ياسر عبدالحافظ: لو قدرت لى الحياة لفترة أطول لن أصل إلى 10 أعمال!

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر / ثقافة 24
يرى ياسر عبد الحافظ أن الجوائز مهمة، ويقول إن “هناك شيئاً ما داخلنا يجعلنا مهما تقدم بنا العمر كالأطفال، ومهما كانت قناعاتنا حول أن الكتابة أمر مكتمل بذاته، هو الجائزة الأكبر، رغم ذلك، فإن الجوائز يبقى لها البريق والإغواء الذى لا يمكن الإفلات من خيوطه”.
صاحب «كتاب الأمان»: أنا الآن فى منتصف الأربعينيات ولم أنجز سوى روايتين.. وهذا لا يحزننى ويستدرك الكاتب الفائز بجائزة ساويرس، فرع الكتاب الكبار، عن روايته “كتاب الأمان”: “إنما، من الضروري أن نفهم ما الذى نريده من الجائزة، أظن أن هذا أمر على كل مبدع أن يدرسه بينه وبين نفسه جيدًا، لتبقى مساحة الحزن من فوات الفرصة، أو الفرح بالحصول عليها، فى حدها الطبيعى، وهذا الحد الطبيعي بالنسبة لي يتمثل في أن التقدير الذى نحصل عليه من خلالها ليس التقدير النهائى، ليس معياراً نهائياً بحيث يصبح الأول مثلًا فى تلك الجائزة هو صاحب العمل الأفضل من الناحية الفنية والجمالية وغيرها، كما أن الثانى لا يليه فى الترتيب، وبالمثل، وهذا هو الأهم، فإن العمل الذى خرج من التصفيات ولم يحز على إعجاب لجنة التحكيم مستبعد من قائمة الأعمال الأدبية المميزة. أظن أن هذه بديهيات، غير أنه لسبب ما نسيناها، ربما لأن الجوائز أصبحت هي المعيار النقدي الوحيد، وهى من تولت مهمة التقييم والتصنيف بعد أن أصبح النقد مهنة غير مرغوب فيها”.
وتابع: “الجانب الأكثر أهمية فى الجائزة، أنها أصبحت أحد المصادر المهمة لتمويل عملية الإبداع والاستمرار فيها، وذلك بعد أن فشلت مؤسسات الثقافة العربية فى القيام بدورها الأساسي وهو توفير المناخ المناسب للمبدع بدلًا من اضطراره إلى العمل، مثل بقية المواطنين، لساعات طويلة فى أمور لا علاقة لها بمهمته الأصلية، تأتى الجائزة، وحسب قيمتها المادية، لتمنحنا بعض الوقت الذى نتمناه لننهى بعض المشاريع التى نحلم بها”.
بخلاف روايته “كتاب الأمان” لياسر رواية ثانية فقط هي “بمناسبة الحياة”، فكيف يرى قلة أعماله المنشورة خصوصاً مع تقدمه في العمر؟ يقول: “نعم، أنا الآن في منتصف الأربعينيات ولم أنجز سوى روايتين، هذا لا يحزننى، إلا فيما له علاقة بالنقطة السابقة، أنى لا أجد الوقت الكافي، ولا فراغ البال لإنجاز ما أريد. إنما هناك مستوى فنى ما قررت منذ البداية أننى لن أتنازل عنه، لا أحترم كثيراً مسألة شاعت وتوارثناها من جيل سابق، أنه لابد أن تنجز أعمالًا كثيرة ضمن مشروعك.. لماذا؟ من فرض هذا؟ هل سأل أحد أصحاب تلك النظرية ما قيمة الأعمال التى أصدروها تحت ضغط هذه المطالبة.. أنت وأنا نعرف مثلًا أن هناك أعمالًا كثيرة لنجيب محفوظ أقل بكثير من المستوى “المحفوظى” الذى عُرف به، لأنه كان أحد أشهر رواد هذه النظرية.. عمل كل عام، ومنه تعلم تلاميذه، ومنهم سمعنا، ونقلنا وقررنا بلا تدبر… كثيراً ما أفكر بأنني، لو قدرت لي الحياة لفترة أطول، لن أصل إلى رقم عشرة، ربما تسعة أعمال.. لكن إن لم تكن كلها وفق ما أريد، إن لم تكن في كل منها إضافة، مغامرة فهذا العدد مرشح ليصبح أقل”.