يوميات البائع الصغير / عمر شبانة

 

الجسرة الثقافية الإلكترونية- خاص- 

 

 (جبل اللويبدة)

سرد مفتوح

مدخل

 

دوائر من الطفول تتوهج، وخطوط تلتمع، وحرائق تندلع، فيجد نفسه في عالم تتداخل خيوطه وتتشابك، ويتأكد أن فضّ الاشتباك أمر مستحيل، ولكنْ عليه، رغم ذلك، أن يفكّك هذا الاشتباك وذلك التداخل. عليه أن يعرف كيف جرى ما جرى، ومتى وأين. إلا أنّ من في سنّه لا يفكر كيف يعيش، إنّه يعيش أوّلا، يغرق في العَيش، ثمّ قد يتوقّف ليفكّر في التساؤل عمّا جرى أو سيجري. لذا لم يعرف تماما كيف جرى ما جرى، ولماذا، وكيف وصل إلى ما وصل إليه؟ 

هو يقول إنّه كان يكبر مع عمّان، التي كانت تكبر على مهل، عمّان مَسقِط رأسه، المسقِط الذي سرعان ما حملوه منه إلى “الكرامة”. وفي عمّان تتسارع الوتيرة، تتوتّر هي فتشدّ له أعصابه والشرايينَ في قلبه، وحين يرغب في التوسّع، والقفز عن حواجزها، يكتشف مساحات هي في أشدّ حالات البُكورة، وفضاءات غير مطروقة. 

في سنته العاشرة كان، حين عاد إليها لاجئا من “الكرامة”، قبيل المعركة التي حملت اسم هذه البلدة- المخيم، في آذار 1968 بين الفدائيين وبمساندة مجموعات من الجيش الأردني من جهة، وبين قوات الجيش الإسرائيلي من جهة مقابلة. جاء مع جدّته وأخته الشقيقة ليستقروا في بيت والده في عمّان. وكان جبلُ النزهة، حيث بيتُ الوالد، ما يزال حيّا صغيرا من بيوت متناثرة، لكنّه كان آخذا في النموّ من طرفيه الشرقي والشمالي، بينما كان جنوبه مغلقا من جهة معسكر القصور الملكية، وغربه محدودا بوادي الحدّادة ومخيّم الحسين. 

“الكرامة” كانت بلدة محدودة بمعالمها وملامحها، لكنّها كانت مفتوحة على آفاق يفتقر جبل النزهة إليها، معالم من أبرزها قربها الشديد من نهر الشريعة والبحر الميّت، فتستطيع الوقوف على روائح فلسطين من خلال جبال أريحا وموزها وصبّارها وليمونها، لهذا سكنتْ أريحا الطفلَ منذ وقت مبكر، وتعزّز هذا السكن بالزيارة الوحيدة إلى أريحا عشيّة نكسة العام 1967، الزيارة التي ستبقى في البال والروح مطولا. كما سيبقى نهر الأردنّ المسمّى “الشريعة” بتفاصيله الحميمة والحزينة معا. الكرامة قصّة طفولة لا تُنسى، انغرستْ في روح الطفل وشكّلت الكثير من ملامحه ومعالم شخصيّته.

واليوم، وهو يعيش ، في عمّان، مع جدّته وشقيقته، في رعاية الوالد وزوجته، وفي غياب الأمّ التي تعيش بعيدا عنهم، لا يشعر بأيّ انتماء إلى عمّان، يشعر بالغربة عنها وعن أهلها- أهله، ويحاول البحث عمّا يجعله يتكيّف، ينسجم، يَرضى ويُرضي، وبصعوبة يأخذ في الانخراط بشلّة جديدة غير التي كان ينتمي إليها في الكرامة، الشلّة التي تفرّقت في أرجاء عدّة، ولم يبقَ معه منها سوى قلّة من الأطفال الذين يحاولون، مثله، الانخراط في العالم الجديد، عالم المدينة المكوّن من خليط غير متجانس من البشر، خليطٍ قادم من أمكنة وعادات وثقافات مختلفةٍ كلّها عما هو معهود له. 

كان صعبا على ابن العاشرة الانخراط، وكان التخبّط هو السائد في حياته وخياراته، في العائلة التي عليه التكيّف مع أفرادها، وفي الحيّ والمحيط، ويا له من عذاب يتحمّله في السعي إلى هذا التكيّف، حتى مع الوالد الذي لا يعرفه تماما. معرفتُه به كانت فقط عبر زيارات متباعدة، يحضر فيها إلى الكرامة، حاملا بعض الهدايا، ثم يمضي من دون أن يترك سوى ظلّ من الذكرى. أو عبر زيارات الجدّة، مصطحبة الطفل وشقيقتَه، إلى بيت الوالد في عمان، لتُمضي في بيت ابنها أياما لا ترسخ منها في الذاكرة سوى أطياف شخوص. وترسخ منها ذكريات سوداء قليلة لكنّها لا تمّحي.

قبيل النكسة، كان الوالد قد بدأ بناء بيته في جبل النزهة، ومع هذا البيت الصغير، أخذت تنشأ بيوت قريبة، بيوت لأقارب، وأخرى لقادمين لا أحد يعرف من هم، ولا من أين جاءوا، لكن الحيّ سرعان ما احتشد بالقادمين الجدد، وكان الزمن يقترب من أيلول الأسود، فكانت الحارة تتوسع، وكان أفق الطفل قد أخذ يتمدّد، فوصل إلى النزهة الشمالية، إلى مدارس الوكالة، ومعسكرات تدريب الأشبال والزهرات، قريبا من تلك المدارس، وتعدّدت أسباب هذا التمدّد، فكانت تتمّ لأسباب تتعلق بمهمّات بيع بعض الأشياء التي يُطلب منه بيعها، لتحسين دخل عائلة الوالد الآخذة في التزايد. وتوسّع الأفق في اتّجاه مخيّم الحسين أيضا، ولأسباب متعدّدة أيضا، تبدأ بمصاحبة الجدة لزيارة بعض الأقارب الذين نزحوا من الكرامة واستقرّوا في المخيّم، ثم للتسوّق من السوق الأرخص، وفي ما بعد لدخول سوق العمل في بيع البوظة والأسكيمو وكرابيج الحلبي وغيرها من السلع. ثم يتمدّد الأفق في الانتقال من المخيّم إلى السهل المتّصل بجبل الحسين، وقاعدة الأشبال التابعة للجبهة الشعبية مَرّة، ومعسكر الجبهة الديمقراطية مَرّة أخرى. 

وفي مرحلة لاحقة، تتمدّد الرحلة في اتّجاه العبدلي واللويبدة وجبل عمّان، وتنتقل إلى وسط المدينة (البلد) بشوارعها وسَيلِها القادم من رأس العين والمتّجه نحو الزرقاء. وطاولت الرحلات بعد ذلك جبال الجوفة والتاج والأشرفية ومخيم الوحدات. مناطق كثيرة كان على الطفل- الفتى زيارتها والتعرف على الكثير من البشر هناك. عوالم ستجعل من هذا الكائن كيانا غريبا ومغتربا عن كل شي، ولا يجيد الانسجام أو الانتماء إلى أحد. فقد تنقّل بين المتناقضات، ولم يجد نفسَه في أيّ منها. لم يكن يحبّ هذا التنقّل كلَّه، كان ذلك مرهِقا في الجانب المتعلّق بالبيع، لكنّه كان ممتعا في الجوانب المتعلّقة بالزيارات والتعرّف المحض على العالم من حوله.

 

 

 

 

 

-1-

 

وكان يبيع كل شيء، كل ما يصلح للبيع، من العلكة، أحذية المصلين البلاستيكية، ومن البوظة والأسكيمو، حتى أسلاك شبكة هواتف الجيش المقطوعة. وكان، منذ طفولته المبكرة، قد عمل في كل عمل ممكن أن تتخيلوه أو لا يمكن لخيالكم الإحاطة به. 

هو اليوم في مقتبل الكهولة، تشبّع من كلّ شيء، ولم تهزمه أيّ من محطات حياته، لكنّه يجلس وحيدا ويتأمّل في تلك المحطّات واحدة واحدة، يقلّبها على وجوهها، يتسمّع إلى الهامس منها وإلى الصاخب الصارخ، يستعيدها على مهل حينا، ومتسرّعا في معظم الأحيان، خشية مرور الزمن وانقضاء الأجل. ولهذا راح يسرد، بالتفصيل، الكثير من معاناته وعذاباته في كلّ عمل انخرط فيه. 

 

-2-

 

أرى الآن، ذلك الطفل وهو يصحو مع الفجر، يخرج من بيته في جبل النزهة، يقطع الطريق إلى جبل الحسين، وينحدر في اتجاه العبدلي، حيث مخبز كعك صلاح الدين، فيحمل، على الفرش الخشبيّ، خمسين كعكة مع الفلافل والجبنة والبيض المشويّ، وكيسا من الزعتر الممزوج بكمية من الملح، إضافة إلى البيض المسلوق الذي حضّرته له جدته في البيت، ويصعد في اتجاه اللويبدة، ثم جبل عمّان عندما لا ينتهي من بيع الكمية التي عليه بيعها، وقد يتبقّى شيء لجبل الحسين أيضا. 

مشوار طويل وشاقّ يبدأ من الخامسة صباحا، توقظه الجدّة لصلاة الفجر، يتوضّأ بالماء الفاتر الذي تبقّى بعد وضوء الجدّة، يؤدّي الصلاة على عجل، وعلى عجل يأكل بيضة مسلوقة مغموسة بالزعتر والملح، مع كوب الشاي، ويخرج ليصحب اثنين أو ثلاثة من أولاد الحارة “إلى العمل”، وسريعِين يَمضون، وبكثير من التثاقل، نحو واجبهم الصباحيّ اليوميّ، لينتهوا منه قبل حلول وقت الدوام المدرسيّ المسائيّ، في الثانية عشرة ظهرا، ولا مجال لترف ركوب السيارات لمن لا يملكون ثمن الضروريات في حياتهم، وإلا ما الذي يدفعهم “إلى العمل” في هذه السنّ المُبكرة، بين الثانية عشرة والخامسة عشرة؟  

تودّعه الجدة بالدعوات المتلاحقة بالتوفيق وعين الله الراعية، وأن يبعد عنه أولاد الحرام، وتذكّره بدواء الروماتيزم الذي انتهت علبته أمس. يخرج، يطرق باب صاحبه محمد، ويمضي معه إلى بيت خالد ثم سعيد، ويمضون جميعا من الحارة القريبة من كتيبة حراسة القصور الملكية، إلى هدفهم المعلوم، في الطريق نفسها، مرورا بمسجد النزهة الواقع على حدود مخيم الحسين، والشارع العريض الفاصل بين النزهة والمخيم، حيث مخفر الشرطة القابع مثل كيان مرعب، والانتقال إلى الجانب الغربيّ من جبل الحسين، كما يكون الانتقال من عالم إلى عالم آخر. من عالم البؤس والقذارة، إلى عالم الجمال والنضارة، البيوت الأنيقة المسوَّرة بالورود والأشجار، بشبابيك وبلكونات قرميدية ناعمة، تطل منها وجوه النسوة المتدفقة دلالا وشهوات تثير حجارة أرواح الفتيان المنطلقين “إلى العمل”. لكنّهم يمضون إلى قَدَرهم المحتوم، قاطعين الشوارع التي لا تشبه حاراتهم، ومتوقّفين لحظات أمام وجوه لم يألفوا مثلها في حياتهم. وجوه الصبايا والفتية، الوجوه التي من ذهب. هم يعرفون وجوه الخشب والتَنَك، يعرفون فاطمة ولطيفة وحميدة، أما سوزي وشادي ومايا فهي جديدة عليهم. ويمضون مبتعدين محتشدين بالذكورة المتنامية في أعضائهم المتصلبة. يمضون على مضض إلى ما هو أقسى وأشد شراسة. يهبطون الدرج الطويل المؤدي إلى العبدلي، ويواصلون الهبوط إلى المخبز القديم، وهنالك ينتظرون دَورَهم في الطابور من الفتية المنتظرين، إلى أن يُنادَى عليهم لاستلام “الفرْش” وتحميل الكمية المحدّدة لكلّ منهم.

تعلّم خلال جولاته الأولى، أن يبدأ من جبل اللويبدة، حيث زبائنُه الدائمون، يعرفهم بيتا بيتا، ينتظرونه ولا يشترون من أيّ بائع آخر، وتحديدا ذلك البيت الفخم القريب من مسجد الشريعة، بيت صاحب مطاعم الكنافة الشهيرة، الذي أوصاه بضرورة توصيل الكميّة ساخنة، وإلا لن يأخذ منه، فصار حريصا أن يكون أصحاب هذا البيت أهمّ زبائنه، فهم يأخذون العدد الأكبر من الكعك، ويمنحونه سندويشة الكنافة بالكعك التي لا يعرفها أحد من أهله، كما أنّهم يتركون له “بغشيش” في كل مرّة تقريبا. 

سار في اتّجاه الدَّرَج الصّاعد إلى اللويبدة، ومنه تسلّق الدرج المفضي إلى المسجد، كان وسيم يتمشى بانتظاره،فبدأ بأن سلّمه حبات الكعك الإحدى عشرة المعهودة، ووقف ينتظر ريثما يعود بحبة منها محشوّةٍ بالكنافة الساخنة اللذيذة التي يشتهيها، وتسلّم منه ثمنَ كعكاته، وجلس في ظل شجرة تتدلى أغصانُها من ذلك البيت، يتلذّذ بوجبته اليومية. 

وبعد جولة في الجبل المفضّل لديه، باع خلالها الكثير، أكثر من نصف الكمية تقريبا، ظلت اثنتان وعشرون حبة، فقرّر الانتقال بها إلى جبل عمّان. فهناك المدرسة المسيحية والنادي الملحق بها، حيث الفتيات بملابسهنّ البيضاء القصيرة يلعبن كرة التنس الأرضية. يضع الفرش على سور المدرسة، ويأخذ في متابعة اللاعبات باذخات الجمال. يُحدّق في الأفخاذ والصدور، ويختزن المشاهد المبهرة، ليسهر معها في لياليه الجافّة البائسة. يبيع ما تيسّر، ثم يتسلّل إلى الأحياء الداخلية، يجد الأخوين مايا ونبيل يلعبان بدرّاجتهما الهوائية الصغيرة مثل طفولتهما، يفكّر كيف يأخذ شوطا على الدراجة، يضع الفرش على حافة سور لبناية قيد الإنشاء، وينادي الطفلة مايا ويمدّ لها الكعكة بيده اليمنى، ويشير إلى الدرّاجة باليد الأخرى، فتبتسم تلك الابتسامة البريئة الساحرة، وتتناول منه الكعكة لتناولها لشقيقها السمين، وتدعوه هو ليركب خلفها. 

هي طفلة بجسد فتاة تقريبا، يحضن كتفيها من الخلف بذراعيه، ويحضن جسدها بجسده النحيل، وتأخذ الطفلة في التوازن قبل أن تنطلق بدرّاجتها انطلاقتها اليومية الواثقة، غير شاعرة بما ينغرس في جسدها الغضّ، ولكنها مستمتعة بهذا اللهو اليومي، في هذه الساعة من الصباح، وتعود إلى حيث شقيقُها الذي التهم الكعكة إلا قليلا منها، فتنتشها منه، وتبتعد، فيما هو يركز فرش الكعك على رأسه، ويمضي مبتعدا ليكمل جولته، فقد تبقى معه عدد غير قليل من حبات الكعك التي عليه بيعها. ويقرّر المضي إلى جبل الحسين.  

يهبط إلى اللويبدة ثانية، فالعبدلي، ليصعد الدرج المؤدّي إلى جبل الحسين، عند دوار المأمونية يتوقف، يجلس ليرتاح قليلا، الاستفتاح بفتاة تسرع إلى مدرستها، بينما تبدو متأخرة، تأخذ حبة كعك وقرصَي فلافل وتطلب القليل من الزعتر المملّح، وهذا كيس صغير من ورق الجرايد. تضعه في حقيبتها وتمضي. 

يعود ليتأمّل المريول الأخضر المكوي جيّدا، فوق بنطال عسليّ يبرز متانة الجسد الغضّ، يصعد إلى الصدر البارز على استحياء، يصعد إلى عينين رائقتين تماما كما لو لم تعرفا النوم والصحو. رأى العسل صافيا ورائقا، وأغبشت الدنيا في عينيه، انشقّ صدر الفتاة عن نَهدَين تفّاحتين، وحَلْمتَين بلون البنّ الأشقر، وأخذت ملابسُها تتقشّر عن جسدها الفارع، فبدا بطنُها الصلب بقدر من الارتخاء.

اقترب شاب منه وطلب كعكة مع بيضة وزعتر، ومن جلسته لم يستطع أن يرى وجه الشاب ولا صدرَه حتى، شهق بعينيه إلى الأعلى، تناول النقود من الشاب وسلّمه ما طلب. وقف ليحرك أعضاءه، يديه وساقيه المتيبستين، أرسل عينيه في الاتجاه الذي غابت الفتاة فيه، لم يجد أثرا منها، فحمل فرش الكعك، وولى وجهه صوب دوار عبد الناصر، فاستوقفه صوت طفلة تناديه من شباك بيت محاط بالأشجار، توقّف عند باب البيت، وانتظر، فخرجتْ امرأة عشرينية وانحنت على الفرش تتحسس الكعكات، واختارت ثلاثا منها وقبضت على ثلاث بيضات مشويات، وطلبت منه كمية من الزعتر، وهو ينقّل بصره بين نهديها النافرين وراء قميص النوم وبين الكعك.

غادر البوابة في اتّجاه صوت لم يعرف مصدره، كان صوتا بلا صفة محددة، لم يعرف إن كان صوت أنثى أم ذكر، كان شابّا يافعا ويانعا، يريد خمس كعكات ومثلها من البيض المشويّ وشيئا من الزعتر، ناوله النقود وتناول ما طلب ومضى دون أن يأخذ الباقي، ناداه فلم يردّ، كاد يدخل البوابة خلفه، فرأى امرأة تقترب، مدّ يده ببقية النقود وناداها فلم تردّ.

قريبا من دوّار (مكسيم)، وكانت الساعة تقترب من العاشرة والنصف، وقد تبقى معه ست كعكات، وعدد من البيضات المسلوقة، وضع فرش الكعك على سور واطئ، ووقف ينادي بصوته النحيل: كعك محمّص كعيييك، كعك مع البيض المشوي يا كعيييييييك. باع خمس كعكات مع أربع بيضات مشوية وثلاث مسلوقة، وسار في اتّجاه مدرسة ثانوية البنات القريبة، موعد استراحة الطالبات، لم يكن مسموحا له أو لسواه من الباعة الاقتراب من بوّابة المدرسة المقفلة، وعلى بابها حارسُها، لكنّه كان تعرّف على طريقة لبيع الكعك للبنات المشاكسات اللواتي يتسلقن السور خلسة، وفَهِم من إحداهنّ أن ساندويتشات المقصف في المدرسة غير نظيفة، وأن الإدارة تفرض على الطالبات شراءها بالقوة، وحين سأل أخته الطالبة في تلك المدرسة عن ذلك، قالت بأن هناك شائعة تتردّد حول مساهمة مديرة المدرسة في ضمان المقصف. لكنّه باع للطالبات ما تبقّى من كعك وبيض، وسارع في اتجاه المخبز لتسليم الفَرْش الفارغ، واللحاق بدوامه المدرسيّ.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى