العراقي جمال جاسم أمين: الأدب وحده لا ينتج بديلاً معرفياً لأمة مأزومة في عمق ثقافتها الإجتماعية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*صفاء ذياب

المصدر / القدس العربي

انغمس الكثير من الأدباء العراقيين بالبحث عما هو جمالي والاشتغال عليه، لكنهم أهملوا في الوقت نفسه، المعرفي الذي يغير من الجمالي هذا ويغير من بنيته وآلياته. غير أن الشاعر والناقد جمال جاسم أمين لم يتوقف عند حدود جنس وإبداع معين، فقد بدأ شاعراً كانت له بصمته الخاصة ضمن جيلي الثمانينيين والتسعينيين، ومن ثمَّ بدأ بالبحث عن مشروع معرفي يفكك من خلاله ويعيد قراءة الثقافة والمجتمع العراقيين، وصولاً إلى مشروعه المهم (البديل الثقافي) الذي حاول من خلال أن يؤسس لبنية وعي مغايرة في مدينة العمارة، خصوصاً والعراق على العموم.
عن المجتمع وبناه وأسئلة المثقف كان لنا معه هذا الحوار:

■ اشتغلت في كتابك الأخير على مفهوم «تدمير المعنى»، وهو قراءة سوسيوثقافية في المجتمع العراقي وثقافته، كيف دُمِّر المعنى؟ وما الأسباب التي أدت لذلك؟
□ ينبغي أن نفرق أولاً بين (تدمير المعنى) و(تفكيك المعنى) باعتبار أن الأخير ممارسة معرفية تستهدف المركزيات والمعنى من ضمنها بعد أن يتمركز، بينما (التدمير) هو هذا الهجوم العشوائي على مغزى الأشياء وهدفها العميق، هو الحث المنظم والدائب على الفراغ والإفراغ بقصدية، أقصد أننا في ثقافتنا العربية والعراقية لم يتمركز عندنا المعنى كي نفككه طبقا لمنهجيات (التفكيكية) المعروفة، وكيف يصل إلى حد التخمة والتمركز في ظل سلطة الخرافة التي تهدر كل معنى لصالح لا معناها، في كتابي «مقهى سقراط» تتبعت متوالية هذا التدمير على صعد مختلفة، برامج السياسة التي دست للناس دروسا فاسدة والناس تقلد الساسة باعتبارهم آباء. ونحن أبويون بالفطرة، مروراً بالاجتماع الذي يعاني تخلخلاً معروفاً وصولاً للأصوليات التي استثمرت كل هذا بدلاً من أن تفكر بإصلاحه، وأخيراً في العراق سدنة (المحاصصة) التي أبّدت وعمقت الانشقاقات بدل أن تردمها.
تدمير المعنى في التجربة العراقية وصولاً للحظة عراء فادح، فراغ صفري لم يحصل جزافاً، بل مر بمراحل وبرامج أدت إلى ما أدت إليه. «مقهى سقراط» قدم مسحاً لكل هذا ولم يغفل أن يقدم خطاطة إصلاح مفترض يبدأ بإعادة تأهيل المدينة لأننا نعتقد أن قيم التمدن هي الأهم، وهي قاعدة الإصلاح التكاملي؛ سياسياً واجتماعياً ودينياً. لا ننسى أيضاً أن الجماعة العراقية وقدرتها الغريبة على امتصاص النشاز والتآخي مع النقيض لها دور كبير في مشهد التصدع هذا، وبالتالي فإن المشكلة العراقية مشكلة اجتماعية في جوهرها العميق لكنها تتشظى وتتمظهر بمظاهر شتى، المجتمع قاعدة البحث، هذا هو مدخل مقهى سقراط وصولاً للثقافة وبناها نصوصاً وسلوكاً.
■ ما الذي حدث في البيئة الفكرية والثقافية العراقية؟ وكيف يمكن حصر التحولات التي طرأت عليها، إن كانت ثمة تحولات حقيقية؟
□ منذ زمن ليس بالقريب والإعلام يلتهم الثقافة، ليس الإعلام بوصفه وصورته الظاهرة؛ صحافة أو قنوات تلفزة، بل بوصفه وظيفة ومغزى. أقصد حتى مؤسساتنا التي تدعي أنها ثقافية صرفة هي في جوهرها إعلامية منفعلة لا فاعلة، تتأثر بالحدث ولا تصنعه، وهذا هو جوهر القصد الإعلامي؛ الانفعال والمناسباتية والترويج في أغلب الأحيان. الثقافة في جوهرها العميق ليس هذا، بل هي إرادة تحول وتجديد لمزاج الجماعة عبر آلية مكاشفة وورش نقد على كافة الصعد، أسئلة تضع كل شيء تحت مجهر المعاينة. البيئة الثقافية في العراق تنجر سريعاً لمقصديات الإعلام، فاليوم؛ مثلاً، حتى مهرجانات الشعر تقع في هذا المنحى، فهي ترويج للمؤسسة للتدليل على أنها فاعلة والمؤسسة بدورها ترويج للسلطة أو الحكومة بينما الشعر ذاته ظل بعيداً عن القصد من المهرجان.
الشاعر صوت في جوقة والقصيدة نسج بلاغي لا يتوخي الأثر، وفي النهاية لا نخرج من المهرجان إلا بإعلام يستعير يافطات الثقافة. بعد التغيير الذي حصل إبان 2003 كان من المؤمل أن تتراجع سطوة السياسي على الثقافي، كي تتحرر الثقافة من الإعلام، لكن المؤسف أن مثل هذا الزواج الفاسد أصبح واحداً من عادات الثقافي المزمنة. اليوم نرى الثقافي يذهب طوعاً للاندماج بالإعلامي، ربما لعجزه عن الانفراد بورشه الثقافية، علاوة على وجود الكثير من النفعيين في باحة هذه الورش، هؤلاء لا يستطيعون التخلي عن غنائم الإعلام لصالح زهد الثقافة، وبالتالي فإنهم يمارسون دور الوسيط الخائن بين المنظومتين، والخاسر الوحيد هو المثقف صاحب المشروع الحقيقي والمبدع الذي يريد لإبداعه أن يصبح مشروعاً، لا أن يظل زينة بلاغية في مهرجانات السلطة. ثمة خيانات كبرى على هذا الصعيد، خيانات يمارسها نفعيون لكنها تخلط الحابل بالنابل فيصعب التمييز، وها نحن اليوم أمام سؤال: أين المثقف؟ المثقف موجود لكن ثمة ركامات فوقه، غيما أسود يحجبه! قلت في أحد نصوصي (البلاد لا تكره الأمانة، غير أن الخيانات لا تحصى!).. في ضوء هذا الوصف يتأزم مفهوم التحول ويصبح سؤالاً شائكاً ومفتوحاً بلا حدود، بل وبلا حلول أحياناً، وهذه اللاحلول ليست سداً للطريق، بل إشارة فادحة إلى انسداده. وأخيراً قلت في أكثر من مناسبة: أنا لا أسد الطريق، بل أقول فقط إن الطريق مسدودة وعلينا أن نفتحها بمعاول الأسئلة.
■ غالباً ما تربط الثقافي بالسياسي، وفي الوقت نفسه تطلب من الثقافي أن يكون له خطاب يمثل بنية المجتمع والمثقف… كيف نتمكن من سحب المثقف من المحيط الذي يعيش فيه لينتج بنية مغايرة؟
□ لنتأملْ جيدا دلالة (تربط)، أنا لا أريد من المثقف أن يكون سياسياً كي لا يتورط في مستنقع نفعي يأكل من جرف موضوعيته بالضرورة، بل أريد للمثقف أن يكون مؤثراً من خلال حوارات مع الفكر السياسي وإجرائياته على الأرض. على الثقافة أن تشكل فلسفة الدولة، الدولة لا الحكومة لأن الحكومة تنفيذ، ومتى ما كانت الثقافة أصيلة فإن خطابها سيكون تحصيل حاصل أصالتها. للأسف أرى مزاولات ثقافية بعضها حرفي تقني وإعلامي ولا أرى ثقافة بالجوهر العميق كما أتوخى. نحن نعتقد أن السياسة حقل معزول عن الثقافة أو ممارسة لها سدنتها وبهذا الفهم الحرفي نسوغ لهم الانفراد.. الثقافة هي التي تشكل مزاج الجماعة وعلى السياسة أن لا تدمر هذا المزاج.
في العراق الأمر مشوه، للسياسة مزاجها الذي يسود ويعمم والجماعة تنقاد لهذا المزاج. ولنكن دقيقين أكثر، لنتحدث عن الاستبداد بوصفه مزاجاً سياسياً، أليس على الثقافة أن تفكك فواعل الاستبداد؟ أليس على الثقافة أن تعمق وتؤصل مطالب الحرية في حياة الناس؟ هذا النوع من التلازم هو الذي أقصده وهو منحى يتطلب خطاباً ثقافياً ليس بعيداً عن السياسة، ولكنه غير متورط في آلياتها. أريد أن أرمم الفجوة بين المعرفة والممارسة، أنقذ المقولة من قفص البلاغة إلى باحة الإجراء، هذا الطريق لابد أن يمر بالسياسي، لأن هذا السياسي الذي نراه يحتكر في الغالب باحة الإجراء ولا يترك للثقافي سوى مناسبات طارئة ومحدودة وأمكنة ضيقة لا تتعدى حدود شارع المتنبي في جمعته المعروفة، حيث يلتقي الثقافي بالثقافي لساعتين أو ثلاث ليبقى الزمن كله شاغراً منه، هذه المحدودية لأننا ما نزال مثقفي نصوص ولسنا مثقفي خطاب والفارق عميق.
■ هل تمكن المثقف العراقي، والمجتمع أيضاً من إيقاف التاريخ، والتحرك نحو الحياة الحاضرة والمستقبل؟ وإذا لم يخرج حتى الآن، كيف يمكن أن يكون تفكيره وهو ما زال مسجوناً في هذا التاريخ الواقف؟
□ لعل من أعقد المشاكل التي تعانيها بعض الشعوب هي استدعاء الماضي. هذا الاستدعاء يشكل جوهر الأصولية، وبالتالي فإن الحركات الراديكالية المتطرفة تجد حواضنها الاجتماعية جاهزة، والأنكى من كل هذا نجد أن العيش خارج التاريخ ومقاطعة الزمن الحي والحيوي يعدان في نظر الكثيرين عودة للمقدس أو وفاء له. في الغالب يتطرق الكتاب ومن زمن ليس بالقليل إلى جدل الحداثة والتراث وهو جدل نظري محض، بمعنى أن الحداثة ليست رغبة أو شعارا، بل هي ثقافة تحول لم تترسخ، ويبدو أنها لن تترسخ أيضاً ما دام الإنسان في هذه المنطقة أدمن التلفت إلى الوراء.. هناك معوقات لا يمكن الاستهانة بها أو القفز عليها. في العراق الأمر أكثر تعقيداً، خاصة بعد يقظة الهويات الفرعية وهي في مجملها تستدعي ماضي الجماعات وإرثها المزعوم لتؤسس هويات ضيقة ومغلقة في آن. للأسف أقول إن المثقف العراقي لم يكن عابراً للأزمة، بل انفعل بها، والبعض انتفع بفتات غنائمها المدنسة، ظهر لأول مرة مثقف طائفي كما ظهرت مؤسسات نفعية تدعي أنها مؤسسات مجتمع مدني، وفي كل الأحوال غاب الخطاب البديل الذي يضع القطار على السكة. هناك زخم تبريرات، أجوبة مبتورة، انفعال بالنتائج وإغماض العين عن الأسباب. غاب المثقف التفصيلي الذي يتعقب الموج حتى المصب لنضع يدنا على الجرح كما يقال، في ضوء هذا كيف تتم صناعة اللحظة؟ هذه الصناعة تحتاج بالضرورة اندكاكاً بالراهن، خروجا من استنساخ النمط إلى الإنتاج، من الثبات إلى الصيرورة، وقبل هذا وذاك تحتاج إلى خطط وبرامج، سياسة رشيدة، معرفة حاكمة على العرف لا عرف حاكم على المعرفة، عقل يسأل ويغربل النقل لا نقلا يحاصر العقل ويتعداه بقداسة مزعومة، هذه المشكلات ينبغي أن نضعها على طاولة البحث ونحن نتحدث عن صناعة لحظة، وإلا فإن الكلام سيسقط كله في خانة اللا معنى وهي خانة عريضة واسعة التهمت الكثير من جهود المحللين والمتحدثين على الشاشات ليل نهار.
■ في ظل انفتاح النشر الذي شهده الوسط الثقافي العراقي، والروايات التي تجاوزت 600 عمل حتى الآن، فضلاً عن الشعر وبروز نقاد جدد خلال العقد الأخير… هل ترى أن هذا الحراك هو تحول ثقافي يمكن أن يؤسس لبنية تتطور في المستقبل؟ أو أن هذا الكم لا يخرج عن كونه فورة ستخبو ما أن يستقر الوضع العراقي: السياسي والاقتصادي؟
□ أنا لا أعد كثرة النشر والمطبوعات معياراً للازدهار الثقافي، بل نوع هذا النشر ومادة هذه المطبوعات هي الأساس. اليوم في العراق ضجيج ثقافي، شعري، سردي وإعلامي أيضاً، هذا الضجيج بلا معيار وحتى الطبع يخضع لإمكانات تجارية محضة. في شارع المتنبي يقام كل جمعة ما لا يقل عن عشر جلسات أدبية، في غرف المركز الثقافي وحدائق القشلة، لكن ولا سؤال ناهض، كلها أناشيد رومانسية حالمة، بلاغايات أغلبها مشوه، منصات ترضي شهوة الظهور لدى البعض، هذه توصيفات وليست أحكاما قاسية أو معادية لأحد. نعم يهمني أن يتسع حراك الثقافة، على مستوى الجمهور، التداول، شارع المتنبي أنموذجاً لكن عطل السؤال مؤلم أيضاً. أنا لا أحتفي بالضجيج، بل أدعو إلى تركيز منتج وفعال.
أما على مستوى السرد فقد غابت السرديات التي تتساوق مع عمق وكوميديا الواقع العراقي، كوميديا سوداء، ملهاة ومأساة، وجوه تختلط بالأقنعة وأقنعة تتلمظ بهيئة وجوه وقد عجز السرد عموماً عن التقاطها إلا ما ندر من الأعمال. هذا النوع من الحراك أعده احتفالياً وليس ورش إنتاج ثقافة حقيقية ربما لان هذه (الحقيقة) لها ثمنها الباهظ
■ أطلقت مشروع البديل الثقافي، وأصدرت مجلة «البديل» بعد ذلك، ما البديل؟
□ في خريف 2005 كانت شرارة مشروع البديل الثقافي، مجلة تصدر على نفقة محرريها وخطابا يتوخى تفكيك تصدعات الثقافة العراقية. ما حدث بالضبط أن المثقف ومؤسساته أعادا إنتاج المزاولة الإعلامية وكأن حدث التغيير لم يقدم له فرصة لصناعة خطاب جديد. بمعنى أن التغيير السياسي والاجتماعي لم يرافقه تغيير ثقافي أو بوادر من هذا النوع، مشروع البديل الثقافي كان انتباهة على فداحة التكرار، إعادة إنتاج ما تلف! النفعية مجدداً، ثقافة الاحتفالات، المؤسسة بوصفها سلطة ثقافية لا غير. أردنا للبديل في أول أمره أن يكون ورشة أسئلة، أسئلة تأسيسية وهذا ما عالجته في كتابي «وعي التأسيس» هذا الكتاب كان إيضاحاً لخطاطة مشروع البديل الثقافي. البديل ليس إزاحة لأحد ولا معارضة بالحمولة السياسية لمفردة (معارضة)، بل هو فعل معرفي كاشف لعطب ثقافي كارثي علينا أن لا ندعه يتناسل، في كتابي «بين الثقافة والكارثة» فصلت هذا المعنى، معنى أن تكون الكارثة ثقافة خاطئة قبل كل شيء وما المظاهر المادية من حرب وسواها إلا نتائج هذه الثقافة، هذه بعض مفردات خطاطة خطاب البديل.
مشكلة الثقافة العراقية كثرة الأدباء! الأدب وحده وبوصفه مخيالاً جمالياً لا ينتج بديلاً معرفياً لأمة مأزومة في عمق ثقافتها الاجتماعية، بل يمكن أن يحرض عليه. والغريب أن فداحة المشكلة تصهر التحريضات وتبتلعها مهما كانت بليغة، لذا لابد من مساءلات صادمة وعابرة للأدب، هذا ما فعله البديل الثقافي عندما بحث في السوسيوثقافي باعتباره الحديقة الخلفية للثقافة ومن ضمنها تمثيلات الأدب، وللأمانة أقول إن مشروع البديل الثقافي أصبح مع الوقت طاولة حوار عراقية مهمة استقطبت كثيراً من العقول الثقافية، إلا أن عقبات التمويل وقفت حائلا دون الانتشار الأوسع.
■ جئت إلى البحث والنقد من خلال الشعر، فأكدت في أكثر من مرة أنك تبحث عن الأدب الذي يغير المجتمع، الذي يمكن أن يطرح قضاياه ويناقشها… ما الذي على الشاعر عمله في هذا الوقت؟ وهل لا يمكن التفكير بمفهوم (الفن للفن) في ظروف التحولات الحالية؟
□ نعم جئت إلى المعرفة بإحالات شعرية، وهو أمر أعده ميزة في الحقلين: الشعر والفكر، قصيدتي تعد اليوم (قصيدة مفكرة) كما وصفها القاص محمد خضير في آخر لقاء لي معه في البصرة. أما رؤاي الفكرية فهي محمولة على حامل لغوي شعري يراه البعض رشيقاً وصادماً، أنا ناقد (انتباهة) أفتش عن الشوك الذي يعيق الطريق إلى الورد، أهش الغيم عن فضاء القول وأعتبر النقد الثقافي كاسحة خراب تمهد الطريق لشاحنة النص كي تمر. أما عن مسألة التغيير فلا أرى الشعر وحده قادراً عليها، بل نحتاج إلى منظومة محرضات الشعر واحد منها، في الشعر نتألم وعلى الفكر أن يسأل لماذا نتألم؟ في الشعر نضيع لكي ننبه إلى أهمية البوصلة، الشعر الذي لا يحمل عمقاً معرفياً محرضاً أعده غناءً عابراً لا غير، في (الفن للفن) وهم نظري قائم على استقلالية واقع الفن تماماً، لا يمكنك أن تغادر الواقع حتى لو كنت سريالياً! لأنك أصلاً انفعلت بواقع ألجأك إلى السريالية، كل الفن على صلة بالواقع لكن تتغير صورة هذه الصلة بحسب طريقة الاشتغال، كل الفن للحياة لكن علينا أن نفهم مستويات تمثيل هذا الفن وقنوات استقبال الحياة لهذه التمثيلات، بالطبع أنا أتحدث عن الفن عندما يستوفي شروطه الإبداعية ولا أتحدث عن الهذيانات أو التجارب الناقصة، أتحدث عن الإبداع الحقيقي وكيف يبتكر صلته بالآخر، الحياة، الواقع، هناك من يعد الغموض مثلاً ميزة لأن التوصيل يفضحه، التوصيل وظيفة فنية وليس الوضوح، الوضوح اجتماعي تواصلي. أعتقد أن نصي الشعري له إمكانية التأثير ومثل هذه الإمكانية حتماً ستضيف رصيداً لفعل التغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى