديمه تلك الورشة سالفة الذكر للحديث عن مفاهيم تدوير المواد، في وقت تتسارع فيه الخطى بقطر نحو استضافة كأس العالم 2022، والتي تبقى لإطلاقها أقل من 7 سنوات، حيث يجري العمل حاليًا على قدم وساق في الكثير من الأمور، والمسؤولون لا يبحثون عن ملاعب بتصميم جميل فقط، ولكنهم ينظرون إلى ما بعد انتهاء المونديال وهو الاستدامة.. لذلك كانت رحلة البحث عن المهتمين والمتخصصين بهذا الأمر لتتلاقح أفكارهم مع أفكار اللجنة لإخراج عمل جميل يربط الحاضر بالمستقبل ولا يخرج عن بيئته.
المصدر: الراية