“وطن في وجدان الأوفياء”.. دراما تناقش حقّ العودة للفلسطينيين

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
عرض على هامش المُلتقى السنوي الثالث لبيت دجن – يافا الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، مسرحية “وطن في وجدان الأوفياء” تأليف الأستاذ عبد القدوس أشاويش ومثلها عدد من الأشخاص الذين ينتمون لقرية بيت دجن – يافا وبطلها الممثل المعروف هشام يانس.
وتجسد المسرحية نمط الحياة الذي كان سائدًا في فلسطين وقرية بيت دجن – يافا قبل الاحتلال الإسرائيلي، وروى الجد “هشام يانس” لحفيدته قصصًا جميلة ومشوقة عن بيارات البرتقال وعطر زهر البرتقال الذي كان فواحًا يعطر الأجواء.
وقال لها إن الأرض مباركة لكن اليهود احتلوها بقوة السلاح وشردونا منها ودنسوها، مشددًا أن الغرب ساعد اليهود، منطلقًا من مبدأ “نحن للقبور واليهود ذنبهم مغفور”.
وتابع بحسرة: لو كنا وحدنا ما دخلها يهودي واحد، مؤكدًا أن العرب لم يساعدوا الفلسطينيين، لكن الإنجليز قدموا دعمًا غير محدود لليهود، بدءًا من وعد بلفور حتى احتلال الساحل الفلسطيني.
وخاطب حفيدته: يا ابنتي إن الكفّ لا تواجه المخرز، فقد قاومنا قدر استطاعتنا وإمكاناتنا، ولكن سلاح اليهود كان كثيرًا وبريطانيا قوية، وظننا أن الجيوش العربية آنذاك ستحرّر فلسطين كما وعدونا، ومع ذلك رفضت الدول العربية منح القائد عبد القادر الحسيني السلاح الذي طلبه لمواجهة اليهود، ولم يصلنا السلاح حتى يومنا هذا.
كما عرضت المسرحية صورًا من موسم قطاف البرتقال، وكيف كان يتمّ قطفه من قبل القطافين والقطافات، وتنقيته من قبل المنقين، والسعادور الذي يضع البرتقال في الصناديق وإقفالها بإحكام بالمسامير.
وروت زوجة ابن هشام يانس قصص طفولتها في بيت دجن، حيث كانت وبنات الجيران يذهبن إلى المراجيح، موضحة أن المرجيحة كانت بتعريفة.
وقالت إن البنات كن يحملن سلال البرتقال ويتمايلن وهن يرددن الأهازيج، كما أكّدت المسرحية أهمية الذاكرة وضرورة تحفيظها للأطفال كي لا ينسوا وطنهم فلسطين.
وأخبر يانس حفيدته وأمّها أن التجار المصدرين للبرتقال كانوا يجوبون بيارات البرتقال في شهر أبريل من كل عام لتفقد الشجر والحمل ويقومون بضمان البيارة، في حين أن بعضهم كان يتضمن البيارة بعد أن يعقد الثمر، وأن السعر في هذه الحالة يكون أعلى من ضمان الزهر.
وقال المؤلف والمخرج عبد القدوس البيت شاويش لـ”الراية”، إن المسرحية كتبت من وجدان إنسان عاش طفولته في قرية بيت دجن – يافا، وتنعّم بخيرها وتنسم هواءها المعطر بعطر زهر البرتقال، وعاش المحنة والاحتلال والهجرة وعاش المعاناة كون وجدانه يحتفظ بتاريخ مجيد لبلد لن ينساه.
وأضاف إن الهدف من هذه المسرحية هو شحن ذاكرة الأجيال حتى تبقى الذاكرة متوقدة بحب فلسطين، مشددًا أن الراية لن تسقط لأن القضية ليست مشكلة حدود بل هي عقيدة ووجود.