وسائل الاتصال الحديثة تنافس الإذاعة

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الراية
هو إعلامي وشاعر.. خريج لغة عربية وإعلام بجامعة قطر عام 2001، التحق بإذاعة قطر في عام 2002 كمُتعاون وبعدها بفترة بسيطة تمّ تثبيته، ليشغل حاليًا وظيفة رئيس قسم المُذيعين.. إنه المُذيع جبر صالح.
يرى جبر صالح أن طبيعة العلاقة بين الإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة يجب أن تكون تكامليّة، لكن في الوقت الحالي فإن الكفة تميل أكثر إلى التنافس بين وسائل التواصل الحديثة والإذاعة، ومع ذلك يقول: “لديّ قناعة بأن الإذاعة ستظلّ كما كانت وسيلة الإعلام الأولى، لما تتمتع به من المقوّمات الخاصّة بالأخبار كالمصداقيّة والآنيّة والجديّة، في حين أن وسائل التواصل الحديثة تكثر فيها الإشاعات وتستخدم لأغراض سواء كانت شخصية أو غير شخصية، وتفتقر للمصداقية أحيانًا في نقل الأحداث، موضحًا أن أغلبها يتم توجيهها – من وجهة نظري الخاصّة – رغم أن لها مميّزات خاصة ولكن الشخص هو من يتحكم في هذه الوسائل حسب الأهواء.
وحول الوسائل التي تمتلكها الإذاعة لمنافسة التلفزيون والوسائط الحديثة أكد أن الإذاعة تمتلك وسائل عدّة بحكم أنها وسيلة إعلام غير مرئيّة، وتعتمد على الصوت فقط، فالإعلامي الإذاعي – من وجهة نظري – غالبًا ما يكون أكثر ثقافة من الإعلامي التلفزيوني، وأعتبره إعلاميًا شاملاً ومتنوعًا ولديه القدرة على توصيل المعلومات بطريقة حرفيّة، موضحًا أن أكثر المُذيعين في التليفزيون نجاحًا بدأوا المشوار في الإذاعة.
بورصة الإذاعة
وحول قدرة الإذاعة على استقطاب المُستمعين اليوم والحفاظ عليهم.. قال: “لا يُمكن أن تبقى الإذاعة بدون مُستمعين ولو بنسب مختلفة.. هي مثل البورصة أحيانًا ترتفع نسبة الاستماع إليها، وأحيانًا تنخفض، لكن في النهاية مستحيل ألا يسمعها أحد، ومن لا يستمع للإذاعة لا بد أن تربطه علاقة حب وثيقة وقديمة مع المذياع، ومهما تعدّدت وسائل الاتصال الاجتماعي ففي النهاية يظلّ الراديو أو الإذاعة وسيلة الإعلام – كما بدأت – الأولى وستظلّ مع الأيام”.
التنوّع والتطوّر
وفيما يخصّ الوسائل التي تمكنهم من الإبقاء على المُستمعين قال: إن ذلك يتعلق بنوعيّة البرامج التي نقدّمها سواء من حيث الأفكار والمضمون ومدى مسايرتها لروح العصر، وعبّر عن اعتقاده بأن الإذاعة تحاول أن تواكب العصر وتواكب أيضًا المنافسة مع وسائل الاتصال الاجتماعية والتلفزيون من خلال تحديد نوعيّة البرامج وملامسة الواقع والأحداث بطريقة أكثر عمقًا وثقافة وموضوعيّة وحيادية، فالإذاعة تظلّ في الوقت الحالي مع الأحداث، وهي وسيلة الإعلام التي تمسك العصا من المنتصف، وهذا ما يجب أن تكون عليه وسائل الإعلام بأن تلتزم الحياديّة ولا توجّه لتوجيه معيّن، وأعتقد أن الإذاعة هي الوسيلة الإعلامية المفضلة لدى كثير من المُثقفين.
سلبيات الإذاعة
ويرى جبر صالح أن السلبيات المُرتبطة بالعمل الإذاعي ليست بالضرورة أن تكون من الإذاعة وإنما من خلال تغيّر ثقافة المجتمع حولنا، حيث يتحوّل الشباب لسماع الإذاعات الغنائيّة، التي ربما تكون في أغلب الأحيان سطحيّة بعيدة عن الواقع وبعيدة عن الثقافة، والسلبية هنا ليست في الإذاعة وإنما في من يستمع للإذاعة، موضحًا أن إذاعة قطر ستظلّ سائرة في نفس النهج مع تطويره وستظلّ تعمل على مسايرة الواقع، حيث تظلّ الإذاعة وسيلة لتقديم مواد ثقافية إخبارية تضمّ جميع المجالات. أما المميّزات فأوضح أن الإذاعة في المقام الأوّل هي حب وعشق وهذا ما يميّز العمل بالإذاعة، ثانيًا الحرفيّة في الإذاعة ومعنى أن الشخض يعمل بالإذاعة يعني أنه حرفي متميّز يملك ثقافة وقدرة على توصيل المعلومات بدون مساعدة وسائل أخرى مثل الصور أو المواد المصوّرة. ومن ناحية الشهرة أعتقد أن مذيع الإذاعة مظلوم من ناحية معرفة جمهور الإذاعة بالمذيع، بعكس مذيع التلفزيون الذي يمكن أن يصبح مشهورًا مع أوّل ظهور له على الشاشة. حيث يظلّ مذيع الإذاعة يعمل سنوات طوالاً ويقدّم عشرات البرامج ليعرفه الناس وليرسم صورة مميّزة في مخيلة المُستمعين.
وحول كيفية قياس نسب الاستماع وآراء الجمهور أوضح أن هناك بعض المُستمعين يتواصلون مع الإذاعة بشكل مباشر، وحتى من لا يُشارك في البرامج يتواصل مع الإذاعة ويُبدي آراءه في كثير من المواد المقدّمة، موضحًا أن قياس النسب عن طريق بعض الناس الذين يقومون بنقل آراء أصدقائهم والمقرّبين حول الإذاعة وبرامجها، إضافة لاستطلاعات الرأي في بعض الجرائد المحليّة من ضمنها الراية التي قامت باستطلاع مؤخرًا حول آراء الجمهور في الإذاعة.
تنافس إذاعي
ولفت صالح إلى أن وجود إذاعات أخرى كإذاعة صوت الخليج وإذاعة صوت الريان أمر جيّد، خصوصًا أن لكل إذاعة طابعها الخاص بها، ولكن حتى الآن لم توجد إذاعة مثل إذاعة قطر لنقول إن هناك منافسة، فطبيعة برامج إذاعة قطر، ليست كبرامج إذاعتي الخليج والريان، لذا تتميّز كل إذاعة بخط سير خاص بها، فإن أردت الاستماع لمواد إخبارية أو برامج ثقافيّة ومنوّعة استمع لإذاعة قطر، وإن أردت برامج منوّعة وبها جلسات فيمكن للمستمع أن يتجه لإذاعة صوت الخليج أو إذاعة صوت الريان، مشيرا إلى أن ما يميّز إذاعة قطر أنه في وقت الاحداث سواء كانت محليّة أو عالميّة فإن المجتمع يعود إلى إذاعة قطر لأنه يعرف أن ضالته في إذاعة قطر وهذه ميزة، وبشكل عام يمكن القول إن العلاقة بين الإذاعات المحليّة تكامليّة وليست تنافسيّة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإذاعة بدأت كأولى وسائل الاتصال ويستحيل أن تنقرض، أو أن تختفي مهما تطوّرت المجتمعات واكتشفت وسائل أخرى، ستظلّ الإذاعة هي الإذاعة وسنظلّ دائمًا على المدى البعيد نقول هذه إذاعة قطر من الدوحة، فلا أعتقد أنها ستنقرض حيث إننا نحتاجها في كل مكان، سواء في البيت أو العمل أو خلال السفر.