وسام صليبا: لا تهمّني المشاركة في عمل بلا رسالة

الجسرة الثقافية الالكترونية
*فاتن حموي
بعد سبع سنوات من دراسة الإخراج والتمثيل في الولايات المتحدة، وبعدما عمل في إخراج وإنتاج الأفلام المستقلّة، يطلّ وسام صليبا بأولى بطولاته الدراميّة محليّاً، في مسلسل «أحمد وكريستينا» المعروض حالياً على قناة «الجديد». سبق لصليبا أن عاش أجواء الحبّ الممنوع على الخشبة، من خلال مسرحيّة شكسبير «روميو وجولييت». والآن يتشارك في أداء قصّة عن حبّ يرفضه المجتمع مع المغنية سابين، ومجموعة من أبرز الممثّلين اللبنانيين، عن نصّ لكلوديا مرشليان يخرجه للتلفزيون سمير حبشي.
بدأ صليبا مسيرته محليّاً بتصوير الإعلانات، «عملاً بمقولة البدء بالتمرين قبل خوض المباراة الكبرى»، كما يقول لـ «السفير». «وقّعت عقداً لمدّة ثلاث سنوات مع المنتج مروان حدّاد، يقضي بأن تنتج «مروى غروب» لي ستة أعمال تلفزيونية بمعدّل عملين كلّ عام». يؤكّد صليبا أنّ العقد مع «مروى غروب» يتيح له المشاركة في أعمال من إنتاج عربي أو أجنبي، لذلك يدرس عروضاً للعمل في فيلم بريطاني، ومسلسل فرنسي/ قطري عن كأس العالم 2022. أمّا عمله الدرامي المقبل مع الشركة اللبنانيّة، فيبدأ تصويره في الخريف المقبل.
لا يخفي الممثل سعادته بردود الفعل الإيجابيّة على أدائه في المسلسل. «مع أنّ هناك مسلسلات مهمة جداً تعرض في رمضان، لكن كانت لي ملء الثقة بنص الكاتبة وبعين المخرج ووجود نخبة من الممثلين المتمرّسين. أضف إلى ذلك أنّ قصة المسلسل تعني لي الكثير. أجد أنّ من واجبي أن أساعد في تغيير المجتمع بما أوتيت من موهبة، ولا تهمّني المشاركة في عمل فنّي لا يحمل رسالة. أنا مؤمن بأنّ الطائفية تحدّ عقولنا، وبأنّ الدين ليس هوية أو لا يحدّد الهويّة بالأحرى، بل هو أمر خاص بين الإنسان وربّه، من هنا أحبّ الناس القصّة لأنّها مختلفة عن السائد مع أنّها في قلب السائد».
كجميع الممثّلين المشاركين في العمل، يجهل وسام صليبا حقيقة النهاية، المتوقّع تصويرها في 27 حزيران/ يونيو الحالي. «هناك نهاية مكتوبة للمسلسل، لكن المخرج آثر تغييرها وجميعنا أردنا أن تكون النهاية جميلة ومعبّرة إلى أقصى الحدود». لكن ماذا تعني النهاية الجميلة؟ يشرح صليبا أنّ النهاية في رأيه تكون إمّا بالموت أو عدمه، لأنّ المجتمع لن يتقبّل قرار زواج أحمد وكريستينا، و «سنرى في الحلقات المقبلة تدهور الأمور من خلال عدد من الخسارات».
خلال تصوير العمل، زار صليبا مناطق لم يسبق له زيارتها في لبنان، منها جرود كسروان، وجرود البترون، وعجلتون، وريفون، وجبيل وبيت شباب وغيرها. «أحياناً كنّا نصوّر 15 ساعة متواصلة في اليوم، للحاق بركب رمضان، لكن سعادتي كانت لا توصف».
يحضّر وسام لعمل مشترك يجمعه بوالده الفنّان غسان صليبا، وشقيقه زياد الذي درس بدوره التمثيل والكتابة في الولايات المتحدة. يشارك زياد بالتمثيل في مسلسل «سوا» الذي لم يعرض بعد (من بطولة يوسف الخال وإيميه الصيّاح وإخراج شارل شلالا)، لكنّ شغفه الأوّل هو الكتابة والموسيقى إذ أنّه يعدّ لألبوم غنائي، ويكتب مسلسلاً جديداً. يقول وسام: «كتب زياد الحلقة الأولى من مسلسل أشارك فيه إلى جانب والدي، ونحن بانتظار الإنتاج لإعطاء كلمته الفصل في هذه الحلقة، لنبدأ العمل مع فريق منسجم من كلّ الاتجاهات».
يصبّ صليبا اهتمامه في الفترة المقبلة على التمثيل، أمّا على صعيد الإخراج فيقول: «سأنتظر سبع سنوات على أبعد تقدير لأقدّم مشروعي الإخراجي، قد أكتبه لنفسي، أو أتشارك في كتابته مع أخي. من الممكن أن أقدّم وثائقياً أو فيلماً قصيراً في المستقبل، لكن جلّ تركيزي سيكون على التمثيل أولاً، والمستقبل كفيل بأن يبلور خبرتي وطريقي نحو الإخراج. أجد أنّه من الصعب أن أركّز على التمثيل والإخراج معاً في عمل واحد، هو مزيج مضاعف من التعب، وقد اختبرت هذا الأمر خلال تقديم فيلم تخرّجي». يدور الفيلم حول شخص يترك قريته ليصبح موسيقيّاً عالميّاً، ثمّ يعود إليها في رحلة بحث عن نفسه. يختم صليبا بالقول إنّ الحياة خيارات في النهاية، «أنا أيضاً غادرت بلدي وعدت أدراجي، ولكن اليوم لو قدّر لي أن أقدّم فيلماً سيكون مختلفاً عن آرائي كتلميذ بالطبع، وسأختار مقاربة مختلفة».
المصدر: السفير