إختتام فعاليات مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

الجسرة الثقافية الالكترونية
*فاطمة بوغبنور
المصدر / القدس العربي
اختتمت فعاليات الدورة 21 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بحصول الفيلم الإيطالي «الشاب الرائع» للمخرج ماريو مارتوني على جائزة «تمودة « الكبرى للمهرجان وسلمت الجائزة النجمة المصرية منى زكي إلى مديرة مهرجان روما «جينا فوكا» نيابة عن مخرج الفيلم، وعادت جائزة أفضل دور رجالي للممثل المصري أسر ياسين عن دوره في فيلم «أسوار القمر» للمخرج طارق العريان هذا الأخير الذي تسلمها من يد الفنانة أصالة نصري نيابة عن الممثل الفائز اسر ياسين، وذهبت جائزة أفضل دور نسائي للممثلة الإسبانية «لولا دونياس» عن فيلم «الظواهر» للمخرج ألفونسو زاروزا، وحصل الفيلم التركي «سيفاس» للمخرج التركي «كان مجدسي» على جائزة العمل الأول، كما حصل الفيلم الفرنسي «أرض متلاشية» لجورج أولاس فيلي على جائزة لجنة التحكيم وذهبت جائزة الجمهور للفيلم المغربي «أفراح صغيرة» للمخرج محمد الشريف الطريبق ، فيما حصل الفيلم المغربي «نصف سماء» الذي يتحدث عن فترة الاعتقالات السياسية في مغرب السبعينات للمخرج عبدالقادر القطع على جائزة حقوق الإنسان التي خصصها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في المغرب للفيلم الذي يناقش مواضيع ذات صلة مباشرة بحقوق الإنسان. ونوهت اللجنة بفيلم «بدون 2» للمخرج التونسي جيلاني السعدي.
وصرح» للقدس العربي « رئيس لجنة تحكيم الفيلم الطويل المخرج المغربي الفرنسي علي سكاكي بأن جودة الافلام الطويلة فاقت كل التوقعات وكانت عبارة عن خليط غني من المواضيع والأفكار وطرق التناول والإخراج والأداء، وعن كيف مرت أشغال لجنة التحكيم قال بأنها واجهت اختلافات في الرأي ونقاشات مطولة استمرت إلى ساعات الصباح الأولى، لكن التجربة أكدت له أن هناك بالفعل سينما متوسطية متكاملة الأركان والملامح ينقصها فقط على مستوى المغرب الاشتغال أكثر على عنصر السيناريو والكتابة لأن السينما ليست تقنيات وإضاءة وممثلين بل هي قبل كل هذا سيناريو وكتابة قوية، وأيضا ينقص التحكم في إدارة الممثل وحسن توجيهه».
الفيلم القصير:
ضمن 16 فيلم قصير من 8 دول متوسطية فاز الفيلم المغربي «مول الكلب» لمخرجه كمال لزرق، والذي وصفه رئيس لجنة تحكيم الفيلم القصير المخرج المغربي «سعد الشرايبي» بالاختيار الذكي للموضوع والوصف الواقعي المقترن بتحكم حرفي في تقنيات الإخراج. وفاز بجائزة الابتكار فيلم “فلاش ” للإسباني ألبرتو رويز روخو أما جائزة لجنة التحكيم فعادت للفيلم الفرنسي «اخر الفرنسيين الأقحاح» للمخرج « مانويل يوركا»، فيما نوهت اللجنة بالفيلمين الإيطاليين «صلاة الغائب» لفالنتينا كارنلوتي و» نجمة البحر» لجياكومو أبروزيزي.»
الفيلم الوثائقي:
حصل على الجائزة الكبرى لمدينة تطوان فيلم «روشمية» للفلسطيني سليم أبو جبل، وجائزة التحكيم الخاصة لفيلم “حلاوة الديار” للبنانية نادين ناعوس، فيما عادت جائزة العمل الأول لفيلم “قراصنة سلا” للمخرجة المغربية مريم عدو.
الفيلم التربوي:
فاز فيلم «طفلة القمر» على جائزة الفيلم التربوي الكبرى من إنجاز ثانوية أبي بكر الصديق في تطوان، ونالت التلميذة منال علي ياسين جائزة أحسن ممثلة عن دور وردة في فيلم «حتى لا يذبل الورد» وعادت جائزة أحسن ممثل للتلميذ نجيب عبو عن دور حميد في فيلم «الطريق نحو الهاوية» وذهبت جائزة التصويرلفيلم «ميساج» لمدرسة «القدس» وجائزة السيناريو لفيلم «كلام الحشومة» لنادي السينما والمسرح بثانوية المكي الناصري. وقال رئيس لجنة تحكيم الفيلم التربوي أن الجائزة التربوية كانت مناسبة لإشعاع الثقافة السينمائية بين صفوف التلاميذ والطلبة وفرصة لاكتشاف مواهب صاعدة في التمثيل والتصوير وبوادر رؤية إخراجية محترفة. وتسلم التلاميذ الفائزين جوائز عبارة عن كاميرات رقمية وألواح إلكترونية.
تكريم أحمد عز:
شكل صعود الممثل المصري «أحمد عز» منصة سينما أفنيدا أحد أقوى لحظات حفل الاختتام حيث سلمه الفنان المغربي محمد مفتاح درع التكريم، وقبل ذلك عرض الحفل شريطا استعرض بعضا من أهم محطات 30 سنة من عمر المهرجان على مدار 21 دورة بمن كُرم من النجوم منها أسماء فنية رحلت كفريد شوقي وفاتن حمامة وخالد صالح والفنان المغربي محمد البسطاوي وأيضا نجوم شباب كأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وهاني سلامة، وعقب الحفل صرح احمد عز للقدس العربي قائلا بأن هذا التكريم يعني له الكثير لأنه جاء بعد أسماء كبيرة لأساتذة كبار في التمثيل ، مضيفا بأن هذه زيارته السادسة للمغرب والثالثة التي يحظى فيها بتكريم مشيدا بالحفاوة والترحاب الكبير الذي قابله به جمهور مدينة تطوان.
جدل حول «أفراح صغيرة»:
خلق الفيلم المغربي «أفراح صغيرة» لمحمد الشريف الطريبق عقب عرضه ضمن المسابقة و الذي حاز جائزة الجمهور جدلا واسعا في مواقع إخبارية مغربية اتهمته بالإساءة للأسر التطوانية المحافظة وذلك لعرضه قصة حب مثلية بين مراهقتين في طور اكتشاف جسديهما وذلك بسبب تواجدهما في وسط محافظ ومنغلق على الجنس الاخر. وعن هذا الجدل صرح المخرج محمد الشريف الطريبق للقدس العربي قائلا: «جائزة الجمهور بالنسبة لي هي الأفضل لأننا نصنع الفيلم أولا وأخيرا للجمهور وهي أيضا رد قوي على الحملة الشرسة التي تعرض لها الفيلم وعلى ادعاءات قالت بأن الجمهور انسحب من القاعة أثناء عرض الفيلم احتجاجا، لهذا أعتبر هذه الجائزة التي جاءت تحديدا بفضل تصويت جمهور مدينة تطوان الذي حطم أرقاما قياسية على مستوى الحضور ليلة العرض، ويضيف الطريبق بأنه يتوقع أن يتفاقم الجدل مرة أخرى عند عرض الفيلم في القاعات على العموم وبأن الأمرقد يكون بالفعل صادم لكنه واقع وحقيقة ومن يقل العكس يثبت ذلك.
إسدال الستار:
قال مدير المهرجان «للقدس العربي» أنه راض عن الدورة التي حققت جل أهدافها رغم بعض الهفوات، وبأنها كانت دورة متقدمة على مستوى الاحتراف في عمر المهرجان الذي بلغ الثلاثين سنة والذي أثبت وجوده وانتماؤه للفضاء المتوسطي، وعن المستقبل دعا المسؤولين عن الشأن الثقافي والسينمائي في المغرب للتفكير في تطوير كل المهرجانات السينمائية في المغرب وليس فقط تطوان بتوفير كل فرص التطوير والدعم، وختاما ضرب بتفاؤل موعدا لدورة مقبلة متمنيا أن تكون أيضا حلقة متميزة ومتقدمة وجب منذ اللحظة البدء في تحضيرها.
ويشار إلى أنه عقب حفل الاختتام تم عرض الفيلم الجزائري «الوهراني»، من إخراج الممثل إلياس سالم الذي أدى فيه دور البطولة أيضا. وهو فيلم يتحدث عن يوميات المجاهدين في ثورة التحرير الجزائرية.