وفاة مجدي عبد الملك حارس تاريخ مقهى ريش

الجسرة الثقافية الإلكترونية- خاص- 

القاهرة – من يوسف وهيب 

  فقدت الأوساط الثقافية بمصر ومنطقة وسط البلد، أحد الذين حافظوا على تاريخها و سمتها الثقافي، رحل عنا اليوم السبت، مجدي عبد الملاك ميخائيل، صاحب مقهى ريش ومديره ومؤسسه الثاني في الثمانينيات التسعينيات، وأعاد عبد الملاك ترميم المكان وافتتاحه، بعد أن ظل مغلقا طوال لفترة زادت عن العشرين عامًا.

  مجدي عبد الملاك يلقبه الكثيرون بـ “حارس تاريخ ريش”، حيث أصر على أن يعيد المقهى بنفس ديكوراته وشكله القديم الذي بدأ به في العام 1908، وأثناء قيامه بتجديد المقهى عقب زلزال 1992 اكتشف عبد الملك نفقا سريًا أسفل المطعم، وتبين أنه كان يستخدمه الثوار من رواد المقهى في ثورة 1919 للهرب من قوات الاحتلال، وعثروا في النفق على ماكينة قديمة لطباعة المنشورات وبعض المقتنيات النادرة، فقام بترميمه على نفقته الخاصة وحوله إلى متحف صغير لثورة 1919.

ووثق مجدي عبد الملك، وهو ضابط جيش متقاعد، لتاريخ مقهى ريش منذ أن كان كازينو يضم “تياترو” صغير يمتد إلى ميدان طلعت حرب، غنت فيه أم كلثوم في بداية حياتها الفنية، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء يوسف وهبة باشا ، الذي كلفه الانجليز بالوزارة عام 1919 ، ونفذ عملية اغتياله الشاب الوطني عريان يوسف سعد أمام مقهى ريش، وألقى قنبلة يدوية من مكان جلوسه على المقهى باتجاه موكب يوسف وهبة أثناء  سيره بشارع سليمان باشا، وشهد المقهى منذ الخمسينيات  ندوة نجيب محفوظ مع أشهر الكتاب والمبدعين من جيل الخمسينيات والستينيات، وتم إغلاق المقهى في المرة الأولى عقب خروج مظاهرة من المقهى تندد بمقتل الروائي الفلسطيني غسان كنفاني، يذكر لمجدي عبد الملاك أنه صنع- قبل وفانه- أرشيفا ضخما لتاريخ مصر الحديث، يضم وثائق وصورا نادرة جمعها من أماكن ومصادر متعددة، ودور رواد مقهى ريش في مراحل مصر التاريخية و محطاتها المهمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى